1056861
1056861
العرب والعالم

طيران التحالف يشنّ 153 غارة على عدة محافظات يمنية خلال 4 أيام

27 نوفمبر 2018
27 نوفمبر 2018

الأمم المتحدة تحذر من تعطل عمليات الشحن في ميناء الحديدة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

قال مصدر عسكري يمني بوزارة الدفاع «في حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دولياً» إن قوى التحالف «أثبتت من خلال تصعيدها الأخير عدم جديتها في السلام والدخول في المشاورات التي تعد لها الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، وخاصةً بعد زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء والحديدة».

وأوضح المصدر في تصريح نقلته أمس «الثلاثاء» وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» أن الطيران السعودي كثّف من غاراته الجوية على عدد من المحافظات، حيث شنّ 153 غارة خلال الأيام الأربعة الماضية مستهدفاً الممتلكات العامة والخاصة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المواطنين.

وأشار المصدر إلى أن الطيران شنّ 36 غارة على محافظات صعدة والحديدة وحجّة، منها 10 غارات على جبل «المفتاح» في حيدان وتسع غارات على جبل «عنم» بمديرية سحار.

ولفت المصدر إلى أن التحالف واصل غاراته على محافظة الحديدة حيث استهدف بثمان غارات قرى «الشجن» و«الكوعي» و«السولة» بمديرية الدريهمي، وشنّ غارتين على «الجبلية» بالتحيتا وغارتين على منطقة «المنقم» وغارة على جولة «يمن موبايل» كما شنّ غارتين إحداهما على منطقة «كيلو16».

وذكر المصدر أن الطيران السعودي استهدف منزل المواطن «حسين الجماعي» في قرية «اليمنة» بمنطقة الشعاب بمحافظة حجّة ما أدّى إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين، وشنّ غارة على مديرية مستبأ.

من جهتها، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أمس، إن جهودها تصطدم بتمسك «أنصار الله» بالحرب ورفض خيار السلام. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية بالحكومة اليمنية خالد اليماني، خلال لقائه في العاصمة السعودية الرياض، السفير الأمريكي لدى بلاده ماثيو تولر.

وبحث اليماني مع تولر جهود المبعوث الأممي عقد جولة مشاورات جديدة، وفقا لما نقلت وكالة سبأ اليمنية الرسمية.

وأكد اليماني أن الحكومة تتعامل بإيجابية مع دعوة المبعوث الأممي سعياً منها لإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني وحقنا للدماء.

وأضاف أن «جهود الحكومة تصطدم بتعنت المليشيا الانقلابية وتمسكها بالحرب ورفضها للسلام»، مشددا على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي مزيداً من الضغوط على جماعة «أنصار الله» للانصياع للسلام والاستجابة لمتطلباته. وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تعمل حاليا في كافة المؤسسات من العاصمة المؤقتة عدن، بوتيرة عالية لتحسين الأوضاع وتقديم الخدمات للمواطنين.

فيما أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الليلة قبل الماضية تعديلاً وزارياً محدوداً على حكومة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، عيّن بموجبه الدكتور نجيب منصور حميد العوج وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي، والمهندس محمد عبد الله صالح ناصر العناني وزيراً للكهرباء والطاقة، وعلي هيثم علي عبد الله وزيراً للعدل. كما عيّن الرئيس اليمني، سالم صالح بن بريك نائباً لوزير المالية، والمهندس عبد الله أحمد محمد هاجر نائباً لوزير الكهرباء والطاقة، وأنيس عوض حسن باحارثة مديراً لمكتب رئيس مجلس الوزراء.

وفي سلسلة قرارات جمهورية عيّن الرئيس اليمني، محمد صالح بن عديو محافظاً لشبوة، والمهندس سيف محسن عبود الشريف مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون إعادة الإعمار، وأربعة أعضاء في مجلس الشورى.

من ناحية ثانية، ناشدت «رابطة أمهات المختطفين» الأمم المتحدة ومبعوثها مع كل جهودهم الحثيثة الحالية ومساعيهم الإنسانية، إنقاذ أبنائهن الصحفيين المختطفين لدى جماعة «أنصار الله» قبل البدء بأي مشاورات بين الأطراف اليمنية.

وقالت الرابطة في بيان أمس «حيث تستطيع كل الأطراف اليمنية وضع شروطها المسبقة تضع الأمهات أمنياتهن، فالحرية كما هي حق إنساني هي لبنة أساسية في بناء السلم الاجتماعي والسلام الشامل».

وحمّلت جماعة «أنصار الله» المسؤولية عن حياة وسلامة جميع الصحفيين المختطفين والمخفيّين قسراً داخل سجونها، مطالبةً بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط أو مقايضة.

في غضون ذلك، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس إن العمليات في ميناء الحديدة اليمني الرئيسي تراجعت إلى قرابة النصف خلال أسبوعين لعزوف شركات الشحن بسبب انعدام الأمن في المدينة الواقعة تحت سيطرة جماعة «أنصار الله».

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه في ضوء وصول 70 بالمائة من الواردات عبر ميناء الحديدة فإن انخفاض شحنات القمح وغيره من الإمدادات سيؤثر على مخزونات الغذاء في اليمن التي يواجه 14 مليون شخص فيه خطر المجاعة بعد حرب دائرة منذ نحو أربعة أعوام.

وقال إيرفيه فيروسيل المتحدث باسم برنامج الأغذية «يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق الشديد إزاء انخفاض العمليات بنسبة 50 بالمائة تقريبا في ميناء الحديدة على مدى الأسبوعين الماضيين».

وأضاف «شركات الشحن تُحجم على ما يبدو عن التعامل مع ميناء الحديدة بسبب ارتفاع مستويات انعدام الأمن في المدينة». وأشار إلى أن برنامج الأغذية الذي يوفر حصصا غذائية لثمانية ملايين يمني شهريا يحاول التوسع في عملياته لتفادي حدوث مجاعة. وقال إن البرنامج لديه مخزونات غذاء تكفي شهرين آخرين في اليمن.

وتابع «أي تعطل في عمليات الميناء من شأنه أن يعرقل الجهود الإنسانية لمنع المجاعة كما سيزيد من ارتفاع أسعار السلع الغذائية في الأسواق مما يجعل من الصعب جدا على أغلبية اليمنيين توفير الغذاء لعائلاتهم».

وقال إن ميناء الحديدة كانت به سفينة واحدة فقط أمس الاثنين وهو أمر «غير طبيعي» في ميناء تكفي طاقة التفريغ به حاليا سبع سفن. وأضاف «نحن في حاجة لطمأنة القطاع الخاص لنقول: عودوا إلى الميناء».

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ريل لوبلون إن مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن يسعى لأن يكون للأمم المتحدة دور في الإشراف على الميناء وإنه يواصل مشاوراته قبيل محادثات سلام مقررة في السويد الشهر المقبل.

في السياق، بدأت وكالات الإغاثة حملة لتطعيم ما يصل إلى خمسة ملايين طفل دون الخامسة من عمرهم ضد شلل الأطفال في اليمن الذي أصيب نظام الرعاية الصحية فيه بالشلل جراء الحرب المندلعة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتنظم الحملة التي بدأت أمس الأول وتستمر ثلاثة أيام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة التابعة لحركة «أنصار الله» التي تسيطر على معظم المراكز الآهلة بالسكان في البلاد حيث يواجه الملايين مجاعة تجعلهم أكثر عرضة للأمراض. وقالت ميريتكسل ريلانو ممثلة اليونيسف في اليمن «تأتي الحملة في وقت حساس للغاية».

وأضافت «عدم وجود نظام للرعاية الصحية يعمل بشكل كامل وانتشار سوء التغذية فاقما بشدة من خطر أمراض يمكن الوقاية منها».

وتابعت قائلة «من المهم جدا أن تسمح جميع أطراف الصراع بوصول هذا اللقاح الحيوي لجميع الأطفال من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، دون أي عوائق».

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة الأسبوع الماضي إن ما يقدر بنحو 85 ألف طفل تحت الخامسة من عمرهم ماتوا جوعا.

وفي عام 2009، تم إعلان خلو اليمن من شلل الأطفال. ولكن خبراء يقولون إن الدول المتأثرة بالصراعات معرضة بوجه خاص لخطر انتشار الأمراض بسبب تعطل أنظمتها الصحية. ونفذ اليمن حملة تطعيمات في فبراير عام 2017 للوقاية من شلل الأطفال الذي ينتشر بسرعة بين الأطفال. وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت الشهر الماضي إن اليمن يشهد أسوأ تفش للكوليرا في العالم، إذ أن هناك عشرة آلاف حالة إصابة مشتبه بها كل أسبوع.

وتابعت أن 16 بالمائة من حالات الكوليرا باليمن كانت في مدينة الحديدة الساحلية، حيث تتركز الحرب حاليا وحيث العمل معطل في نصف المنشآت الصحية.