1042935
1042935
العرب والعالم

الفصائل الفلسطينية تفاجئ جيش إسرائيل بكمين و«كورنيت»

13 نوفمبر 2018
13 نوفمبر 2018

القدس المحتلة - (الأناضول): لم تخْفِ وسائل إعلام إسرائيلية، دهشتها من التكتيكات العسكرية التي استخدمتها الفصائل الفلسطينية المسلحة بقطاع غزة، في التصدّي لأنشطة وغارات الجيش الإسرائيلي يومي الأحد والاثنين الماضيين معتبرةً أن ذلك يفقد إسرائيل «قوة الردع».

وأفصح عدد من المحللين والإعلاميين الإسرائيليين أمس عن تأثير المفاجأة عليهم جرّاء اكتشاف مسلحين فلسطينيين مساء الأحد، لقوة إسرائيلية خاصة أثناء تسللها إلى داخل القطاع، فيما أعربوا عن صدمتهم من استخدام الفلسطينيين لصاروخ مضاد للدبابات في تدمير حافلة تقل جنود.

بيد أن المفاجأة الثالثة بالنسبة لهم، كانت إطلاق صواريخ فلسطينية على مناطق إسرائيلية غير محمية بمنظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ مثل عسقلان، شمال قطاع غزة.

فبعد ساعات على استهداف الحافلة، تمسك المتحدث العسكري الإسرائيلي بروايته، مدعيًا أن الحافلة الإسرائيلية أصيبت إصابة مباشرة بـ«قذيفة» أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة.

وفقط بعد إعلان فصائل فلسطينية في غزة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من طراز «كورنيت»، أقرّ المتحدث الإسرائيلي بإصابة الحافلة بـ«صاروخ مضاد للدبابات»، واكتفى بالإعلان عن إصابة جندي إصابة خطيرة نتيجة الهجوم الذي أتى على الحافلة.

وتعليقًا على ذلك، أشار المحلل العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، إلى «خطورة» الحادث.

وأشار بن دافيد، إلى أن المفاجأة الأولى، من قبل حركة «حماس» كانت الكشف عن الوحدة الخاصة الإسرائيلية التي توغلت في قطاع غزة مساء الأحد الماضي.

وقال بهذا الخصوص: «لقد تمكن الفلسطينيون من كشف العملية الخاصة التي قام بها الجيش الإسرائيلي، وللأسف قتل ضابط رفيع وأُصيب آخر».

أمّا فيما يتعلق باستهداف الحافلة، أفاد بن دافيد: «فقط قبل دقيقتين من إطلاق الصاروخ قام سائق الحافلة بتفريغها من الجنود الذين كانوا على متنها».

من جهتها ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن «الحافلة التي كانت تقف على مقربة من حدود غزة، دُمّرت بالكامل بعد تفريغها من الجنود».

ومستعينة بصور للحافلة بعد تدميرها وشريط فيديو نشره الفلسطينيون حول استهدافها، قالت الصحيفة: «قبل وقت قصير، أنزلت الحافلة عشرات الجنود الذين توقفوا قرب بستان في محيط غزة الشمالي».

وأضافت: «وقفت الحافلة في زاوية مكشوفة لقطاع غزة وقبالة منازل المستوطنة القريبة، لكن على بعد بضعة كيلومترات قليلة من الحدود».

وتحدث المصدر ذاته عن أن «الجنود الذين أخلوا الحافلة ظلوا في البستان، ثم أُطلق الصاروخ والذي وفقا لشهاداتهم حطّم الحافلة الفارغة التي بدأت بالاحتراق».

وتعليقًا على ذلك كتب المحلل العسكري في «يديعوت احرونوت»، رون بن يشاي «إن إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على الحافلة، هو كسر للقواعد ويثبت أن الردع الإسرائيلي قد ضاع، وبدونه لا توجد فرصة للوصول إلى نتيجة نهائية».

«يبدو أننا فقط في بداية جولة عنيفة أخرى في قطاع غزة، لقد أعدّت حماس لهذه الجولة وافتتحتها بحادث خطير لم نر مثيلًا له منذ سنوات: إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على حافلة مدنية وهو عمل خطير»، على حد تعبير بن يشاي.

وتابع: «ما كانت قيادة حماس ستطلق صاروخًا مضادًا للدبابات على هدف مدني لولا أنها مقتنعة بأن إسرائيل لن ترسل الجيش إلى قطاع غزة ولا يريد إسقاط النظام».

واعتبر المحلل العسكري أن «إطلاق الصاروخ المضاد للدبابات، يشير إلى أن قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي ضد حماس وحركة الجهاد الإسلامي، قد انتهت».

وأضاف: «المرحلة الثانية من مفاجأة حماس المعدة إعدادًا جيدًا، هي الهجوم بالصواريخ وقذائف الهاون بهدف إيقاع إصابات بين السكان الإسرائيليين في المجتمعات القريبة (المستوطنات) من غزة».

وفسّر «بن يشاي» سبب المفاجأة، بأن «حركتي حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا الصواريخ على مناطق بعيدة المدى وفق تقديراتهما غير محمية بـ(منظومة) القبة الحديدية».

ورأى «بن ايشاي» أنه «من الأهمية ردع حماس أولًا قبل التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد»، على حد قوله.

ولوحظ خلال اليومين الماضيين، أن الفصائل الفلسطينية ركّزت هجماتها على مناطق بعيدة نسبيًا عن غزة مثل مدينة «عسقلان» حيث أصابت الصواريخ الفلسطينية عددًا من المنازل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد ركّز نشر منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ، على التجمعات والمستوطنات القريبة من قطاع غزة.

وألقى بعض الصحفيين الإسرائيليين باللوم على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، محمّلينه مسؤولية ما يجري على الأرض من تصعيد.

وفي إشارة إلى إعلان سابق لنتانياهو بأنه لا يريد حربًا «غير ضرورية» في غزة، قال المحلل السياسي في القناة العاشرة، باراك رافيد: «من لا يريد حربًا غير ضرورية في غزة عليه أن يسأل نفسه عمّا إذا كانت العملية التي فشلت في قطاع غزة غير ضرورية في الوقت الحالي».