1045745
1045745
العرب والعالم

كوريا الشمالية تجري أول اختبار لسلاح «عالي التقنية» منذ بدء العملية الدبلوماسية مع واشنطن

16 نوفمبر 2018
16 نوفمبر 2018

ترحيل مواطن أمريكي محتجز لدى بيونج يانج -

سول - بيونج يانج - (أ ف ب - د ب أ) : أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على اختبار سلاح «تكتيكي عالي التقنية تم تطويره حديثا»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أمس في خطوة رأى محللون أنها رسالة سياسية أكثر مما هي استفزاز فعلي على خلفية محادثات نزع السلاح النووي.

وهذا أول تقرير رسمي عن إجراء كوريا الشمالية اختبار أسلحة منذ أن بدأت عملية دبلوماسية حساسة مع واشنطن بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.

سلاح تكتيكي

وقالت الوكالة إن «كيم جونغ اون زار موقع الاختبار التابع للأكاديمية الوطنية لعلوم الدفاع وأشرف على اختبار سلاح تكتيكي عالي التقنية تم تطويره حديثا».

وأضافت أن الاختبار تكلّل بالنجاح، لكنها لم تحدد طبيعة السلاح الذي تم اختباره.

وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن مصدر حكومي لم تسمه إن السلاح الذي تمت تجربته، من المرجح أن يكون مدفعا بعيد المدى تم تطويره في عهد والد كيم وسلفه كيم جونغ إيل.

وتعليق بيونج يانج تجاربها على أسلحة نووية وصواريخ بالستية، كان من المسائل الرئيسية التي أفضت إلى التطورات الدبلوماسية السريعة هذا العام والمفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وكثيرا ما أشاد بها الرئيس دونالد ترامب.

وعقد الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي قمة تاريخية في سنغافورة هذه السنة أسفرت عن اتفاق على نزع السلاح النووي بقيت بنوده غامضة.

وبعد ساعات على نشر تقرير الوكالة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها «واثقة» من أن كيم سيفي بالتزاماته.

وجاء في بيان للوزارة «خلال قمة سنغافورة في يونيو الماضي، قطع الرئيس ترامب والزعيم كيم عددا من الالتزامات بشأن نزع السلاح النووي بشكل نهائي ويمكن التحقق منه بالكامل وخلق مستقبل أكثر إشراقا لكوريا الشمالية».

وأضاف «نجري محادثات مع الكوريين الشماليين بشأن تطبيق جميع تلك الالتزامات. وما زلنا واثقين من أن الوعود التي قطعها الرئيس ترامب والقائد كيم سيتم الإيفاء بها».

وتتعثر المحادثات منذ قمة سنغافورة وسط اختلاف واشنطن وبيونغ يانغ حول تفسير النص. ويمكن أن تثير العودة إلى إجراء اختبارات، شكوكا خطيرة حول مستقبل العملية.

واستخدام وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية مصطلح «تكتيكي» يشير إلى أن الاختبار الذي تم الإبلاغ عنه أمس الجمعة لم يتضمن أي صاروخ بالستي بعيد المدى أو جهاز نووي. ولم يرد أي مؤشر على رصد كوريا الجنوبية لمثل هذا الاختبار.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع في سول للصحفيين إن كوريا الشمالية «بإشارتها إلى +سلاح تكتيكي+، توجه رسالة بأن (التجربة) ليست استفزازا مسلحا».

وأضاف «من غير المناسب لجيشنا أن يعتبره استفزازا في وقت أكدت كوريا الشمالية انه اختبار سلاح تكتيكي عالي التقنية».

رسالة سياسية

نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورة واحدة أرفقتها بالتقرير، تظهر رجالا بزي عسكري يقومون بتدوين ملاحظات فيما كيم يتحدث. ولا تقدم خلفية الصورة الكثير من المعلومات حول نوع السلاح الذي تمت تجربته.

وأوضحت الوكالة أنّ كيم عبّر عن «رضا كبير» وقال إن الاختبار يشكل «تحولا حاسما في تعزيز القوة القتالية لقواتنا المسلحة».

وتابعت أنه تم تطوير هذا السلاح على مدى فترة طويلة «ونجاحه الكبير برهان لافت على صوابية سياسة الحزب التي تعطي الأولوية لعلوم الدفاع والتكنولوجيا والقدرة الدفاعية السريعة التطور».

وقال شين بيوم-شول المحلل لدى معهد آسان للدراسات السياسية إن الاختبار يهدف على الأرجح إلى توجيه «رسالة سياسية» إلى واشنطن بشأن الجمود الحالي.

وقال شين «بشكل عام، إن اختبارات أسلحة جديدة عالية التقنية تجري سرا» مضيفا «لكن كوريا الشمالية أعلنت عن الاختبار لإظهار إحباطها».

والأنباء عن الاختبار الذي يأتي بعد عام على إجراء بيونج يانج تجربة على صاروخ بالستي عابر للقارات، يذكر بإعلانات متكررة في 2017 ولا سيما إعلان بيونج يانج عن أقوى تفجير نووي على الإطلاق إضافة إلى اختبار صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية.

وساهمت الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب بتقارب دبلوماسي سريع في شبه الجزيرة، ما أفضى إلى قمة سنغافورة وثلاث قمم بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، على أن تعقد قمة ثانية بين كيم وترامب العام المقبل.

لكن بيونج يانج تطالب بتخفيف العقوبات عليها منددة بمطالبة واشنطن بنزع سلاح «أحادي»، فيما تصر واشنطن على مواصلة العقوبات حتى تقوم كوريا الشمالية بنزع سلاحها النووي «بشكل تام وقابل للتحقق بشكل كامل».

وقال يانج مون-جين الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول لفرانس برس إن التجربة «رسالة للولايات المتحدة وجهت قبيل محادثات رفيعة المستوى لتقول إن صبرها أيضا ينفد».

إلى ذلك، قررت كوريا الشمالية طرد مواطن أمريكي دخل أراضيها بطريقة غير شرعية قادما من الصين في 16 أكتوبر، حسب ما أعلنت الوكالة الرسمية أمس.

وأضافت الوكالة «خلال استجوابه قال إنه دخل البلاد بطريقة غير شرعية بأوامر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية»، وقالت إن «السلطات المعنية قررت طرده من البلاد».

في الأثناء ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس، أن كوريا الشمالية قررت ترحيل مواطن أمريكي تم احتجازه لدخوله البلاد بصورة غير شرعية الشهر الماضي. وقالت الوكالة أنه تم احتجاز المواطن الأمريكي بروس بيرون رولانس الشهر الماضي لدى محاولته دخول كوريا الشمالية بصورة غير شرعية عبر الحدود المشتركة مع الصين.

وأضافت أن المواطن الأمريكي أبلغ سلطات التحقيق أنه كان تحت سيطرة وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية.

ووفق تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال قمته الأخيرة مع ترامب سلمت بوينج يانج الولايات المتحدة رفات عدد من جنودها الذين قتلوا خلال الحرب الكورية (1953-1950) وقُتل أكثر من 35 ألف جندي أمريكي في شبه الجزيرة الكورية خلال تلك الحرب والتي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام.

ومن بين هؤلاء لا يزال 7700 في عداد المفقودين، بينهم 5300 في كوريا الشمالية، بحسب البنتاجون.