صحافة

فلسطين: نتانياهو «يستدعي» عسكر «إسرائيل» وجنرالاتها

29 نوفمبر 2018
29 نوفمبر 2018

في زاوية آراء كتب الدكتور عدنان أبو عامر مقالا بعنوان: نتانياهو «يستدعي» عسكر (إسرائيل) وجنرالاتها، جاء فيه:

مضى على تولي بنيامين نتانياهو حقيبة الحرب عشرة أيام، في فترة أمنية عصيبة، وصفها بأنها تشهد تهديدا جديا يخيم على (إسرائيل)، ولم يتضح بعد كيف سيدير هذه الوزارة الأخطر في الكيان، وسط جنرالات مخضرمين، عاشوا حياتهم داخل الدبابات وناقلات الجند، لم يلبسوا يوما ربطة عنق، ولا يعرفون اللغة الدبلوماسية التي يتقنها وزيرهم الجديد!.

مراجعة السيرة الذاتية لنتانياهو، تكشف أنه تقلد العديد من المناصب الحكومية، ففضلا عن عضويته الطويلة في الكنيست منذ 1988، فقد حظي بموقع رئيس الحكومة لأربع ولايات اقتربت من أربعة عشر عاما، تجعله يكسر الرقم القياسي في البقاء على هذا المقعد، ويسمي نفسه «ملك ملوك إسرائيل». كما تنقل منذ 1997 بين وزارات: المالية، الخارجية، الصحة، الاتصالات، بجانب تزعمه المعارضة، لكنها مواقع، رغم كثرتها، لم تقترب من الملفين الأكثر حساسية بإسرائيل: الأمن، والجيش، رغم أن رئيس الحكومة هو القائد العام للقوات المسلحة، دون انخراط بالتفاصيل العملياتية.

منذ أن تولى نتانياهو حقيبة الحرب، بات مفروضا عليه خوض غمارها في هذه الحقبة الحرجة، ولئن كان بإمكانه سابقا أن يلقي بالمسؤولية عن أي إخفاق عسكري على وزير الحرب ورئيس الأركان، فقد دفعته الظروف لأن يكون المسؤول الأول والأخير عن أي عملية يقوم بها الجيش، أو لم يقم بها!

كان لافتا أن تشهد الساعات الأخيرة الإعلان عن لقاءات غير مسبوقة عقدها نتانياهو مع أقطاب المؤسسة العسكرية، وهي جديرة بالتأمل والتفكر في أسبابها، وماذا ناقش القوم في هذا «الاستدعاء اللافت»!.

شملت لقاءات نتانياهو عددا من وزراء حرب ورؤساء أركان سابقين، أهمهم: بيني غانتس قائد عدوان غزة 2014، وعمير بيرتس قائد حرب لبنان 2006، وموشيه آرنس الليكودي المخضرم، أحد وزراء الحرب الأكثر خبرة في تاريخ (إسرائيل)، ثم سيجتمع مع شاؤول موفاز قائد عملية السور الواقي بالضفة الغربية 2002، وغابي أشكنازي قائد حرب غزة الأولى 2008، وكان لافتا ألا يلتقي نتانياهو بغريميه اللدودين: إيهود باراك وموشيه يعلون.

لا أحد يعلم ما ناقشه نتhنياهو مع الجنرالات، وإن كان التقدير يمنحنا الإشارة لاحتمالات عدة:

• الاستفادة من خبراتهم العسكرية، وترسيخ عرف جديد يتمثل بعدم طي صفحة الجنرالات السابقين، فور أن يخلعوا بزاتهم العسكرية.

• التشاور معهم فيما يتردد داخل (إسرائيل) حول مخاطر جدية، تقتضي التعامل معها عاجلا وليس آجلا.

•احتواء منافسة مستقبلية منهم بالانتخابات المقبلة، وسط تداعي الأحزاب لاستقطاب عدد منهم لصفوفها.