lama
lama
أعمدة

ذات: باحثون عن السعادة

28 نوفمبر 2018
28 نوفمبر 2018

لما مصطفى دعدوش -

كل منا يبحث عن نوع معين من السعادة تروقه هو، تناسبه هو أيضا، ويحتاجها هو، قد لا تناسب الآخرين وقد تناسبهم، وغالبا يطلبها عند الآخرين، والآخرون كذلك يبادلونه أو يتبادلون معه نفس الفكرة ونفس المشاعر، ويدور الجميع في دائرة البحث عن السعادة، ويزدادون بحثا وتعبا مع نتائج غير مُرضية وقد تكون مُرضية أحيانا أخرى، ولكن سرعان ما تتلاشى ونعود لنفس الدائرة، السبب يا صديقي أنك تبحث عنها في غير مواطنها.

توقف عن البحث عن سعادتك هنا وهناك، السعادة الحقيقية هي فيك أنت، في داخلك، تبحث عنها في أماكن وأشياء وأشخاص وألقاب، وكل ذاك مزيف لأنه وهم مؤقت، سعادتك تكون عندما تفعل ما يغذي ذاك الإكسير في داخلك، عندما تغذي روحك، عندما تعمل لرسالتك، عندما يكون لك أثر في الحياة، عندما تكون قيمة لا رقما، عندما تدرك قيمتك الحقيقية وما خلقك الله لأجله، عندما تعطي، تبذل، تعرف، تعمل، عندما تشعر أنك تعمل لأثر.

السعادة ليست في وجوه ورغبات، وكلمات وعبارات، وسفر وملذات، وأشخاص وإعجابات، تلك بعض وجوه السعادة، لكن عين السعادة الحقيقية هو معك أنت، فيك أنت، في داخلك صدقني، كف عن البحث عنه خارجا، لأنك ستلهث وراء فراغ، ركز على ما فيك، ركز على أنت، ركز على قيمتك، رسالتك في الحياة، آثارك التي ستبقى خلفك، أعمالك التي ستشهد لك، قلبك الذي سيرفعك، روحك التي ستغنيك، عقلك الذي سيسمو بك.

ركز في داخلك، من أنا؟ ما رسالتي؟ ما أثري؟ أين قيمتي؟ ما نوع الحياة التي أنوي أن أحياها؟ ستدخل في إطار أسئلة جوهرية، تدفعك لمعرفة الحقيقة التي ستجلب لك السعادة الدائمة، فتخرج من دوامة الركض وراء الأشياء والأشخاص.

نعم، أشعر بسعادة معهم وبينهم، صحيح، ولكن أنا سعيد أصلا، وسعادتي معهم إضافة وليست أصلا، الأصل هي سعادتي في فطرتي، في كيف خلقني ربي، في رضا نفسي بما وهبني، في إدراكي لروحي وشغفي.

لنتذكر دوما أن سعادتنا في داخلنا، إياكم أن تبحثوا عنها خارجا، إياكم أن تعطوا أو تعيروا مفاتيحها لأحد، خلقنا ربنا أحرارا أقوياء، وسنبقى كذلك.