1059928
1059928
العرب والعالم

قصف إسرائيلي على مواقع قرب دمشق وفي جنوب سوريا

30 نوفمبر 2018
30 نوفمبر 2018

مقتل العشرات في ضربات جوية للتحالف بدير الزور -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قصف الجيش الإسرائيلي مساء أمس الأول أهدافا في ريف دمشق وأخرى في جنوب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، مشيرا إلى أنه استهدف «مستودعات أسلحة».

ولم يذكر الإعلام الرسمي السوري حتى الآن إسرائيل، ولكنه اكتفى بوصف الهجوم الذي استمر نحو ساعة كاملة، بـ«المعادي»، مؤكدا إفشاله.

وهي الضربة «الإسرائيلية» الأولى في سوريا منذ حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السورية بالخطأ في معرض ردها على صواريخ إسرائيلية في 17 سبتمبر، طائرة حربية روسية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إنّ القوات الإسرائيلية استهدفت «مستودعات أسلحة» في الكسوة في القطاع الجنوبي لريف دمشق، تُستخدم، على حد قوله، «لتخزين الصواريخ بشكل مؤقت».

كما استهدف القصف منطقة حرفا «على الحدود الإدارية مع ريف القنيطرة» في جنوب سوريا، قال المرصد: إن فيها قاعدة عسكرية للجيش السوري.

وأشار إلى أن «الدفاعات الجوية السورية شوهدت تطلق صواريخها بكثافة» في سماء المنطقة.

وتمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاط صواريخ عدة لم تصل إلى أهدافها، وفق المرصد.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت «لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة» بريف دمشق و«أسقطتها»، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف.

وأشارت «سانا» إلى أن «العدوان ... لم يستطع رغم كثافته تحقيق أي هدف من أهدافه»، و«تمّ التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها».

ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من الحكومة السورية، عن مصدر عسكري قوله: إن «العدوان رغم كثافته لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه وتم إسقاط جميع الأجسام المعادية».

ولم يحدد المصدر، وفق الوطن، «ماهية العدوان وعدد الأهداف الجوية التي تم إسقاطها».

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن أيا من طائراته أو «أهدافه الجوية» لم تصب، من دون أن يعلق بالنفي أو الإيجاب على استهدافه مواقع في سوريا.

وذكر البيان الذي صدر باللغة الإنكليزية أن «المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي إسرائيلي كاذبة»، وأورد أن صاروخ أرض جو أطلق باتجاه منطقة غير مأهولة بالسكان من هضبة الجولان السورية، ولكنه لم يوضح ما إذا كان سقط في الجزء الذي تحتله الدولة العبرية.

ولم تسفر الضربات وفق تقارير أولية للمرصد السوري عن أي خسائر بشرية.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافا عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيين في سوريا. ونادرا ما تعلق إسرائيل على استهدافها سوريا، إلا أنها كانت أعلنت في سبتمبر أنها شنت مائتي غارة في سوريا خلال 18 شهرا ضد أهداف غالبيتها إيرانية.

واستهدف قصف إسرائيلي في مايو الماضي مستودع أسلحة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة، كما قالت إسرائيل، واستهدفت في ديسمبر 2017 مواقع عسكرية في المنطقة، بينها مستودع أسلحة، ومساء أمس الأول كانت المرة الأولى التي تطلق فيها الدفاعات الجوية السورية نيرانها على أهداف جوية منذ 17 سبتمبر حين أسقطت هذه الدفاعات عن طريق الخطأ طائرة عسكرية روسية إثر غارة إسرائيلية، في حادث أدّى إلى مقتل 15 عسكريا روسيا.

ويومها اتّهم الجيش الروسي الطيّارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية غطاء للإفلات من نيران الدفاعات السورية، ولكن إسرائيل نفت ذلك، مؤكدة أن الطائرة الروسية أصيبت بعد عودة طائراتها إلى الأجواء الإسرائيلية.

وأعلنت روسيا بعدها عن تدابير أمنية تهدف إلى حماية جيشها في سوريا بينها تعزيز الدفاعات الجوية السورية عبر نشر بطاريات صواريخ أس-300 وتشويش اتصالات الطائرات القريبة منها. وأعلنت موسكو في أكتوبر أنها سلمت هذه المنظومة إلى سوريا. إلا أن الإعلام الرسمي السوري لم يُحدد ما إذا كان تم استخدامها في معرض الرد على هجوم مساء أمس الأول.

وكانت دمشق اعتبرت أن تلك المنظومة ستجبر إسرائيل على القيام بـ«حسابات دقيقة» قبل تنفيذ ضربات جديدة ضد بلاده. ومنذ التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015م والذي ساهم بشكل كبير في استعادة القوات الحكومية لمناطق واسعة في سوريا وتحقيق انتصارات متتالية، أقامت موسكو مع إسرائيل آلية «منع الاحتكاك» تفاديا للصدام بين الطرفين.

من جهة ثانية قال المرصد: إن ضربات جوية شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم داعش في شرق سوريا هذا الأسبوع قتلت العشرات في آخر معقل كبير للتنظيم المتشدد.

ولم يتسن بعد الوصول إلى التحالف للتعقيب على التقرير. وأوردت وسائل إعلام رسمية سورية أيضا أنباء عن مقتل العشرات هذا الأسبوع.

وقال المرصد: إن الضربات بدأت ليل الأربعاء في منطقة الشعفة وحولها بريف دير الزور، واستهدفت مستشفى وسجنا ومنازل يستخدمها المتشددون في آخر معقل لهم على الضفة الشرقية من نهر الفرات قرب الحدود العراقية.

وذكر المرصد أن نحو 40 سجينا ومدنيا ومسلحا قتلوا في الضربات وأصيب المزيد. وارتفع العدد مع انتشال جثث من تحت الأنقاض. ونسبت الوكالة العربية السورية للأنباء إلى مصادر محلية القول: إن ضربات جوية جديدة في الشفعة امس أسفرت عن مقتل 30 شخصا ليصل إجمالي عدد القتلى هذا الأسبوع في ضربات على معقل داعش إلى نحو 45. وكتبت الحكومة السورية للأمم المتحدة عدة مرات شاكية من سقوط ضحايا بسبب الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة واشنطن على داعش. وفي شأن آخر، ترأس الرئيس السوري بشار الأسد اجتماعا للحكومة بكامل أعضائها بعد أداء الوزراء الجدد اليمين الدستورية، تحدث فيه عن أولويات العمل في المرحلة المقبلة وأن محورها الأساسي هو مكافحة الفساد.

وأكد الرئيس الأسد أنه يجب النظر إلى موضوع الفساد بمنظور شامل فهو لا يقتصر على استخدام السلطة من أجل تحقيق مصالح خاصة فقط، وإنما أي خلل في الدولة هو فساد، وفقا لوكالة «سانا».

واعتبر الرئيس الأسد أن محاسبة الشخص الفاسد هي أمر ضروري وأساسي ولكنها ليست بداية عملية مكافحة الفساد وإنما الأهم هو الوقاية والردع، مشددا على أن الوقاية تبدأ من البنى والهيكليات والأنظمة والقوانين وكل ما يحكم عمل المؤسسات.

وشدد على أنه يجب على الوزراء جميعا القيام بخطوات عاجلة تحقق نتائج سريعة يلمسها المواطن مؤكدا أنه لن تتم ملاحقة الشخص الفاسد فقط، وإنما يجب ضرب البيئة الفاسدة بما يخفف من أولئك الموظفين أو المسؤولين الفاسدين، وعندها تصبح عملية المحاسبة والملاحقة أسهل وتصل إلى نتائج أفضل.