1058303
1058303
العرب والعالم

محادثات أستانة تبحث الهدنة الهشة في إدلب وعودة اللاجئين والنازحين

28 نوفمبر 2018
28 نوفمبر 2018

فصيل لـ«قسد» يؤيد الحوار بين «سوريا الديمقراطي» والحكومة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

بدأ ممثلون عن إيران وروسيا وتركيا أمس محادثات في استانة تستمر يومين تتمحور حول الهدنة الهشة التي أعلنت قبل عشرة أسابيع في إدلب بشمال سوريا، كما أعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان.

وقالت الوزارة في بيان: إن وفودا من الدول الثلاث الراعية لمسار أستانة إضافة إلى وفد من الحكومة السورية والمعارضة باشروا جولة المحادثات.

وأضاف البيان أن المحادثات التي ستناقش الأوضاع في محيط إدلب - آخر معاقل الفصائل المعارضة والمسلحة في سوريا- ستركز أيضا على تهيئة الأجواء لعودة اللاجئين والنازحين إضافة إلى إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب.

وستتمثل الأمم المتحدة بموفدها الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، وفقا للبيان، في الاجتماع المرجح أن يكون الأخير له بشأن النزاع السوري قبل مغادرته المنصب.

والهدنة التي أعلنت قبل عشرة أسابيع، بات مصيرها مهددا بعد هجوم كيماوي مفترض في حلب السبت الماضي دفع روسيا إلى شن غارات على المنطقة العازلة قرب إدلب.

ومن المتوقع أن تختتم جولة محادثات استانة اليوم وهي الجولة الـ«11» منذ بدء موسكو مساعي دبلوماسية مطلع 2017.

وأعلن رئيس قسم آسيا وأفريقيا في وزارة خارجية كازاخستان حيدر بك توماتوف في تصريح للصحفيين أن جميع المشاركين في محادثات الجولة الحادية عشرة من اجتماع أستانة وصلوا إلى العاصمة الكازاخية.

وأشار توماتوف إلى أنه وصل إلى أستانة أيضا بصفة مراقب وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، كما سيشارك في الاجتماع أيضا مراقبون عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وعقد وفد الجمهورية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري لقاء مع الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافرنتييف في إطار الجولة الحالية.

وتم خلال اللقاء تبادل للآراء حول جدول أعمال الاجتماع واستمرار التنسيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب وتطبيق اتفاقات أستانا ذات الصلة لا سيما المتعلقة باتفاق خفض التوتر في إدلب.

وجرى التطرق إلى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مدينة حلب بالأسلحة الكيماوية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في إدلب وضرورة الضغط على الجهات الداعمة لهذه المجموعات لوقف مثل هذا التصعيد الخطير.

كما التقى وفد الجمهورية السورية برئاسة الجعفري وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف وتناول اللقاء جدول أعمال اجتماع أستانا إضافة إلى تبادل الآراء حول أفضل السبل لدفع مسار عملية أستانا نحو الأمام.

كما جرت لقاءات ثنائية وثلاثية بين مختلف الأطراف المشاركة في الاجتماع على أن تعقد الجلسة العامة اليوم.

وفي هذا الصدد، أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف أن الجولة الحادية عشرة من مؤتمر أستانة حول سوريا ستركز على ثلاثة محاور رئيسية.

وفي حديث للصحفيين قبيل انطلاق الاجتماعات في أستانة قال: «سيبحث المشاركون ثلاث قضايا رئيسية هي تشكيل اللجنة الدستورية، ووضع اللاجئين، وإدلب».

وتابع: «لقد حضر جميع المدعوين إلى المباحثات، بمن فيهم دي ميستورا مع وفده»، وأضاف: «هناك مسائل عديدة للبحث، ولكن الوضع في سوريا يتجه تدريجيا نحو الاستقرار، وآخر المعلومات تشير إلى نجاح العملية العسكرية في القضاء على الإرهابيين في محافظة السويداء، وسيتم توسيع العملية العسكرية للقضاء على المجموعات الإرهابية في المنطقة بين شرق الفرات والحدود العراقية السورية».

ونقلت وكالة «إنترفاكس - كازاخستان» عن مصدر مطلع على سير الاجتماعات قوله: «نريد استقطاب مراقبين جدد للمشاركة في المحادثات. أهم شيء بالنسبة لسوريا اليوم هو إعادة إعمارها، ونريد أن ندعو لبنان الذي يوجد فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين والعراق والإمارات، أي الدول القادرة على تقديم المساعدة».

وفي السياق ذاته علّق مصدر في الوفد الروسي المشارك في محادثات أستانة على احتمالات تنفيذ روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب السورية، إثر تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية هناك، قائلا: «إن روسيا لا تخطط لمثل هذه العملية، لكنها سترد بقوة على أي هجمات يشنها الإرهابيون»، وأضاف: «سنضرب مصادر استهداف السكان المدنيين، وستكون ردودنا قاسية، لكنها ستبقى ضمن إطار الاتفاق الموقع في 17 سبتمبر الماضي في سوتشي»، وأضاف: «سنعمل مع الأتراك من أجل حل هذه المشاكل بطرق سلمية، ولن نتحرك إلا للرد على الاستفزازات».

وحسب المصدر، فإن عملية إخلاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب من المسلحين تتقدم بصعوبة وبطء، لكن موسكو تتفهم المشاكل التي تواجه أنقرة لدى تنفيذها.

ميدانيا: حققت وحدة من الجيش السوري العاملة بريف حماة الشمالي إصابات دقيقة في صفوف مجموعة إرهابية تسللت باتجاه نقطة عسكرية شمال مدينة محردة للاعتداء عليها في خرق جديد من قبل الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.

من جهة أخرى، أعلن فصيل «جيش الصناديد» التابع لـ«قسد» في الحسكة شمال شرق سوريا عن تأييده للحوار بين «مجلس سوريا الديمقراطي» والحكومة السورية، في وقت تشهد فيه بعض الأحزاب الكردية انشقاقات في صفوفها ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر معارضة تصريح رئيس «جيش الصناديد» المدعو بندر حميد دهام الهادي بـ«أنهم يؤيدون مساعي مجلس سوريا الديمقراطي (مسد) للحوار مع الحكومة السورية في دمشق»، ويعتبر «الصناديد» أحد الفصائل المكونة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعتبر الجناح المسلح لـ«مسد».

وأضاف الهادي: أن «قواتهم تدعم الحوار مع أي طرف سوري بهدف تحقيق الأمان في المنطقة، وهم مع الحل السوري الداخلي بمشاركة جميع الأطراف الموجودة على الأرض».

وعلى الرغم من إعلان الفصيل تأييده للحوار، إلا أن الهادي لفت إلى أن الفصيل بصدد تشكيل مجموعتين مسلحتين بتعداد 250 مسلحا لكل مجموعة، بدعم من «قسد» والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ستوكل إليها مهام دفاعية في حال تعرضت المنطقة لأي هجوم من أي طرف.

من جانب آخر طالب محققو جرائم الحرب بالأمم المتحدة سوريا أمس بإبلاغ أسر من اختفوا وهم قيد الاحتجاز بما حل بأقاربها وتقديم سجلات طبية ورفات من توفوا أو أعدموا أثناء احتجازهم.

وقالت اللجنة الدولية للتحقيق بشأن سوريا: إنه لا يمكن إحراز تقدم باتجاه إقرار سلام دائم لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أعوام دون تحقيق العدالة.

وبعد سنوات من الصمت الحكومي قالت السلطات السورية في تقرير أصدرته قبل أن تسلمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنها أصدرت هذا العام أسماء «آلاف أو عشرات الآلاف» من المعتقلين الذين من المزعوم أنهم توفوا، ومات أغلبهم في الفترة من 2011 إلى 2014.