1027883
1027883
العرب والعالم

واشنطن: توقعات بتشديد السياسة الخارجية حال سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

الجيش الأمريكي ينشر 5200 جندي على حدود المكسيك -

واشنطن - (رويترز) : تقول مصادر بالكونجرس الأمريكي إن الديمقراطيين سيحاولون تشديد السياسة الأمريكية إزاء روسيا وكوريا الشمالية والسعودية إذا فازوا بالأغلبية في مجلس النواب الأمريكي في حين سيحافظون على الوضع الراهن في مناطق ساخنة مثل الصين وإيران.

وإذا فاز الديمقراطيون بما لا يقل عن 23 مقعدا إضافيا في الانتخابات التي تجري في السادس من نوفمبر القادم فسينتزعون السيطرة على مجلس النواب المكون من 435 مقعدا من أيدي الجمهوريين ليصبح لهم دور أكبر في رسم سياسة الإنفاق وصياغة التشريعات في إطار تحديهم لبرنامج الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية.

إلا أنه نظرا لضرورة التعامل مع مجلس الشيوخ، الذي يرجح أن يحتفظ الجمهوريون بالسيطرة عليه، من أجل إصدار مشروعات القوانين سيصبح أكبر تأثير للأغلبية الديمقراطية في الرقابة على الحكومة والقدرة على طلب عقد جلسات استماع وكذلك استدعاء الشهود إذا ما اقتضت الضرورة لأنهم سيتولون رئاسة لجان مثل الشؤون الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات.

أما إذا خالف الجمهوريون نتائج استطلاعات الرأي واحتفظوا بالسيطرة على مجلس النواب بعد حملات الدعاية التي قام بها ترامب على مدى أسابيع فمن المتوقع أن يتبعوا سياساته.

وسيتقاعد عدد من أصحاب الأصوات المعتدلة من ذوي النفوذ الأمر الذي سيمهد الطريق لتقوية التيار المحافظ في مجلس النواب إذا ما احتفظ الجمهوريون بالسيطرة والاهتمام بدعوات ترامب إلى قطع المساعدات عن أمريكا الوسطى وخفض ميزانية الشؤون الخارجية بنحو 30 في المائة.

روسيا

يخطط الديمقراطيون لإجراء تحقيقات فيما يتصل بروسيا مثل تحقيق في العلاقات والصراعات في مجال الأعمال بين ترامب وروسيا.

غير أن مجلس النواب سيسعى تحت سيطرة الديمقراطيين لمعاقبة روسيا على تدخلها في الانتخابات الأمريكية وعلى أنشطتها بما في ذلك عدوانها على أوكرانيا وتدخلها في الحرب الأهلية السورية.

وسيضغط مجلس النواب من أجل زيادة العقوبات بما في ذلك التدابير التي تستهدف الديون السيادية الروسية الجديدة. كما سيحاول الضغط على ترامب لتنفيذ كل العقوبات الواردة في قانون كاسح اعتمده على مضض في أغسطس 2017.

وقال إيلان جولدنبرج الذي عمل من قبل معاونا في الكونجرس ويعمل حاليا مسؤولا بوزارة الخارجية في مركز الأمن الأمريكي الجديد «سيضطر ترامب لتقبل سياسات لا يتحمس لقبولها».

كما تعهد أعضاء في الكونجرس بزيادة مساعيهم للحصول على معلومات عن القمة التي عقدها ترامب في الصيف الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك باستخدام سلطة الاستدعاء للشهادة إذا اقتضت الضرورة.

كوريا الشمالية

يقول الديمقراطيون إنهم عازمون على الحصول على معلومات عن اللقاءات التي عقدها ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو مع كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية إذ يساورهم القلق من أن يقدم ترامب تنازلات كبيرة لكيم في سبيل إبرام «صفقة عظيمة».

وهم يعتزمون دعوة مسؤولين بالإدارة للشهادة في جلسات علنية وجلسات مغلقة عن وضع المحادثات. لكنهم سيتوخون الحرص أيضا لأنهم لا يريدون أن يظهروا بمظهر من يتدخل في الشؤون الدبلوماسية وفي المساعي الرامية لمنع نشوب حرب نووية.

الصين

لا يتوقع المساعدون في الكونجرس والخبراء من خارجه أن تعني سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب تغييرات كبيرة في السياسة تجاه الصين. وسيعقد الديمقراطيون المزيد من جلسات الاستماع ويطالبون بالمزيد من الإفادات غير أن انتقاد الصين تجاوز الآن الخطوط الحزبية ولا يتوقع أن يتغير هذا الأمر.

وقد انضم ديمقراطيون بارزون مثل النائب آدم شيف الذي ينتظر أن يرأس لجنة المخابرات إلى الجمهوريين في تأييد التدابير الرامية للتضييق على الصين مثل التشريع الخاص بشركة زد.تي.إي وشركة هواوي تكنولوجيز باعتبارهما تمثلان مخاطر كبرى على أمن الانترنت.

ومثل الجمهوريين انقسم الديمقراطيون بشأن الحرب التجارية التي بدأها ترامب مع الصين. ويرى بعض أعضاء الحزبين أن التجارة الحرة عنصر يولد فرص العمل بينما يؤيد آخرون الرسوم الجمركية لحماية العمال في صناعات مثل الصلب والصناعات التحويلية.

إيران

ثارت ثائرة الديمقراطيين لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران الذي توصل إليه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في عام 2015. لكن ليس بأيديهم سلطة تذكر لتغيير هذه السياسة ما دام رئيس جمهوري في البيت الأبيض.

كذلك يخشى النواب من الظهور بمظهر من يفرط في التودد لإيران خاصة في ضوء معاداة طهران لحكومة إسرائيل. ولا تزال العلاقات القوية مع إسرائيل أولوية لكلا الحزبين رغم التعاون الوثيق المتزايد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والجمهوريين في الولايات المتحدة. في شأن منفصل قال قائد كبير في الجيش الأمريكي إن الجيش سينشر قوات قوامها أكثر من 5200 فرد، بينهم جنود مسلحون، لتعزيز جهود الرئيس دونالد ترامب لتأمين الحدود مع المكسيك للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين.

وقال الجنرال تيرينس أوشونيسي قائد القيادة الشمالية بالجيش الأمريكي في مؤتمر صحفي بواشنطن «أعتقد أن الرئيس قال بوضوح إن أمن الحدود قضية أمن قومي».

كان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أجاز الأسبوع الماضي استخدام القوات وغيرها من الموارد العسكرية عند الحدود الأمريكية المكسيكية.

واستغل ترامب، الذي ناهض الهجرة غير الشرعية في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2016، مسألة قافلة للمهاجرين في المكسيك تتجه صوب حدود الولايات المتحدة لحشد الدعم لحزبه الجمهوري قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في السادس من نوفمبر المقبل.

وتتراوح التقديرات لحجم القافلة بين نحو 3500 إلى ما يربو على مثلي ذلك الرقم. وتخلى بعض المهاجرين عن الرحلة، إذ ردعتهم المصاعب أو احتمال بدء حياة جديدة في المكسيك. وانضم إليها آخرون في جنوب المكسيك.