1028974
1028974
العرب والعالم

هزيمة مرشّح نتانياهو في انتخابات بلدية القدس

31 أكتوبر 2018
31 أكتوبر 2018

عريقات يثمن موقف المقدسيين الرافض للمشاركة -

رام الله - القدس- (عُمان ) نظير فالح- (وكالات) :هُزم مرشح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من الدورة الأولى لانتخابات بلدية القدس التي أجريت الاثنين وسيتنافس المرشّحان المتصدّران في دورة ثانية ستجري في 13 نوفمبر.

وأظهرت النتائج الرسمية التي نشرت صباح أمس أنّ أيّاً من المرشّحين الستّة لبلدية القدس لم يتجاوز عتبة الـ40% المطلوبة ليتمّ انتخابه، ولم يحصل مرشّح رئيس الحكومة الوزير المكلّف شؤون القدس زئيف اليكين العضو في حزب الليكود اليميني - حزب نتانياهو - على أكثر من 20% من الأصوات.

وقد تقدّم عليه بفارق كبير موشي ليون المرشّح اليميني الآخر المدعوم من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وسيتنافس ليون الذي حصل على 33% من الأصوات، في الدورة الثانية مع عوفر بيركوفيتش (29%) المرشّح الوحيد غير المتديّن.

وفي تلّ أبيب أعيد انتخاب رئيس البلدية المنتهية ولايته رون حولداي عضو حزب العمل اليساري الذي يشغل هذا المنصب على رأس العاصمة الاقتصادية للبلاد منذ 1998.

وفي حيفا (شمال) أثار انتخاب عنات كاليش روتيم التي تجاوزت بفارق كبير عتبة الـ40%، مفاجأة، وهي بذلك تصبح أوّل امرأة تتولى رئاسة بلدية واحدة من المدن الثلاث الكبرى في إسرائيل، لتزيح بذلك يونا ياهاف رئيس البلدية منذ 15 عاماً.

وقاطع الفلسطينيون التصويت لاختيار رئيس بلدية للقدس بدرجة كبيرة. ويمثل الفلسطينيون ثلث سكان المدينة. ويقيمون في الشطر الشرقي الذي احتلته إسرائيل في حرب عام 1967 وضمته في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويشكو العديد من فلسطينيي القدس من إهمال وتجاهل الحكم المحلي الإسرائيلي لهم، ولم ينجح مرشح فلسطيني خالف المقاطعة وترشح لعضوية مجلس المدينة في الحصول على عدد كاف من الأصوات لدخول المجلس. وتعهد كل من ليون وبيركوفيتش بالعمل مع جميع القطاعات في المدينة، ولا يتوقع أن يخالف أحدهما سياسات نتنياهو المعارضة لتسليم القدس الشرقية لدولة فلسطينية مستقبلية.

من جهته ثمّن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات الموقف التاريخي الثابت لأبناء الشعب الفلسطيني المقدسيين في عدم مشاركتهم في انتخابات بلدية الاحتلال في القدس، ورفضهم الراسخ لمنح الشرعية لسلطة الاحتلال التي تنفذ سياسات استعمارية في المدينة، مؤكدا أنهم رسخوا النهج الوطني القائم والمتوارث عبر أجيال منذ احتلال المدينة في العام 1967 بأن القدس ستبقى عربية فلسطينية وعاصمة لدولة فلسطين مهما طال زمن الاحتلال.

وأشار عريقات في بيان صحفي وصل «عُمان» نسخة منه أمس إلى أن هذه المقاطعة الشعبية تأتي في أحلك الظروف السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية خاصة في القدس، وقال: «على الرغم من السياسات الإسرائيلية والأمريكية غير القانونية بحق المدينة المقدسة ومحاولاتها المستميتة لتمرير مخطط «القدس الكبرى» إلا أن الحقيقة التاريخية والقانونية والسياسية الوحيدة هي أن القدس أرض فلسطينية محتلة وجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المحتلة، وأبناؤها وحدهم من يملكون الحق الحصري في تقرير المصير».

ونوه عريقات إلى نسبة المشاركة الضئيلة في الانتخابات وعزوف المقدسيين عن التورط في المشاركة بها، وأضاف: «إن نسبة مشاركة المقدسيين في الانتخابات الأخيرة التي لم تتجاوز 1.5% بما فيها فلسطينيي الداخل، والآخذة بالتناقص على مدار الأعوام، يُدلّل من جهة على إرادة هذا الشعب العظيم وتمسكه بكامل حقوقه غير القابلة للتصرف، وإدراكه لمخاطر المرحلة ومحاولات إشراكه في شرعنة الاحتلال والضم والاستيطان والتهويد وإلغاء الوجود الفلسطيني من المدينة من جهة أخرى».

ودعا عريقات المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية خاصة إلى التصدي لانتهاكات الاحتلال وخروقاته المنافية للقانون الدولي، وتأمين الحماية الدولية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني، ودعم المدينة المقدسة التي تتعرض لحملة تطهير عرقي وهجمة استعمارية استيطانية مكثفة، بما في ذلك هدم المنازل ومصادرة الأرض والموارد، ومحاولة السيطرة الكاملة على الأحياء العربية بما فيها البلدة القديمة وسلوان، وفرض الضرائب، ومحاولة كسر إرادة المقدسيين بعقد بعض الصفقات العقارية مع قلة من الخارجين عن الصف الوطني والإجماع الشعبي، مؤكداً دعم القيادة الفلسطينية اللامحدود لمدينة القدس وصمود المقدسيين، حتى إنهاء الاحتلال الاستعماري وتجسيد سيادة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس.