Ahmed-New
Ahmed-New
أعمدة

نوافذ : هل تشغلكم .. «نهاية الأسبوع»

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

أتابع مجموعة التعليقات التي تتوزع عبر صفحات الـ«واتس أب» سواء تلك المتعلقة بيوم الخميس، أو تلك المتعلقة بدوام يوم الأحد، حيث يعمد كاتبوها، أو رساموها المزج بين «الجد واللعب»؛ لذلك تأتي فيها من الطرافة ما فيها، وفيها من وخز الـ«إبر» ما فيها، وفي كلا حالتيها تتلقى الـ«وظيفة» المأزق الناشئ عن تداعيات الأمرين، لأنه في الأولى يوم «الخميس» هناك حرص مطلق عند كثير من الموظفين على الاستئذان قبل انتهاء وقت الدوام الرسمي لذرائع كثيرة «مفتعلة: زحمة، المرور على أخ أو أخت في الكلية الفلانية، وحتى المدارس لم تعد تسلم من هذه الناحية، وهناك شكوى مثارة اليوم من قبل مديرات ومديري المدارس متعلقة بهذا الجانب، حيث يأتي ولي الأمر ليأخذ ابنته/‏‏ ابنه قبل نهاية الدوام الرسمي من المدرسة، مع أن أغلب المدارس تغلق أبوابها قبل الواحدة ظهرا، أو عند هذا التوقيت، فإذا ولي الأمر يمر على ابنته/‏‏ ابنه، قبل هذا التوقيت، فمتى خرج من وظيفته، وما ذنب الوظيفة لأن يضحى بحقها من الوقت، مقابل أن يمر هذا الأم/‏‏ الأم على أطفالهما في هذا الوقت المبكر من المدرسة، ما ذنب المدرس إذا لم يكمل المنهج الدراسي في ظل هذا الواقع، هذا إذا سلمنا أن نظام الدراسة في الجامعات والكليات المماثلة مختلف من حيث توقيت المحاضرات، وهو الذي لا يتحقق في المدارس التي يداوم فيها الطلاب في وقت واحد محدد، ويخرجون في وقت واحد محدد.

أما في الثانية يوم «الأحد» فربما أقل ضررا إلى حد ما، ولو أن جل الموظفين والطلبة يأتون منهكين من إجازتهم، والأسباب معروفة أيضا، ومعنى هذا أن دوام اليومين (الخميس والأحد) في مهب الريح؛ إن تجوز التسمية؛ كل هذا يحدث؛ لأن هناك عطلة اسمها «عطلة نهاية الأسبوع» هذا في شأن البداية والنهاية، أما واقع العطلة نفسها أصبحت «مشكلة» عند كثير من الأسر، والمشكلة تكمن في توظيف هذين اليومين، من حيث استغلال أوقاتهما فيما يخدم جميع أفراد الأسرة، فإذا استطاع رب الأسرة أن يوجد في عطلة نهاية الأسبوع متنفسا لأفراد أسرته كالخروج في رحلة بأسبوع ما، فليس الأمر سهلا الخروج في رحلة أخرى في الأسبوع التالي، وإذا تيسرت الهمة والنية لزيارة أرحام يبعدون مسافة العشرات من الكيلومترات، فتكرار التجربة ذاتها في الأسبوع التالي أيضا؛ ليس يسيرا، فهذا الأب، وهذه الأم، هما يحتاجان أيضا لأن يستريحا من عناء أيام عمل امتدت (5) أيام متتابعة.

ومما يصعب الأمر أكثر هو عدم وجود خيارات ترفيهية كثيرة، فلا المجمعات الكبيرة تسعى لإقامة فعاليات ترفيهية، إلا في مناسبات محددة فقط، ولا الحدائق العامة تتبنى مثل هذه الأفكار خدمة للجمهور، على الرغم من تهيئتها لاستيعاب مثل هذه الفعاليات، ولا مؤسسات المجتمع المدني عند إداراتها هذا التوجه، ولا حتى الشركات بتخصصاتها المختلفة تتبنى مثل هذه الأفكار، على الأقل تستطيع من خلالها أن تروج لنفسها، وتوفر أكثر مما تدفعه لمنافذ الإعلانات الأخرى. نعم، تزخر الكثير من المواقع بجمال طبيعي غير منكور، لكن الأطفال لا تأسرهم الطبيعة كثيرا، فهم يريدون أن يمرحوا ويلعبوا، فجمال الطبيعة للعواجيز، الذين يأسرهم الهدوء وعدم الإزعاج، أما الأطفال فبخلاف ذلك تماما.

منذ سنوات كتب أحد الزملاء مقالا نشر في إحدى الصحف تحت عنوان: «مسقط بلا قلب» حيث يشير إلى أنه لا يوجد متنفس ترفيهي/‏‏ تسويقي في مكان واحد في العاصمة مسقط، وما ينطبق على مسقط المدينة/‏‏ العاصمة، ينطبق على كل الحواضر العمانية، وإن تيسرت حديقة - بها خدمات متواضعة - في بعضها يظل أغلبها يفتقر حتى لمثل هذه الحديقة البسيطة.

لعلنا من نتوجه إليهم بالخطاب هنا، هم أعضاء المجالس البلدية، حيث إن كثيرا مما ذكر أعلاه هو من (اختصاصكم).