العرب والعالم

أفغانستان تسعى لتحديد منفذي العملية ضد «رجال دين» وعدد القتلى يرتفع إلى 55

21 نوفمبر 2018
21 نوفمبر 2018

بعد نفي «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم -

كابول - (رويترز): سعت الحكومة الأفغانية امس لتحديد الجماعة المسؤولة عن تفجير انتحاري أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 55 شخصا كانوا يشاركون في احتفال ديني بالعاصمة كابول، وذلك بعد أن نفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومن بين الضحايا رجال دين من مناطق مختلفة من افغانستان كانوا يلبون دعوة من مجلس العلماء الأفغاني للاحتفال بالمولد النبوي أمس الاول.

وبدون معرفة المسؤولين عن الهجوم لن يتضح ما إذا كان الهدف منه تقويض حكومة الرئيس أشرف غني أم أنه يأتي في إطار استراتيجية لإبقاء الضغط على حكومته وحلفائها الغربيين في وقت يسعون فيه لإجراء محادثات مع حركة طالبان لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.

وقال مسؤول أمني كبير كان موجودا في موقع الهجوم صباح امس لجمع الأدلة الجنائية «حتى الآن لا نعرف أي جماعة متشددة يمكن أن تكون مسؤولة عن الهجوم. التحقيقات في المراحل الأولى».

ويتألف مجلس العلماء، وهو أكبر مؤسسة دينية في أفغانستان، من رجال دين سنة، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت للهجوم أبعاد طائفية.

وسبق أن استهدفت حركة طالبان وتنظيم داعش، وهما جماعتان سنيتان أيضا، رجال دين مؤيدين للحكومة. لكن هذه المرة، سارعت حركة طالبان لنفي تورطها في الهجوم ونددت به.

وقال مسؤولون طبيون وحكوميون في وقت مبكر امس إن عدد القتلى جراء هجوم أمس الاول قد يرتفع نظرا لأن أغلب المصابين وعددهم 80 شخصا يعانون من جروح بالغة. وقال أحمد خان سيرات المتحدث باسم الشرطة في مدينة غزنة إن صاروخين أصابا المدينة التي كان يجتمع فيها الجنرال الأمريكي سكوت ميلر قائد القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان امس.

وأضاف سيرات «الجنرال ميلر لم يصب في الهجوم الصاروخي». وذكر أن الصاروخين سقطا على سوق للصرافة يقع على بعد نحو 200 متر من مجمع حاكم الإقليم الاستراتيجي الواقع في وسط افغانستان.

وقالت ديبرا ريتشاردسون المتحدثة باسم مهمة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن ميلر كان موجودا في إقليم غزنة للاجتماع مع قيادات بالجيش الأفغاني لمناقشة الأوضاع الأمنية.

وأضافت في بيان «بينما كان موجودا هناك، أطلقت طالبان دون تمييز نيرانا غير مباشرة لكننا لا نعتقد أن الجنرال ميلر كان الهدف». ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي في غزنة.

ونجا ميلر في أكتوبر من هجوم نفذه عضو بحركة طالبان في إقليم قندهار جنوب افغانستان أسفر عن مقتل جنرال بارز بالشرطة وقائد محلي بالمخابرات وإصابة أمريكيين اثنين.

وفي الأسبوع الماضي، التقى قادة بحركة طالبان بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد في مكتب الحركة السياسي في قطر، وذلك في مسعى لتمهيد الطريق أمام محادثات السلام. كان الاجتماع الذي عقد على مدى ثلاثة أيام هو الثاني من نوعه في غضون الشهر المنصرم.

وأعلن خليل زاد مهلة تنتهي في 20 أبريل لإنهاء الحرب ويتزامن ذلك مع موعد انتخابات الرئاسة الأفغانية، لكن الوضع الأمني ازداد تدهورا منذ إنهاء حلف شمال الأطلسي عملياته القتالية في افغانستان بشكل رسمي عام 2014.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أغضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باكستان التي تقع بجوار أفغانستان وتشتبه المخابرات الأفغانية وقادة عسكريون غربيون بأنها توفر دعما لحركة طالبان منذ فترة طويلة.

وقال ترامب في مطلع الأسبوع خلال مقابلة إن باكستان «لا تفعل أي شيء» للولايات المتحدة على الرغم من تلقيها مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات. وزعم أن مسؤولين باكستانيين كانوا على علم بمكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل أن تقتله القوات الأمريكية في مداهمة بباكستان عام 2011.