1027499
1027499
المنوعات

في تقرير لوكالة الأنباء العمانية: السلطنة وثلاثون عاما من الدعم والمشاركة في مشروع طريق الحرير

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

العمانية: شكّلت طرق الحرير التاريخية شبكة من الممرات التجارية البرية والبحرية وغطت الكثير من مناطق العالم بدءاً بعصور ما قبل التاريخ ووصولاً إلى يومنا هذا، وتلاقت على طولها شعوب تنحدر من شتى الثقافات والديانات وتتحدث لغات مختلفة، فتبادلت الآراء وتركت بصماتها على بعضها البعض.

كما شكّلت هذه الطرق جسراً بين الحضارات وساهمت على مدار آلاف السنين في تلاقي الشعوب والثقافات الآتية من شتى مناطق العالم، مما أتاح تبادل البضائع وحدوث تفاعل بين الأفكار والثقافات أسهم في رسم معالم عالم اليوم.

وبالنظر إلى دور السلطنة منذ أمد بعيد على طول «طريق الحرير» التاريخي واعترافًا بأهمية تأثيرها الرائد في مجال الحوار والتبادل، فإن السلطنة كانت أحد الشركاء في مبادرات اليونسكو لطريق الحرير على مدى السنوات الثلاثين الماضية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو: «كانت مسقط، عاصمة سلطنة عُمان الحالية، مركزاً استراتيجياً للتجارة والتبادل على امتداد طُرق الحرير البحرية التاريخية منذ القرن الثاني الميلادي، وتحتل هذه المدينة الواقعة عند خَوْرٍ على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، موقعاً جغرافياً مهماً للغاية عند ملتقى الطرق البحرية التي تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا.

وأضافت أن مسقط « كانت أيضاً محطة حيوية يتوقف فيها التجار سواء أكانوا مسافرين شمالاً عبر الخليج العربي إلى آسيا، أم غرباً على طول ساحل شبه الجزيرة العربية إلى أفريقيا، أم شرقاً نحو الهند والمحيط الهندي. وكانت مسقط، فضلاً عن ذلك، ميناءً آمناً يحظى بحماية طبيعية جعلته ملاذاً يأوي إليه البحارة الباحثون عن مكان يقيهم شرّ الأحوال الجوية السيئة ويأمنون فيه على أنفسهم، ويتيح لهم إصلاح سفنهم والتزود بكميات كبيرة من الماء العذب الزلال، وهذا أمر مهم للغاية للمسافرين في رحلات بحرية طويلة وغير مأمونة العواقب في الكثير من الأحيان».

وأوضحت المنظمة على منصة موقع «طريق الحرير.. الحوار، والتنوع، والتنمية» «أن مسقط كانت ميناءً مهماً للغاية لطُرق الحرير البحرية فيما يخص نقل التوابل من جنوب شرق آسيا، ونقل الحرير والمنسوجات من الصين، ونقل الأخشاب من الهند، فضلاً عن السلع الأخرى المستوردة من الشرق الأقصى، وكذلك فيما يخص تسلّم وتبادل البضائع القادمة من شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وآسيا». وأضافت إن مسقط كانت أيضا «بفضل موقعها الاستراتيجي، في صميم التجارة البحرية طوال التاريخ، وجعلها هذا الأمر محط أنظار الغزاة الراغبين في السيطرة على تلك الطُرق البحرية المربحة والمهمة».

وقال سعادة حسن بن محمد اللواتي المستشار بوزارة التراث والثقافة لشؤون التراث: «إن السلطنة لديها علاقات متميزة قائمة بينها وبين منظمة اليونسكو وتسعى الى تعزيزها، وتعمل تجسيدا للتوجهات الحكيمة التي قادتها الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على تعزيز الحوار والصداقة والتعاون بين الثقافات، كما تعمل على تعريف الأجيال بدور عمان الحضاري كإحدى أبرز نقاط الاتصال في شبكة من الممرات التجارية البرية والبحرية غطت الكثير من مناطق العالم بدءاً بعصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى يومنا هذا، وتلاقت على طولها شعوب تنحدر من شتى الثقافات والديانات واللغات، فتبادلت الآراء وتركت بصماتها على بعض نواحي الحياه اليومية».

وأضاف سعادته «وبالنظر الى دور سلطنة عُمان منذ أمد بعيد على طول «طرق الحرير» التاريخي، واعترافاً بأهمية تأثيرها الرائد في مجال الحوار والتبادل، فإنه لا بد من استعادة الذاكرة للتأكيد على أنها كانت أحد الشركاء في مبادرات اليونسكو لطرق الحرير على مدى السنوات الثلاثين الماضية ولعبت دورا حيويا في إنجاز مبادرة اليونسكو بعنوان «دراسة متكاملة لطرق الحرير، وطرق الحوار عام 1988-1997» وكانت «بعثة طريق الحرير البحري لليونسكو» واحدة من أبرز أشكال هذا التعاون، حيث نظمت البعثة بمكرمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي منح اليخت السلطاني «فلك-السلامة» لليونسكو لاستخدامه لأكثر من ستة أشهر خلال الفترة من أكتوبر 1990م إلى مارس 1991م في رحلة شارك فيها حوالي 100 عالم و45 صحفيا من 34 بلدا خلال 154 يوما للدراسة وتبادل الأفكار حول التفاعلات الثقافية والتراث المشترك وتعدد الهويات التي برزت وتطورت على طول هذه الطرق البحرية على مر القرون، وسافرت بعثة اليونسكو لأكثر من 27000 كم من مدينة البندقية (إيطاليا) إلى مدينة أوساكا (اليابان)، وزارت 27 ميناء تاريخيا في 16 بلدا على طول «طرق الحرير البحري».

وأوضح في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الرابع للشبكة الدولية لليونسكو «منصة طريق الحرير الرقمية على الإنترنت» الذي تستضيفه السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة ويختتم فعالياته اليوم «أن سلطنة عُمان واحدة من الدول الأعضاء التي قدمت الدعم السياسي والمالي للمبادرة الجديدة «منصة طريق الحرير على الإنترنت للحوار والتنوع والتنمية»، التي أطلقت في عام 2011م، والتزامها بإيمانها بالحوار بين الثقافات على طول «طرق الحرير» قدمت مساهمة بمبلغ من 50,000 دولار أمريكي لتمكين المنصة للوصول إلى جمهور أوسع، لا سيما في البلدان الناطقة باللغة العربية»، ونشر المعارف والمنح الدراسية التي وضعتها المؤسسات الأكاديمية والثقافية في هذه البلدان.

كما أشار سعادته إلى تنوع أوجه التعاون بين السلطنة ودول طرق الحرير، وقال: «بالأمس القريب احتفلنا مع أصدقائنا في جمهورية الصين الشعبية بتدشين النصب التذكاري لرحلة السفينة صحار التي أبحرت منذ 38 عاما (في الثالث والعشرين من نوفمبر 1980م وبمناسبة الذكرى العاشرة المجيدة لاحتفالات السلطنة بعيدها الوطني) من ميناء مسقط الى ميناء كانتون بجمهورية الصين الشعبية، وذلك لاستعادة ذكريات الرحلات البحرية التاريخية التي كانت تتم في القرون الماضية بين البلدين لتجسيد الدور الحضاري الرائد في ميدان الملاحة البحرية والتجارة الدولية التي اشتهرت بها من القدم لتبقى رمزا لذكرى هذه الرحلات ومنارة لاستلهام التعاون المستقبلي».

ومن جانبها قالت سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة في اليونسكو إن «السلطنة تتمتع بتاريخ طويل من التبادل الثقافي من خلال دورها المحوري في طرق الحرير، ومن خلال سياساتها التي تواصل الحفاظ على قيم الحوار والتبادل هذه، ساهمت طرق الحرير بكل أبعادها غير الملموسة التي تمثل الاحترام المتبادل والتنوع الثقافي في تشكيل عمان اليوم»، مؤكدة «أن السلطنة ملتزمة بقيم التسامح والتعايش والحوار والتي تحافظ على تراثها المتنوع الخاص بها».

وأشاد علي موسى ايي رئيس قسم التاريخ والذاكرة للحوار في اليونسكو بجهود السلطنة في دعم مشروع اليونسكو «طريق الحرير»، وقال لوكالة الأنباء العمانية:« لطالما كانت السلطنة منذ المرحلة الأولى للمشروع من الدول التي قدمت دعما سخيا لطريق الحرير بمكرمة من جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي منح اليخت السلطاني فلك السلامة لليونسكو لاستخدامه في رحلة حملت بعثة اليونسكو من إيطاليا إلى اليابان شملت بلدانا على طول طريق الحرير البحري، إضافة إلى جهودها اللاحقة في دعم العديد من المبادرة في هذا الإطار».

وأوضح انه منذ إطلاقه في عام 1988 تحاول «طرق الحرير» دراسة عمليات التفاعل الثقافي والحوار بين الثقافات والتأثيرات المتبادلة التي سهّلت التجارة والتبادلات على طول طرق الحرير، وحاولنا أن نفهم كيف تمكنت طرق الحرير من البقاء في ممرات ومساحات سلمية على الرغم من الاختلاف الثقافي بين الشعوب المشاركة في هذه التجارة».

وقالت رحمة بنت قاسم الفارسية مدير عام المتاحف ونقطة اتصال في الشبكة الدولية لليونسكو منصة طريق الحرير الرقمية: إن السلطنة ممثلة في وزارة التراث والثقافة تهدف من خلال استضافتها للاجتماع الرابع للشبكة الدولية لليونسكو «منصة طريق الحرير الرقمية على الإنترنت» إلى إبراز دورها الفاعل في المنصة وتعزيز العلاقة الجيدة مع منظمة اليونسكو. وأضافت أن وزارة التراث والثقافة كونها ممثلة السلطنة في الشبكة الدولية لليونسكو ونائبة رئيس الشبكة الدولية للمنصة تسعى إلى إبراز الدور الفاعل للسلطنة في هذه المنصة بالإمكانيات التي يمكن أن تقدمها في هذا المجال والنظرة المستقبلية للعناية بهذه المنصة خصوصا أن هذا الاجتماع يعقد في الذكرى الثلاثين لمشروع طريق الحرير. وتفعل وزارة التراث والثقافة أحد أهم مضامين رؤيتها ورسالتها من خلال المنصة الرقمية لطريق الحرير التي تعتبر من الفرص الجيدة لتعزيز مكانة السلطنة على الساحة الدولية وإبراز حضورها الإقليمي والعالمي من خلال العمل على نشر التوعية الإعلامية بشأن مشروع «طريق الحرير» للتراث المشترك من خلال تسليط الضوء على وجه الخصوص من جوانبه العابرة للحدود الوطنية التي تربط بين الناس من مختلف المناطق وتعزيز الحوار بين الثقافات والصداقة والتعاون لا سيما في صفوف الشباب والتعريف بـ«طريق الحرير» باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والترويج للأنشطة المتصلة بطريق الحرير، ونشر وترويج جميع أنواع المصادر والمواد ذات الصلة بالتراث المشترك لطريق الحرير والترويج عن التاريخ والإبداع والقيم والمعرفة المشتركة لطريق الحرير.

 

في ختام أعمال اجتماعات الشبكة الدولية لليونسكو

إعلان مسقط يثمن دعم جلالة السلطان لمشروع طريق الحرير

عمان : اختتم المشاركون في الاجتماع الرابع للشبكة الدولية لمشروع اليونسكو لطريق الحرير أعمال اجتماعهم أمس بإصدار بيان مسقط الذي جاء نصه: نحن، المشاركين في الاجتماع الرابع للشبكة الدولية لمشروع اليونسكو للطرق الحريرية، الذي عقد في مدينه مسقط نود ان نعرب عن امتناننا العميق لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان -حفظه الله ورعاه-، لدعمه المستمر لمشروع طرق الحرير. كما نوجه الشكر لوزاره التراث والثقافة، ووزارة التربية والتعليم في سلطنه عمان، والمندوبية الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو اللجنة الوطنية لسلطنه عمان لليونسكو لتنظيم هذا الاجتماع، والترحيب الحار وتهيئة ظروف العمل الممتازة والاقامه، كما نشكر اليونسكو لتأمين الظروف المناسبة للتنسيق مع البلد المضيف لعقد هذا الاجتماع في سلطنة عمان.

كما نعبر عن شكرنا للمتحف الوطني لسلطنه عمان، متحف بيت الزبير، النادي الثقافي، مركز نزوي الثقافي، وعلاوة على ذلك، نعرب عن امتناننا للقطاع الخاص العماني الذي دعم هذا الاجتماع.

وضم هذا الاجتماع 18 عضو من ممثلي البلدان من أفغانستان، وأذربيجان، والصين، وألمانيا، وجورجيا، وإيران، والعراق، وكازاخستان، وكوريا، وقيرغيزستان، ومنغوليا، وسلطنه عمان، والبرتغال، والروسية الاتحاد واسبانيا وتركيا وأوزبكستان، وخبراء اليونسكو، فضلا عن بعض الشركاء الاستراتيجيين للمشروع مثل وزاره الثقافة والسياحة في جمهوريه الصين، الصين متحف الحرير الوطني، IICAS (المعهد الدولي لدراسات آسيا الوسطي) ومؤسسه السلام العالمية الصينية.

نحن المشاركين، نتوجه بالشكر والتقدير بالعمل الذي اضطلعت به اليونسكو من خلال مشروع طرق الحرير وكذلك للدول الأعضاء في هذا المشروع من أجل التوعية ونشر المعارف والمعلومات بشان التراث المشترك طرق الحرير; كما اننا نثمن ونقدر عاليا الانشطه المختلفة المتعلقة بطرق الحرير التي نفذتها أو خططت لها سلطنه عمان في 2017 و 2018 م؛ وأتيحت لنا الفرصة لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في الشروع في الانشطه المتصلة بطرق الحرير وتعزيزها وتنفيذها، وكذلك في تطوير التعاون المثمر فيما بين الدول الأعضاء الممثلة في الشبكة الدولية لليونسكو؛ وتبادلنا وجهات النظر بشان الكيفية التي يمكن بها لتنفيذ الانشطه المتصلة بطرق الحرير ان تسهم في تحقيق أهداف برنامج الأمم المتحدة 2030م للتنمية المستدامة، وخطه العمل المحددة للعقد الدولي للتقارب بين الثقافات ( 2013-2022م)، ولا سيما المناقشة الحالية بشان الحوار بين الثقافات.

وناقشنا المبادئ والتوجهات الاستراتيجية التي ينبغي ان تسترشد بها خطه عمل الشبكة الدولية ل2019-2020م، والسبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها، فضلا عن اشراك أعضائها والتعاون، والاستفادة من خبراتهم.