abdullah
abdullah
أعمدة

رماد : تفاءل بالأقدار

31 أكتوبر 2018
31 أكتوبر 2018

عبدالله بن محمد المعمري -

لم تكن سحابة صيف عابرة، ولا وخزة دبوس تنبؤك عما يحدث، بل كانت أعمق من كل هذه وتلك، كانت بمثابة وجهة جديدة لتغيير كلي نحو الأفضل، ودرس يستفاد منه في قادم الأيام.

الأقدار مكتوبة قبل أن نولد، نسير في خطوط متعرجة حينا، وحينا آخر مستقيمة؛ لنصل إلى ذات النهاية المقدّرة التي هي بداية جديدة، لذا علينا ألا نفقد الأمل، ونواصل المسير، فالجلوس في منتصف الطريق ليس هو الحل أبدا.

أتحدث هنا عن دروس وعبر لمواقف حدثت، صعبة في تقبل النفس لها، ومؤلمة حدَّ البكاء، وقاسية جدا جدا لدرجة نظن أن بها النهاية، فإذا برحمة الله تفتح نافذة لحياة جديدة، ومشوار نحو الأفضل، فما أجمل أقدار الله.

التعثر الذي يصيبك وأنت تسعى وتأخذ بالأسباب، هو تنبيه للتريث والتفكير، وأخذ قسط من الراحة للتمعن في خارطة الطريق، ورؤية أوضح للمسار، ولربما يكون ذاك التعثر سببه لتغيير الاتجاه إلى الصواب. ليس هذا فحسب، لربما كانت التأخير عن الوصول سببا لنيل كمية أكبر من الإنجاز، وجني ثمار أوفر من الإنتاج، فليس كلّ تأخير شر، بل خير وفائدة.

فإلى أولئك الباكون على إخفاق، والمتشائمون من ردة فعل بعكس ما كانوا يصبون، وإلى المتألمون من التأخير للوصول إلى خط النهاية أقول: رب ضارة نافعة، وأن بعد عسرٍ يُسرَين، وأن أمر الله مقدّر، والرزق في اللوح مكتوب، وأن المؤمن إن أصابته سراء صبر فكان خيرًا له، وكل موقف يؤلمك تعلم منه درسا يرشدك ويلهمك، ودع أذى الناس لك في «حسبنا الله ونعم الوكيل» تكفيك، واجعل من إيمانك بقول الله تعالى «لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرا» فُسحة للأمل، والمضي قدما نحو الأفضل.