خبر: هل ينبغي التفاوض مع أمريكا؟

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “خبر” تحليلاً فقالت: بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والعواصم الكبرى في مايو الماضي وما أعقبه من تشديد الحظر على إيران بدأ البعض يطرح تساؤلات بشأن إمكانية أو ضرورة إجراء مفاوضات مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق جديد لإنهاء هذه الأزمة، الأمر الذي عدّه آخرون بأنه غيرُ مجدٍ باعتبار أن الإدارة الأمريكية برئاسة “دونالد ترامب” لم تخرج من الاتفاق وفق ضوابط صحيحة ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي ومنظماته القانونية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وقالت الصحيفة: يعتقد الكثيرون أن شخصية الرئيس الأمريكي “ترامب” وتصريحاته ومواقفه حيال الاتفاق النووي مع إيران لم تدع مجالاً للتفكير بإمكانية إجراء مفاوضات للخروج من هذه الأزمة لاقتناعهم بعدم جدوى مثل هذه المفاوضات.

وأضافت الصحيفة أن التجارب السابقة أثبتت أن التفاوض مع واشنطن غير مضمونة النتائج خصوصاً وأن الذي انسحب من الاتفاق النووي (ترامب) لا زال يمثل رأس السلطة التنفيذية في أمريكا ومن غير الممكن أن تتغير رؤيته في هذا المجال لاسيّما وأنه يصر على تشديد العقوبات على إيران كأسلوب للضغط عليها من أجل ثنيها عن مواصلة نشاطاتها النووية التي تؤكد طهران بأنها مخصصة للأغراض السلمية وهو ما أيدته مراراً تقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأمينها العام “يوكيا أمانو”.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الشعب الإيراني وقيادته لا يمكن أن يفرطوا بالاتفاق النووي باعتباره جاء نتيجة مفاوضات دولية شاقّة من جانب، وتحملوا في سبيل ذلك ضغوطا كبيرة جداً لاسيّما في الجانب الاقتصادي والذي انعكست آثاره على باقي الجوانب الطبية والخدمية. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن المسؤولين الإيرانيين لا زالوا يعتقدون بضرورة اعتراف أمريكا بالاتفاق النووي ورفع الحظر المفروض عن إيران كمقدمة لطرح فكرة التفاوض شريطة أن يؤول إلى تنفيذ بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وفي مقدمتها الاعتراف بحق إيران في الاستفادة السلمية من التقنية النووية. وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها بأن الدعوة لإجراء مفاوضات مع أمريكا بخصوص الاتفاق النووي غير مجدية لأنها تفتقد إلى الأسس المنطقية والعقلانية التي يشترط توفرها لإنجاح هذه المفاوضات دون المساس بالثوابت التي تصر عليها إيران وفي طليعتها رفع الحظر وحيازة التقنية النووية السلمية.