1023671
1023671
المنوعات

أهمية القصة في مسرح الطفل

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

يسعى مسرح الطفل إلى تحقيق المتعة والمعرفة للطفل، متبعا وسائل عدة لتوصيل رسالته. ويقدم هذا المسرحَ الصغارُ للصغار أو يقدمه الكبارُ للصغار أو الاثنين معا. عندما يقدم الكبار مسرح الطفل، فإنهم يقلدون الصغار، وينتهجون أساليب محببة إلى قلوبهم كالرقص، والغناء، والأداء الاستعراضي، ويحكون القصص بأسلوب سردي مشوق، يجذب الطفل إليه. ومن العناصر المهمة في مسرح الطفل الموضوع أو القصة التي يفترض أن تتصف بالمتعة والترفيه وإذكاء الأخلاق الأصيلة والقيم في نفسية الطفل. تكمن أهمية مسرح الطفل في أسباب عديدة، منها كونه وسيلة للتسلية والمعرفة، وهو يثري قاموس الطفل اللغوي، وينمي لديه الذائقة الفنية بأسلوب أخلاقي وحضاري. كما أنه يكسب الطفل الثقة بالنفس ومواجهة الآخر، ويعزز قدرته على الصبر وتحمل الصعاب وامتصاص الطاقة السلبية والإحساس بالتوتر لديه، وهذا المسرح يعالج الانطواء وعيوب النطق. وتتعدد أساليب القصص، والحكايات سواء كانت مكتوبة بلغة نثرية أو شعرية. وتعرف القصة بأنها «أسلوب إبداعي من أساليب البيان، ينهج فيه القاص تتبع الأثر، معتمدًا على جملة عناصر أهمها: الموضوع والشخوص والحبكة والهدف». تتناسل الحكايات من رحم الإبداع، وهي الوسيلة المُثلى لإيصال مضمون القصة للجمهور، بأسلوب مشوق ومثير، يجعل الصغار يتابعون ويتساءلون ماذا يحدث بعد ذلك عبر الحوادث مرتبة ترتيبًا زمنيًا؟. وهي كما يقول فورستر، أدنى وأبسط التراكيب الأدبية ولكنها العامل المشترك الأعظم بين جميع الكائنات المعقدة المعروفة بالروايات. بشكل عام فإن النص المسرحي يتضمن القصة ذات الحبكة الدرامية المحكمة، والشخصيات البسيطة، إضافة إلى الحوار المسرحي ذات الطابع القصصي. ويستفيد مسرح الطفل من القصة المشوقة والمثيرة للخيال الخصب، يصحبها الأداء الحركي والاستعراض الغنائي. وفي سلطنة عمان تتنوع التجارب المسرحية التي قدمها المسرح عبر مسيرته التاريخية، بين الأعمال المسرحية التقليدية ذات الحوار السردي التي تتوجه إلى الجمهور عامة، وبين تلك التي تخاطب النخبة الفنية. وعلى صعيد مسرح الطفل العماني فقد شهد تقديم تجارب مسرحية متواضعة. وبشكل عام، فإن هناك تردد كبير عند الشروع في خوض غمار الكتابة لمسرح الطفل. ويرجع لأهمية هذا الفن لاتصاله بتركيبة كيان الطفل. ولم تتجاوز نسبة المسرحيات المكتوبة للأطفال في الوطن العربي ما بين (1-2%)، عما يكتب وينشر من أدب الطفل على مستوى الوطن العربي، وإن تفاوتت هذه النسبة من بلد عربي إلى بلد آخر. ويعود تاريخ أول ظهور لمسرح الطفل في سلطنة عمان إلى عام 1972م، ومنذ ظهور هذا الشكل المسرحي كأحد الأوجه الثقافية والمسرحية، واجه العديد من الظروف والإشكالات التي أعاقت تطوره. اقتصر الإنتاج المسرحي على تقديم تجارب مسرحية متفرقة لبعض الفرق المسرحية. وكان ذلك سببا في اضمحلال هذا الفن، واقتصاره على المسرح المدرسي، الذي يعد جزءًا من مسرح الطفل.

وهناك أشكال متعددة لمسرح الطفل تستوعب القصة، وتتفاوت درجة احتواء هذا العنصر، حسب كل نوع، ومرحلة زمنية: المسرح التلقائي:يعتمد هذا المسرح على الحركة والتلقائية بما يتناسب وطبيعة الطفل الحركية، لذلك كان من الأجدى استغلال الطاقة الحركية وجعله يستمتع باللعب والرقص وتفريغ الطاقة لديه من خلال تقديم مسرح تلقائي يميل إلى التعبير الحر التلقائي. المسرح المدرسي: تكون القصة في المسرح التربوي واضحة المعالم، فالطفل (الطالب) يكون لديه الوعي والإدراك حول ما يقدم له، ويستطيع استيعاب القصة والتفاعل مع شخصياتها وأحداثها، وعلى الأغلب تكون القصة مأخوذة من المقررات الدراسية، ويمكن تدريب الطلبة على الأداء المسرحي تحت إشراف المدرس. ويخضع هذا المسرح لموسمية العملية التربوية، إذا يقتصر وجوده على المناسبات الرسمية مثل العيد الوطني، وتعرض أعماله في أطار المؤسسة (المدرسة). وعند الشروع في كتابة نصوص مسرحية فإنه يجب الأخذ في الاعتبار الأبعاد التربوية والاجتماعية والنفسية والتربوية والبيولوجية بأسلوب جمالي يبتعد عن الطرق التقليدية. ويهدف المسرح المدرسي إلى إشباع حاجات الطفل الفكرية والنفسية والاجتماعية والعضوية، بغية تحقيق نوع من التوازن لدى الطفل والتكيف مع الذات والموضوع. مسرح العرائس(الدمى): يعد مسرح العرائس أو الدمى من أهم أنواع مسرح الطفل. تتسم القصة في مسرح العرائس بالشفافية والوضوح في الحوار. حيث يتفاعل الطفل مع أحداثها وشخصياتها. ويؤدي هذا النوع المسرحي شخص واحد أو أكثر من شخص، بواسطة دمى تحركها أيدي اللاعبين من تحت المنصة أو بواسطة الخيوط. فمسرح العرائس هو مسرح الدمى والكراكيز.

ظهر مسرح العرائس قديما عند المصريين القدامى (الفراعنة) والصينيين و بلاد ما بين النهرين و تركيا بيد أن اليابانيين. أصبح هذا المسرح إحدى أدوات التعليم والتلقين. مسرح خيال الظل: يعد فن خيال الظل من الفنون التي لاقت استحسانا لدى الصغار والكبار، وتوظف فيه الأشعة الضوئية لتشخيص النماذج البشرية والحيوانية والجمادات، وتكون على هيئة ظلال بصورة تنعكس على شاشة خاصة باستعمال الأيدي و الأرجل وبعض الصور. ختاما، تُعد القصة من العناصر المهمة في خلق الإبداع في الأجناس الأدبية والفنية، وبدونها يتحول العمل الإبداعي إلى قالب أجوف، لا معنى له، يفتقد إلى الجانب الإنساني. ومسرح الطفل من المسارح التي تحتفي بالقصة بأنواعها المروية والمصورة. لكونه يخاطب الطفل، الذي تطربه القصة وأحداثها المثيرة وتنمي الخيال لديه.

ورغم أهمية فن مسرح الطفل ودوره الفاعل، إلا أن الإنتاج المسرحي يقف متواضعا، أمام الكم الهائل من النتاجات الفنية والأدبية التي تقدم للبالغين.

وحال مسرح الطفل في سلطنة عمان، لا يختلف كثيرا عن حال مسرح الطفل في بعض البلدان العربية، فهو شحيح الظهور، ويقتصر حضوره على إطار المسرح المدرسي، لندرة الجهات الراعية لهذا الفن الذي يخص الصغار. ولو كان هناك تخطيط واهتمام بهذا المسرح لاستطاع أن يسير جنبا إلى جنب مع مسرح الكبار في تنمية الثقافة المسرحية في المجتمع.

يعد العمل في مجال مسرح الطفل، من الأعمال المركبة التي تحتاج إلى جهود حثيثة بين أكثر تخصص ومجال علمي، مثل: علم النفس، والتربية، علم الاجتماع، وعلم اللغة..إضافة إلى حضور متخصصين في مجال اللعب الحركي...لذلك نأمل أن نرى هذه القطاعات تعمل سويا لتأسيس وتكوين مسرح للطفل العماني برؤى جمالية وفنية.