1036438
1036438
عمان اليوم

موقع السلطنة الهام يوفر عوامل حيوية لإطلاق الأقمار الاصطناعية إلى المدار الثابت في الفضاء

09 نوفمبر 2018
09 نوفمبر 2018

يماثل قاعدة كاب كنفرال الأمريكية -

كتبت- مُزنة الفهدية -

قال المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية الفلكية العمانية «إن موقع السلطنة الحيوي والهام يماثل موقع قاعدة كاب كنفرال بولاية فلوريدا الأمريكية التي تنطلق منها الرحلات إلى الفضاء، فهو نسبيا قريب من خط الاستواء وعليه فإطلاق الأقمار الاصطناعية إلى المدار الثابت من أراضي أو سواحل السلطنة يوفر عوامل حيوية منها توفر شواطئ بحرية غير مأهولة، حيث إن منصات الإطلاق عادة تشيّد على مقربة من البحر مما ينتج إعادة استخدام بعض مراحل صاروخ الإطلاق فضلا على الحفاظ على سلامة السكان في حالة حدوث خلل أثناء عملية الإطلاق والتي تتطلب إخلاء المنطقة المجاورة كإجراء سلامة ووقاية».

فرص كبيرة

وأضاف في حديث أوردته نشرة إضاءات علمية التي يصدرها مجلس البحث العلمي ضمن موضوع ملف العدد أن «السلطنة تتميز بمستوى عال من الأمان والاستقرار وعليه فهناك منظمات علمية وبرامج دولية ترغب أن تكون السلطنة مشاركة ضمن شبكة المرافق الدولية لتحقيق أكبر فائدة من المنظومات العالمية، بالإضافة إلى وجود مناطق صحراوية شبه معزولة وأراض شاسعة مناسبة جدا كميادين للاختبارات التقنية الفضائية مثل اختبار الصواريخ متعددة الاستخدام والتحكم الآلي بها وكذلك كميادين لإجراء تجارب محاكاة العيش بالقمر وبالمريخ». وأكد أن الفرص بقطاع الفضاء متوفرة بشكل كبير في هذا العقد من الزمان ومتجددة ومتنوعة بشكل كبير حيث يجري التركيز على أوجه الترابط بين مختلف فروع المعرفة للخروج بمنظومة فضائية متكاملة وشاملة، فالإمكانات المتاحة في إطار التعاون الدولي والإقليمي قائمة وتنتظر من يأخذ بزمام المبادرة واستغلالها لتحقيق مكاسب وطنية متعددة، ومن نماذج تلك الجهود استضافة السلطنة تجارب محاكاة العيش بالمريخ مطلع هذا العام، الذي قدم أروع الأمثلة في نجاح التكاتف الحكومي والوطني بمبادرة الجمعية الفلكية العمانية وأدى إلى إيجاد سمعة علمية وسياحية طيبة عن السلطنة، مما أثمر عن ذلك اهتمام محلي ودولي يدعو باستمرارية المشروع وتجدد شرائحه المستهدفة وعليه نتطلع للحصول على الدعم اللازم لتحقيق الاستمرارية المنشودة وجاري دراسة مواقع أقل تكلفة تشغيلية.

برامج بناء القدرات

وأضاف الهنائي أن من بين برامج بناء القدرات الواعدة بصيف 2018م هو مشاركة نخبة من الشباب العماني في تطوير أجزاء من بدلة نظراء رواد الفضاء ضمن جهود المنتدى النمساوي للفضاء لقرابة 100 شخص من مختلف دول العالم، و مشاركة أربعة كوادر عمانية في برنامج تدريبي صيفي بجامعة كولورادو في إطار مشروع القمر المكعبي Inspire Sat1 ، وكذلك مشروع القمر المكعبي العماني الأول بالجمعية الفلكية العمانية الذي قدم حلقتين بعلوم الفضاء لمنتسبي الجهات والمشاركين بالمشروع ولديه خطة عمل لبرنامج بناء قدرات موزعة على مدى عام كامل تقريبا.

مكاسب علمية واقتصادية

وحول المكاسب العلمية والاقتصادية من استضافة التجارب بالسلطنة قال الدكتور صالح بن سعيد الشيذاني رئيس الجمعية الفلكية العمانية لنشرة إضاءات علمية» إن التجارب تهدف إلى تحقيق مكاسب معرفية وبحثية بالدرجة الأولى، وبدرجة ثانية كان لها عوائد اقتصادية وسياحية متنامية لفترة زمنية، وهناك فوائد على المدى البعيد يتمثل في رفع مستوى إسهام السلطنة بالبحوث الفضائية وتطوير عدة أنواع من التقنيات الحديثة ورفد برامج بناء القدرات الوطنية بخبرات بحثية وتنظيمية وتوطيد التعاون العلمي الدولي المثمر». مضيفا أن تجارب مجمع القبب المنفوخة ساهمت في معرفة الأساليب لتقليل التكاليف المالية التي لها أبعاد اقتصادية مستقبلا في مهمات الفضاء القادمة. وأوضح الشيذاني أن هناك شقاً اقتصادياً غير مباشر قد برز بشكل كبير جدا خلال فترة إجراء التجارب، حيث أن السلطنة أصبحت محط أنظار الكثير من السياح حول العالم بسبب انتشار أخبار محاكاة العيش على المريخ مما نتج عنه ترويج سياحي كبير جدا للسلطنة كما تمت المشاركة في المعرض السياحي العالمي ببرلين مما حقق وأضاف لمسة تميز وجذب الكثير لجناح السلطنة بالمعرض وغيرها من المكاسب.

موقع استراتيجي

من جانبه أكد المهندس مسلم بن سعيد الفارسي مدير اتصالات بالشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم التابعة لمجلس البحث العلمي أن موقع السلطنة الاستراتيجي والمتوسط والقريب من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا أتاح لها ممارسة أدوار كثيرة في دعم المحطات والخدمات الفضائية، فعلى سبيل المثال لا الحصر دورها المحوري في إعادة بث الاتصالات والتلفاز مباشرة بين آسيا وأوروبا والعالم العربي، كما يتم جمع بيانات أقمار الطقس عندما تمر فوق السلطنة لتغذية قواعد البيانات الخاصة بتنبؤات الطقس حول العالم.

تمويل مشاريع

وأشار الفارسي إلى أن هناك جهودا لهيئة تنظيم الاتصالات بإنشاء محطة لمراقبة الأقمار الصناعية لخدمة كافة مشغلي الأقمار والمستفيدين من خدماتها وهي من المحطات النادرة حيث تتميز بتنوع إمكانياتها وتجهيزها بأفضل الأجهزة. وأوضح أن العمانيين مارسوا أدوارا مختلفة في مجال الأقمار الصناعية والفضاء من خلال تمويل مشاريع مثل قمر الثريا بالتعاون دولة الإمارات الشقيقة، وتمويل سلسلة أقمار عربسات ومشاريع توفير خدمات الاتصالات والتلفاز والإذاعة في عمان من خلال عقود بث لسبعة أقمار صناعية تغطي كافة قارات الكرة الأرضية، أما على الصعيد الوطني فقد قامت وزارة النقل والاتصالات بإسناد عدة دراسات لإطلاق أقمار صناعية لبيوت خبرة وإعداد برنامج لتأهيل مجموعة من المهندسين وتقوم جمعية الفلك العمانية بمحاولة تصنيع قمر صناعي صغير لأغراض التجارب وبناء الخبرة في هذا المجال حيث يتم إطلاق هذا النوع من الأقمار بالتزامن مع إطلاق الأقمار الكبيرة والتي لها محبوها من الهواة وطلاب الجامعات والمدارس.

قطاع عالمي

وقالت المهندسة بهية بنت هلال الشعيبية المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة العالمية للفضاء والتكنولوجيا « أن الخوض في قطاع الفضاء وامتلاك وإدارة التطبيقات المدنية والعسكرية والأمنية ونقل المعرفة الفضائية أصبح أسهل من أي وقت مضى». مضيفة أن السلطنة في وضع جيد للخوض في قطاع الفضاء فهناك فرصاً لاستخدام مواردنا واستقطاب أكبر الاستثمارات، فلدينا البنية الأساسية والقوية للاتصالات، وموقعنا الجغرافي المتميز، والاستقرار الأمني، وتوفر العدد الكافي من الكادر العماني المؤهل لقيادة هذا القطاع، حيث أن قطاع الفضاء قطاع عالمي ويعمل بفعالية بالشراكات والاتفاقات الدولية.

تحديات

ومن أبرز التحديات التي تواجه قطاع ارتياد الفضاء في السلطنة ضعف البنية الأساسية الفضائية المحفزة، وعدم وجود هيئة أو وكالة يرتكز عملها على تنمية وتطوير قطاع الفضاء بالسلطنة، وعدم وجود وظائف ذات صلة بالمؤسسات الحالية لاستقطاب الكوادر الوطنية التي لديها دراية بمعارف القطاع فضلا عن وجود مسارات واضحة تسترشد بها برامج بناء القدرات، وقلة مؤسسات القطاع الخاص المعنية بالفضاء والاستثمارات، بالإضافة إلى عدم وجود سياسة فضاء وطنية ولا خطة استراتيجية، وضعف الإنفاق العام على البرامج الوطنية الفضائية.