1027344
1027344
المنوعات

النادي الثقافي ينظم حلقة نقاشية حول تجارب المكتبات الأهلية العامة

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

ناقشت واقع المكتبات والتحديات التي تواجهها -

بهلا ـ أحمد بن ثابت المحروقي -

نظم النادي الثقافي بالتعاون مع مكتبة الندوة العامة ببهلا صباح أمس حلقة نقاشية حول تجارب المكتبات الأهلية العامة في الثقافة العمانية المستدامة وذلك بمقر مكتبة الندوة العامة بولاية بهلا بحضور سعادة سالم بن حمد المفرجي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بهلا وبحضور أعضاء المجلس البلدي وعدد من رؤساء المكتبات الأهلية وممثلي وزارة التراث والثقافة والنادي الثقافي والمهتمين بالجانب الثقافي وطلبة المدارس.

وسلطت الحلقة النقاشية الضوء على تجارب عدد من المكتبات الأهلية العامة في السلطنة من خلال استعراض تجارب هذه المكتبات في الثقافة العمانية المستدامة في الحلقة التي أدارها الكاتب والصحفي محمد بن سليمان الحضرمي، وشملت الحلقة عرض ست تجارب للمكتبات المشاركة، والتي حققت استدامة بوصفها مكتبات أهلية عامة.

تجربة مكتبة الندوة العامة

بداية قدم سالم بن عبدالله الهميمي رئيس مجلس إدارة مكتبة الندوة العامة ببهلا ورقة بعنوان «الريادة وتكامل الخدمات الثقافية والمعرفية للمكتبة» عرف في مقدمتها بمفهوم الريادة في الجانب الثقافي ومبينا رؤية ورسالة المكتبة وقدرتها على المبادرة والابتكار والاستمرار والديمومة في تقديم برامج وحلقات ومشاريع ثقافية مستندة الى أهداف ورؤية ورسالة المكتبة والحرص على الرقي والعمل على استيعاب المواهب الواعدة في القطاع الثقافي والمعرفي ووضع الوعي بالقضايا الرئيسية المؤثرة، كما استعرض الأهداف الطموحة للمكتبة وجهودها في بناء استراتيجية قابلة للتنفيذ من خلال وجود عناصر بشرية مؤمنة بالاستراتيجية وتحويلها إلى واقع ملموس. بعدها تناول تعريفا بالمكتبة التي افتتحت في نوفمبر 1996 وتشرف عليها وزارة التراث والثقافة وتقدم خدماتها المجانية لجميع المرتادين ويشرف عليها لجنة المؤسسين، ومجلس إدارة منتخب. وأكد الهميمي بأن من أهداف المكتبة توفير الكتب لترغيب الناس في المطالعة وتوفير جو الحوار ورفع المستوى العلمي والفكري وحل مشكلة الفراغ لدى الشباب والعمل على التبادل الثقافي مع المكتبات الأخرى، مشيرا إلى أن المكتبة تحتوي على العديد من الموارد البشرية والمادية، ومن ثم استعرض الهميمي إنجازات المكتبة وفعالياتها في العام الحالي ومن أبرزها تنفيذ مسرحية الإمام الربيع بن حبيب وورشة المكتبات المنزلية وندوة الشيخ أبي الحسن شحاته وحلقات شهرية من أرفف المكتبة ومنهل الندوة وندوة التبرع بالدم والحجامة من منظور طبي وعلمي وأثر الأفكار والسلوك ومسابقة مكتبة الندوة في القراءة والترجمة والأدب ومهارات السياقة الذكية وندوة الأمراض الجلدية وعلاجها. بعدها كشف عن مكانة المكتبة العلمية والجوائز التي حازت عليها والتي من أهمها فوز المكتبة بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي 2012 .

الاستثمار الثقافي

وفي الورقة الثانية استعرض حمد بن محسن العبري تجربة مكتبة الشيخ محسن بن زاهر العبري في مجال الاستثمار الثقافي لهذه المكتبة التي افتتحت عام 2012 حيث قدم في بداية حديثه الشكر للنادي الثقافي ولوزارة التراث والثقافة على الجهود التي تبذل في مجال الحراك الثقافي

مبينا أن الشيخ محسن العبري كان محبا للثقافة ومحبا لخدمة المجتمع وقد أورث هذه المكتبة خدمة للمجتمع وسعيا لنشر الثقافة وهي تقع وسط ولاية الحمراء مستعرضا الصعوبات التي واجهت المكتبة في بدايتها ومن أهمها الفهرسة وفصل مقتنيات المكتبة التراثية عن الكتب وأشار إلى أن المكتبة كانت تضم 3 آلاف عنوان كتاب وأصبحت 6 آلاف عنوان بعد الترتيب، وتعمل المكتبة على تشجيع القراء من خلال ركن القراءة وركن الطفل وإطلاق مسابقة اقرأ والتي شارك فيها 220 طفلا ومسابقة قراءة كتب أطفال من المكتبة وتلخيصها وركن الشباب والركن العلمي وعمل دورات في الريبوت والبرمجة والعلوم والورش المختلفة وعمل مسرح ومعرض مقتنيات تراثية واستعرض العبري جهود التسويق للمكتبة وإنجازات المكتبة والتي من أهمها افتتاح بيت الحمراء التراثي وافتتاح المسرح وعمل دراسة عن فلج الحمراء وطباعة عدد من الكتب والمشاركة في المعارض وافتتاح ركن الطفل وتسجيل زيارة المكتبة من قبل عدد من الشخصيات، وتناول العبري عددا من الصعوبات التي تواجه المكتبات ومن أهمها الموارد المالية واقترح نقل الجانب الثقافي من وزارة الشؤون الرياضية بالأندية إلى المكتبات وتحويل الدعم المالي المقدم للأندية في المجال الثقافي لهذه المكتبات كما اقترح اعتماد يوم سنوي للمكتبات الأهلية ودعا إلى التكاملية بين المكتبات وعمل مسابقة سنوية وتكريم المكتبات المجيدة ومنح المكتبات أراضي ومباني مستقلة والوصول بالمكتبات لتكون مراكز ثقافية.

التحول لمركز ثقافي

وقدم سيف بن سالم البوسعيدي مدير مركز منح الثقافي تجربة مركز منح الثقافي في التحول من مكتبة عامة إلى مركز ثقافي أهلي مبينا بأن مكتبة العلامة محمد بن مسعود البوسعيدي افتتحت عام 1997 في عام 2009 بدأت تتبلور فكرة التحول من مكتبة إلى مركز ثقافي من خلال التخطيط والعمل الجاد وفي عام 2017 اكتملت جميع المباني بمساحة تقدر بـ 3 آلاف متر مربع ليضم المركز 25 قاعة ونادي علمي وفصول دراسية ووورش 6 مكاتب إدارية وقد بدأ المركز أعماله وأنشطته العام الماضي، وتناول البوسعيدي رؤية ورسالة المركز وأهدافه والتي من أهمها توفير المصادر العلمية وتطوير الخدمات المكتبية لتمكين الباحثين وتعزيز الوعي للعناية بتنمية الثقافة والمعرفة وترسيخ السلوك الثقافي، ويدير المركز إلى جانب مجلس المؤسسين فرق عمل تخصصية تتمثل في فريق المكتبة واختصاصاته وفريق النادي العلمي للابتكار وفريق الوثائق والمخطوطات وفريق برامج القرآن الكريم وفريق الشفاء وفريق نادي القراءة وفريق الثقافة وتنمية المعرفة وفريق برنامج مكتبتي نماء وفريق التواصل والإعلام وفريق الدعم المالي والاستثمار وفريق الدعم الفني، وقدم البوسعيدي نماذج لفعاليات وأنشطة المركز.

العناية بالمخطوطات

وشاركت مكتبة ذاكرة عمان العامة بورقة تجربة المكتبة في مجال العناية بالمخطوطات العمانية قدمها الباحث محمد بن عامر العيسري مبينا دور مركز ذاكرة عمان مع المخطوطة العمانية والجهود الرسمية والأهلية في مجال المخطوطات مشيرا إلى أن الإحصائيات إلى الآن تعد خجولة حيث تشير البيانات الأولى إلى 2800 مخطوط تم جمعها وهذه تعد أرقاما بسيطة أمام تاريخ عمان والحضارة العمانية إلى جانب 30 ألف مخطوط لم تسجل وربما يصل إلى الضعف. وأوضح العيسري بأن المشروع انطلق عام 2013 وكشف بأن محافظة الداخلية ما رصد بها عدد قليل من المخطوطات، مستعرضا التحديات التي تواجههم حيث لا يزال عدد من الأهالي متحفظا على ما في حوزته من مخطوطات إلا أنه ومع تزايد الوعي ووجود التقنيات التي يسرت نقل الوعاء من ورقي إلى رقمي وظهور جيل من الدارسين والباحثين مكنوا مما كان عند آبائهم ساهم في تجاوز الصعاب وأشار العيسري إلى أن محافظة شمال الشرقية حققت المركز الأول في مجال رصد المخطوطات.

الأنشطة القرائية

واستعرض حمود بن سعيد العيسري تجربة مكتبة السباخ العامة في ولاية إبراء في الأنشطة القرائية للمكتبة تحت شعار (نقرأ لنحيا) موضحا أن المكتبة تركز على القراءة باعتبارها مدخل الإنسان للعلم حيث قامت المكتبة بنشر رسالة القراءة مع وجود أنشطة أخرى وتنفيذ العديد من المسابقات التحفيزية منها مسابقة من يقرأ معي كتابا والقراءة مع ولي الأمر وأنشطة قرائية أخرى ومهرجان القراءة للطالبات ونجوع فنقرأ ورحلة لمعرض الكتاب ووقف الكتاب ومشروع سفراء القراءة.

تجربة وقفية

وفي الورقة الأخيرة قدم أحمد العبري تجربة مكتبة وقف الحمراء الأهلية والتي افتتحت 1996 وأوقف لها نصف أثر ماء من فلج العراقي بولاية عبري لشراء الكتب وتعد المكتبة من أوائل المكتبات الأهلية المسجلة بوزارة التراث والثقافة، مستعرضا بدايات العمل في المكتبة وإدارتها ومجلسها الدائم وإدارة المكتبة المنتخبة كل ثلاث سنوات، وتحدث عن أقسام المكتبة ومحتوياتها من الكتب والأشرطة السمعية والبصرية والمخطوطات وآليات المتابعة والتقييم بالمكتبة والصعوبات التي تواجه المكتبة ومن أبرزها قلة الوعي لدى بعض فئات المجتمع بأهمية دور المكتبة في المجتمع. واختتمت الجلسة الحوارية بالمناقشات التي تناولت العديد من الأطروحات التي تتعلق بعمل المكتبات وآلية التغلب على الصعوبات ورفع عدد من المقترحات.