1045744
1045744
العرب والعالم

الخارجية الفلسطينية تحذر من تداعيات الأجواء العنصرية المسيطرة على دولة الاحتلال

16 نوفمبر 2018
16 نوفمبر 2018

وفد المخابرات المصرية يلتقي السنوار في غزة قادما من تل أبيب -

رام الله عمان نظير فالح:-

حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة من نتائج وتداعيات التهديدات التي تصدر عن قادة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام على خلفية البحث عن مخرج للمأزق الذي وجد الاحتلال نفسه فيه، خاصة بعد موافقته على وقف العدوان الأخير على أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وما أعقبه من استقالة وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان من منصبه، وتظاهرات المستوطنين واليمين المتطرف التي عمت شوارع مدن إسرائيلية مختلفة تطالب بأشد العقوبات العسكرية ضد قطاع غزة، ودعوات لتدمير البنية التحتية وسفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وتدمير المنازل وغيرها، حتى يتولد لدى زمرة المستوطنين الذين يحكمون في إسرائيل الشعور بالنشوة والتفوق عبر رائحة الدم الفلسطيني التي سفكت لتوفير ذلك الشعور الاستعلائي الكولونيالي.

وقالت الخارجية في بيان صحفي وصل «عُمان» نسخة منه أمس: «إن هذه الفاشية والعنصرية الاستعمارية تتحكم في تفكير غالبية هؤلاء المستوطنين الذين يحلمون بأن يستيقظوا ذات يوم وقد اختفى الشعب الفلسطيني أو تمت إبادته. تلك الأجواء التي تخيم على الحياة السياسية في إسرائيل هذه الأيام سيدفع ثمنها الشعب الفلسطيني كالعادة من دم وتدمير وتشريد وإبادة.

وتتساوق جميع القيادات الحزبية في إسرائيل مع هذه المشاعر وتتسابق فيما بينها على إطلاق المواقف العنصرية الداعية إلى تعميق تلك الرائحة العفنة من العنصرية والسادية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة. بدأوا بالتظاهر، ومروا عبر الاستقالات، ثم التصريحات التصاعدية الجوفاء التي تدعو للقتل، لتصل للتهديد بالانعتاق من أي مبدأ أو منطق أو قيمة إنسانية، ملوحين بالتخلي عن أية تعليمات سابقة بخصوص إطلاق النار صوب من يتظاهر من الفلسطينيين قرب الحدود أو السياج، كمن يعلن عن قرب ارتكاب مذبحة، وسفك دماء فلسطينية بكميات كبيرة. وأضافت الخارجية: «إنها وإذ تدين بأشد العبارات التحريض الإسرائيلي الرسمي على القتل وارتكاب الجرائم والمجازر بالجملة لإرضاء جمهور المستوطنين واليمين الحاكم في إسرائيل، فإنها تعبر عن شديد استغرابها من غياب أية ردود فعل دولية تجاه تطور هذه الأجواء العنصرية وتصاعدها حتى تصل إلى أبشع عمليات قتل واغتيال يرتكبها قناصة الاحتلال ضد المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة، وكأن العالم لا يقرأ أو لا يريد أن يفهم معاني هذا الوضوح في التصريحات الإسرائيلية التي تبحث عن الدم والقتل في قطاع غزة». وتابعت الخارجية: «رغم معرفتنا بارتباط تلك التصريحات والمواقف العنصرية المشحونة بدعوات للقتل مع أجواء الانتخابات المبكرة في إسرائيل، فإننا ندعو المجتمع الدولي بسرعة التحرك، لمنع هذه المجازر أن ترتكب بحق شعبنا الأعزل».

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيال تلك الجرائم، متسائلة: إن توفرت لدى المجتمع الدولي ذرة من الكرامة ليقول كلمة حق، ليجرؤ على تسمية الأمور بأسمائها؟ أم أنه يتجاهل ما سيحدث، وسيبقى ينتظر أول رد فعل فلسطيني على المجازر التي ترتكب، لكي يخرج هذا الصوت الأخرس «ليلعلع» عاليا ليدين رد الفعل الفلسطيني؟ بينما عم سكوته وهو يرى المجازر الإسرائيلية ترتكب، وذبح الفلسطيني يستمر.

وحذرت الوزارة من جديد من نتائج هذا التدهور الخطير في الأوضاع والصمت الدولي تجاهه، وكذلك من خطورة الانزلاق إلى هذا المستنقع.

وفي سياق متصل، التقى مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، اللواء أحمد عبد الخالق مع يحيى السنوار، قائد حركة (حماس) في قطاع غزة، الليلة قبل الماضية، وكان عبد الخالق قد عقد لقاءات في تل أبيب مع مسؤولين إسرائيليين قبل أن يحضر إلى القطاع عبر معبر بيت حانون.

وأعلنت الحركة، في تصريح مقتضب أمس أنه التقى «السنوار، وعددا من قيادات الحركة مع مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق».

وفي وقت سابق أمس الأول، وصل عبد الخالق على رأس الوفد الأمني المصري، لاستكمال المباحثات التي يجريها مع «حماس» في سياق دور الوساطة المصرية في محاولة للتوصل لاتفاق «تهدئة» طويلة الأمد مع إسرائيل.

وأثنى السنوار على الجهد الذي تقوم به مصر ودورها المهم، كما اطلع اللواء عبد الخالق، على الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وقال: إن حركته وفصائل «المقاومة» لن تسمح لإسرائيل بتكرار الاعتداء على قطاع غزة، وفق البيان.

وشدد السنوار، «على أهمية كسر الحصار عن قطاع غزة، وحق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة»، وأكد أن مسيرات «العودة» مستمرة بالأساليب، والأدوات التي تقرها القيادة العليا للمسيرة.

بدوره، أشار مسؤول المخابرات المصرية، وفق البيان، إلى جهود بلاده «في تثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ومواصلة العمل على رفع المعاناة عن غزة».

وخلال ثلاثة أيام، وقبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، الثلاثاء، بوساطة مصرية، استشهد 14 فلسطينيًا، بينهم 7 أشخاص قتلوا عقب تسلل قوة خاصة إسرائيلية، إلى عمق قطاع غزة، فيما استشهد 7 آخرون، جراء الغارات الجوية.

ويجري الوفد المصري، جولة مكوكية بين قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل.