الرياضية

فعاليات شيّقة في مهرجان الخيل التقليدي بميدان لوى

01 ديسمبر 2018
01 ديسمبر 2018

كتب - حمود الريامي -

في أول فعالية بعد الاعتماد الرسمي لملف الخيل والإبل للتراث الثقافي من قبل منظمة اليونيسكو الذي قدمته السلطنة شهدت ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة أولى منافسات النسخة الرابعة لمسابقة رياضات الخيل التقليدية لهذا الموسم 2018/‏‏2019م التي ينظمها الاتحاد العماني للفروسية، حيث أقيم مهرجان رياضات الخيل التقليدية على ميدان قرية لوى للفروسية حيث يأتي تنظيم هذا المهرجان من قبل لجنة لوى للفروسية تحت إشراف الاتحاد العماني للفروسية وضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد ورعى حفل المهرجان سعادة الشيخ حمد بن خليفة العبري والي لوى بحضور الدكتور جمعة بن راشد المشايخي أمين سر الاتحاد العماني للفروسية وعدد من المسؤولين المعنيين بالفروسية ومن ولايات المحافظة.

وشارك في هذه الاحتفائية أكثر من 48 خيلا من مختلف ولايات شمال الباطنة، حيث اشتمل الحفل على معرض حرفي وإلقاء القصائد الشعرية المعبرة والفنون الشعبية المغناة وفنون ركضة العرضة وأشواط الإثارة والفقرات الترفيهية للأطفال، واستعراض الرياضات الفروسية التي تمارسها الولاية.

بعد عزف السلام السلطاني تقدم ثلاثة فرسان إلى المنصة الرئيسية مستأذنين راعي المناسبة ببدء المهرجان بعدها قرأ الطالب أحمد العيسائي ما تيسر من كتاب الله وآياته المحكمات ثم ألقى خلفان بن أحمد السلامي رئيس لجنة لوى للفروسية كلمة اللجنة قال فيها: باسمكم جميعا أنتهز هذه الفرصة لنرفع للمقام السامي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- أجل وأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد أعاده الله على جلالته والشعب العماني أعواما عديدة وأزمنة مديدة. وأضاف السلامي: من منطلق الحرص على رياضة الآباء والأجداد والحفاظ عليها من الاندثار أولى الاتحاد العماني للفروسية جُل ما لديه للمحافظة على هذا الموروث، تجسد ذلك من خلال إقامة مسابقة سنوية وهي للموسم الرابع على التوالي توزع فعالياتها وأحداثها في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة.

وأردف السلامي قائلا: تزدان ولايتنا العزيزة بهذا الحدث الكبير الذي انتظره أبناء الولاية ونحن كلجنة الفروسية بالولاية نسعى للرقي بهذه الرياضة وإيجاد الموارد المالية لإقامتها.

واختتم السلامي كلمته قائلا: وفي ختام كلمتي أتوجه بالشكر الجزيل للاتحاد العماني للفروسية لإعطائنا هذه الفرصة للمشاركة والشكر موصول لجميع من ساهم في إنجاح هذا الحدث الوطني والرياضي البارز.

القصائد والفنون

هتف أبناء لوى بعدد من القصائد الشعرية المعبرة عن حب الوطن والقائد حيث ألقت الطالبة وجد المعمرية قصيد بعنوان ألهمتنا حب البلد للشاعر حسن المعمري كما ألقى الطالب محمد الكندي قصيدة أخرى بعنوان إذا ما دعتني بلادي ما أخليها، كما قدمت فرقة المزاريع وصلات غنائية لفن الجولة عبّرت عن حب الوطن والقائد والاحتفاء بالفروسية.

مسيرة الخيل

وبعدها بدأ العرض من خلال دخول الفرسان المشاركين إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب وهم يرددون فن همبل الخيل وهو أحد الفنون التراثية الجميلة المرتبطة برياضات الخيل التقليدية.

فن التحوريب

ثم بدأت عروض الفرسان بتقديم فن التحوريب وهو أحد الفنون التقليدية التي تمارس مع الخيل حيث شكل الفرسان وهم يمتطون صهوات الجياد حلقة طولية حول المضمار وخلال هذا الفن يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية فيها امتداح لمآثر الخيل وافتخار بما تحقق على تراب هذا الوطن من منجزات عظام وعلى أثره يجيبه الفرسان بتكبيرة بعد انتهاء صدر وعجز كل بيت شعري.

عرضة الخيل

الإثارة والتشويق في حفل مهرجان الخيل التقليدية بولاية لوى كانت حاضرة من خلال ركض العرضة التي يحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بالإمساك بزمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرًا لاشتهار السلطنة بها حيث أظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة مما عزز بثقتهم وقدراتهم على تقديم أفضل الاستعراضات وإن دل هذا فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.

التقاط الأوتاد

كما قدم فرسان الولاية مهارة التقاط الأوتاد بالرمح للفردي من خلال استعراض المتسابق أحمد الغفيلي حيث نال هذا الاستعراض إعجاب الجميع دل على مهارته وإتقانه لهذه الرياضة الدولية.

تنويم الخيل

بعدها تقدم مجموعة من الفرسان أمام المنصة الرئيسية لراعي الحفل والحضور مؤدين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها مما نال استحسان الحضور.

أشواط الإثارة

أقيم شوطين للإثارة في سباق الخيل الشوط الأول سباق حصن لوى للخيول العربية والشوط الثاني سباق قلعة فزح للخيول المهجنة وشهد السباق منافسة مثيرة بين فرسان رياضات الخيل التقليدية حيث جاءت نتائج الشوط الأول بفوز لاهوم لحمد بن عمران المعمري والمركز الثاني بيادر لعلي بن عمران المعمري والثالث عطوات لسعيد بن محمد العمري، أما الشوط الثاني فقد حققه الحصان كايد من إسطبلات ابن سعيد والمركز الثاني نشمي من إسطبلات الغفيلي والمركز الثالث نجم سهيل لسالم بن عبدالله الشامسي.

استعراض

تم استعراض الرياضات والأنشطة التي تهتم بها ولاية لوى في مجال الفروسية التي تمثلت في القدرة والتحمل وسباق الخيل والتقاط الأوتاد وكذلك فقرة خاصة لعلاج ذوي الإعاقة بالخيل من خلال البرنامج الذي تنفذه مدرسة لوى للفرسية منذ 15 عاما وما زال نشاطها قائما حتى اليوم.

الفقرات الترفيهية

أقيم عدد من الفقرات الترفيهية للأطفال تمثلت في إطلاق البالونات ومسابقة الأكياس وحققت هذه الفقرة أجواء من الفرحة لدى المشاركين وإعجاب من قبل المشاهدين.

معرض

أقيم على هامش المهرجان معرض مصاحب واحتوى على مجسم للخيل يجر عربة وكذلك عرض أهم المشغولات والنسيجية والجلدية لمستلزمات الخيل.

كما اشـــــتمل المعرض على الصناعات الحرفـــــية والأكلات العمانية وذلك بالتعــاون مع جمعية المرأة العمانية بلوى، كما جسد المعرض الحياة البدوية وما تحتويه من أركان أساسية ومستلزمات تفصيلية لهذا الجانب.

وفي نهاية المهرجان قام سعادة الشيخ راعي المناسبة بتكريم الفائزين وكذلك المتعاونين وعدد من الجهات والمساهمة في إنجاح الحدث، كما تـــم تبادل الهدايا التذكارية بين الاتحاد العماني للفروسية وبين لجنة لوى للفروسية وتقديم الهدايا التذكارية لراعي الحفل.

لوحة الختام

في نهاية المهرجان شكل الفرسان بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفافهم أمام المنصة الرئيسية وهم متوشحون بالزي التقليدي وتم التقاط مجموعة من الصور التذكارية.