1060628
1060628
العرب والعالم

الأمم المتحدة تحذّر : اليمن يقترب من «كارثة كبرى»

01 ديسمبر 2018
01 ديسمبر 2018

10 قتلى في مواجهات بالحديدة -

حذّرت الأمم المتحدة أمس من أن اليمن بات يقف على شفير «كارثة كبرى»، في وقت عادت الاشتباكات الى مدينة الحديدة رغم مساعي المنظمة الأممية لعقد مفاوضات سلام قبل نهاية العام.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية مارك لوكوك في بيان في ختام زيارة إلى اليمن استمرت ثلاثة أيام «اليمن يقف على شفير كارثة كبرى، لكن لم يفت الأوان بعد».

وذكر ان «الأوضاع المتدهورة» في اليمن ستحتاج إلى مساعدة أضخم في العام المقبل.

وأوضح «اليمن مسرح أكبر عملية إنسانية في العالم، لكن في العام 2019 سيكون بحاجة إلى (مساعدة) أكبر بكثير»، مشيرا إلى أن الدول المانحة قدّمت 2,3 مليار دولار في 2018 أي نحو 80% من قيمة خطة الاستجابة التي وضعتها الأمم المتحدة.

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة جماعة (أنصار الله) على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان اليمن.

ويبذل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث جهودا لوضع الأسس لمحادثات سلام من المقرر أن تعقد في السويد قبل نهاية العام.

وقال لوكوك الذي كان زار اليمن آخر مرة قبل هذه الزيارة، في اكتوبر 2017، انه قابل في صنعاء الخاضعة لسيطرة (أنصار الله) وعدن المقر المؤقت للحكومة المعترف بها نازحين وعائلات عاجزة عن تأمين الطعام.

وأوضح «في عدن، قابلت أطفالا يعانون من سوء التغذية بالكاد يستطيعون فتح أعينهم».

وجدّد المسؤول الدولي استعداد الأمم المتحدة للعب دور أكبر في ميناء الحديدة الذي يشكل شريان حياة لملايين السكان الواقع في المدينة المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة (أنصار الله).

من جهتها، قالت منظّمة «الـيونيسف» في بيان صحفي أمس إن 15 مدرسة تقع على الخطوط الأمامية، فيما دمّرت مدارس أخرى أو أصبحت تستخدم لإيواء الأسر النازحة. واضّطرت المدارس التي تعمل بنظام الفترتين الدراسيتين، إلى تخفيض عدد الساعات الدراسية في الصباح.

وأضافت المنظّمة «في المناطق الأكثر تضرّراً في الحديدة، يتمكّن طالب واحد فقط من بين كل ثلاثة من مواصلة التعليم، ولا يوجد بالمدارس سوى 25% من العدد الإجمالي للمعلّمين».

ولم يتلق معظم العاملين في مجال التعليم في اليمن رواتبهم منذ أكثر من عامين، كما اضّطر الكثيرون إلى الفرار بسبب العنف أو البحث عن فرص كسب الرزق في مناطق أخرى.

وعلى الرغم من المشاق الكثيرة التي يواجهونها إلا أن عدداً كبيراً من المعلّمين بأنحاء اليمن يواصلون أداء مهمتهم لتعليم الأطفال بأي شكل ممكن. وقالت «اليونيسيف» إن الالتزام الذي يبديه المعلّمون بطولي.

وتنفّذ «اليونيسيف» برنامجاً لتوفير مبالغ نقدية صغيرة للمعلّمين شهرياً للمساعدة في إبقائهم في المدارس إلى أن تحل أزمة الرواتب.

وشدّدت المنظّمة على ضرورة أن تعمل السلطات اليمنية معاً لإيجاد حل لدفع رواتب المعلّمين وغيرهم من موظّفي الخدمات العامة.

واختتم البيان الصحفي بالتأكيد على ضرورة أن تتوقّف الحرب ضد الأطفال في اليمن.

كما حثّ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أندرو جيلمور الأطراف المتحاربة في اليمن على فعل «كل ما يمكن للبشر فعله» لمنع تجدّد القتال في مدينة الحديدة الساحلية التي يعد ميناؤها شريان حياة لليمن.

وقبل عشرة أيام من حلول الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قال جيلمور موجّهاً حديثه لقادة أطراف الصراع إن كل فقرة تقريباً في الإعلان قد تم تجاهلها بشكل صارخ ووحشي.

وفي ختام زيارته لعدن وصنعاء، شدّد جيلمور على عدم القبول المطلق لقيام أي طرف في أي صراع بخلق معاناة هائلة عمداً، كأسلوب في الحرب.

وحثّ على الرفع الفوري للقيود المفروضة على توصيل الإمدادات الطارئة من الغذاء والمواد الطبية.

وشدّد المسؤول الدولي على ضرورة ضمان المحاسبة على ارتكاب الجرائم الدولية، باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو التحرّك إلى الأمام، مؤكداً أهمية استعادة سيادة القانون والنظام في جميع أنحاء اليمن.

وقال إن الانهيار الحالي لسيادة القانون أثّر بشكل رهيب على حقوق الناس جميعاً مثل الحق في الحياة والأمن والحرية، وحرية التعبير خاصةً للصحفيين، وحرية الدين والمعتقد لا سيّما لطائفة البهائيين، فضلاً عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأساسية، بما في ذلك الحق في الغذاء والتعليم والصحة.

وأشار بيان صحفي صادر عن مكتب حقوق الإنسان إلى لقاء المسؤول الدولي في عدن بأمهّات المحتجزين، اللاتي سردن قصصاً مأساوية عن أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن المفقودين. وطلب من الحكومة في عدن والسلطات الفعلية في صنعاء إنهاء الاحتجاز غير القانوني، وإعلان أسماء كل المحتجزين.

كما حثّ على تحسين الظروف المروّعة للاحتجاز بأنحاء اليمن. وقد ناقش مع الوزراء والسلطات في عدن وصنعاء ما يمكن أن يقدّمه مكتب حقوق الإنسان من مساعدة تقنية وتدريب.

وفي كل اجتماعاته، شدّد مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان على الدعوات الموجّهة من المجتمع الدولي بشأن إنهاء تجنيد الأطفال. وفيما رحّب بالبيانات القوية ضد هذه الممارسة، حثّ على القيام بخطوات عملية على الأرض لوضع حد لها.

وقال أندرو جيلمور إنه يدرك أن «مسألة العنف الجنسي المرتبط بالصراع حسّاسة للغاية، وأن الإبلاغ عنها ليس بالدرجة الكافية في اليمن بسبب الوصمة التي قد تنجم عن ذلك وخوف الضحايا من الانتقام».

وحثّ جيلمور كل الأطراف على أن «توضّح للجميع أن حوادث الاغتصاب أو أي شكل للعنف الجنسي، ستخضع للتحقيق وأن كل الجناة سيحاسبون ويعاقبون».

وأشار البيان الصحفي إلى أن مجلس حقوق الإنسان قد مدّد مؤخّراً ولاية فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن لمدّة عام آخر.

وقال إن جيلمور حثّ جميع الأطراف على السماح لفريق الخبراء الدوليين والإقليميين بالوصول دون قيود إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها والتعاون الكامل معه.

وسيقوم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بافتتاح مكتب فرعي في عدن في أوائل عام 2019 من أجل تعزيز التعاون مع الحكومة والمجتمع المدني، وللرصد والإبلاغ عن مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في عدن وجنوب البلاد، بما في ذلك الاعتقالات التعسّفية وحالات الاختفاء القسري والعنف الجنسي وسوء المعاملة والاعتداء على المحتجزين.

وأشاد جيلمور بجهود وشجاعة المدافعين اليمنيين عن حقوق الإنسان على الرغم من التهديدات الهائلة على أمنهم وحياتهم.

ميدانيا: أفادت مصادر طبية في الحديدة وكالة فرانس برس أمس بمقتل ثمانية من عناصر (أنصار الله) وعنصرين في القوات الموالية للحكومة في اشتباكات في المدينة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وتشهد مدينة الحديدة اشتباكات متقطعة منذ وقف القوات الموالية للحكومة محاولة التقدم لاستعادتها في منتصف نوفمبر، بعد اسبوعين من مواجهات عنيفة قتل فيها مئات.

لكن المعارك اشتدت من جديد في الساعات الـ24 الماضية في جبهتي القتال الرئيسيتين في شرق وجنوب المدينة، حسبما أفاد مسؤول في القوات الموالية للحكومة فرانس برس.

كما أعلن (أنصار الله) عبر قناة «المسيرة» المتحدثة باسمهم عن اشتباكات في المدينة تخلّلها تبادل للقصف بالمدفعية.

وبحسب أحد السكان، تدور منذ صباح أمس السبت اشتباكات متقطعة في المدينة.

وأفاد ثلاثة أطباء في الحديدة أن جثث ثمانية مقاتلين وصلت إلى مستشفيات المدينة في الساعات الماضية، بينما أفاد طبيب في مستشفى ميداني تابع للقوات الحكومية أن عنصرين في هذه القوات لقيا مصرعهما.

وهذه أكبر حصيلة قتلى في 24 ساعة في المدينة منذ منتصف الشهر الماضي.

من جهته أعلن الدفاع المدني السعودي على حسابه على تويتر أنه تلقى بلاغا عن تعرض منزل «لمقذوف عسكري» في جازان قرب الحدود مع اليمن « نتج عنه إصابة مواطن وامرأة».

وأضاف أن المصابين يمنيان، وقد تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وهذه المرة الأولى التي يؤكد فيها الدفاع المدني السعودي سقوط قذائف في المملكة منذ سبتمبر الماضي. وغالبا ما يعلن (أنصار الله) عن إطلاق صواريخ باليستية باتجاه المملكة.