مؤتمرات علمية رفيعة في عمان وحولها

بينما تتواصل احتفالات المواطنين بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد ، فإنه من المصادفات الطيبة أن يتزامن مع هذه الاحتفالات أكثر من فعالية ومؤتمر دولي علمي رفيع، تحتضنها السلطنة، أو تتم في احدى الجامعات العربية المرموقة، حول شأن من الشؤون العمانية الثقافية والحضارية .

وفي هذا الإطار تنطلق اليوم الاثنين أعمال المؤتمر السنوي الثامن عشر حول «دور الحكومات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 » الذي تنظمه وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وذلك برعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان. ومما يزيد من أهمية هذا المؤتمر الذي يتحدث فيه نحو خمسة وثلاثين متحدثا من الوزراء العرب الحاليين والسابقين ومن رؤساء المنظمات والهيئات العربية ، والمتخصصين وكبار المسؤولين في منظمات عربية ودولية ، يلقي الضوء على جوانب بالغة الأهمية ، تتصل بأهداف التنمية المستدامة 2030 وآليات التخطيط ودور الحكومات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحديث الإدارة العامة وبناء القدرات ورأس المال البشري وتبادل الخبرات بين الدول العربية، وذلك من خلال المحاور الثلاثة الرئيسية التي يتناولها المؤتمر في جلساته، اليوم وغدا.

جدير بالذكر أن السلطنة لديها في الواقع تجربة ثرية، حيث تقوم وزارة الخدمة المدنية، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية الأخرى بدور نشط ومتواصل للارتفاع بمستويات الأداء الحكومي وتبني آليات التجديد في عمل الحكومة، وبما يخدم في النهاية أهداف التنمية الوطنية، والسعي إلى تحقيقها اليوم وغدا.

من جانب آخر فإنه بدأت أمس في المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية أعمال النسخة الخامسة من برنامج المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة، والذي تنظمه وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع وزارة الخارجية من أجل رفع كفاءة القيادات الإدارية وتعزيز قدراتها الوظيفية، حيث يشارك في البرنامج الذي يستمر حتى الخميس القادم مسؤولون من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، وهو يلقي المزيد من الضوء على المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة السلطنة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية وغيرها، في إطار ما يتضمنه النظام الأساسي للدولة، الصادر في السادس من نوفمبر عام 1996، من أسس ومبادئ تعمل في إطارها كل مؤسسات الدولة.

على صعيد آخر تنطلق اليوم – الاثنين – أيضا أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث عشر بجامعة « آل البيت الأردنية » حول « الموروث الثقافي والحضاري في سلطنة عمان بين الأصالة والمعاصرة» ، وهو المؤتمر الذي تنظمه وحدة الدراسات العمانية بالجامعة، بالتعاون مع مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس والسفارة العمانية في المملكة الأردنية الشقيقة، ويتم خلال المؤتمر تقديم سبع وأربعين ورقة علمية في سبعة محاور، تتناول جوانب مختلفة للمكانة التاريخية والإسهام الحضاري للسلطنة، وتوظيف المقتنيات الثقافية والتراثية العمانية العديدة والمتميزة لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية في السلطنة.

وفي حين تمثل الفعاليات والمؤتمرات المشار إليها جانبا من الزخم التنموي المتعدد الجوانب الذي تشهده السلطنة في العهد الزاهر لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – فإن السلطنة استطاعت خلال الأعوام الثمانية والأربعين الماضية تحقيق الكثير من التقدم والازدهار في مختلف المجالات، حيث تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.