1027063
1027063
الاقتصادية

بداية مبشرة لموسم صيد السردين في ولاية طاقة

30 أكتوبر 2018
30 أكتوبر 2018

غالبية الإنتاج يوجه للأعلاف الحيوانية -

تغطية وتصوير - أحمد بن عامر المعشني -

بدأ موسم صيد السردين في ولاية طاقة بمحافظة ظفار وهو موسم سنوي يمارس منذ القدم ولا زال الكثير من المواطنين يشاركون فيه في مجموعات يرأسها ربان وحاليا تتواجد أربع مجموعات وتتكون من 20 إلى 30 فردا. ويعتمد اصطياد أسماك السردين على العمل الجماعي المنظم فهو عمل شاق ويحتاج إلى المهارة والدقة والصبر والهدوء، حيث إن طريقة صيدها تمر بعدة مراحل متلاحقة بدءا من تحديد الموقع ورمي الشباك وسحبها إلى الشاطئ وانتهاء بتحميلها إلى موقع التجفيف وبيعها كعلف للحيوانات.

جريدة « » التقت أحمد بن بخيت العوائد وهو ربان لضاغيته التي أنشأها منذ عام 1985، حين كان قد عاد لتوه من البحر وبصدر رحب تحدث بالرغم من التعب الناجم عن مكوثه لساعات طويلة في البحر وهو يسارع الأمواج والتيارات والدوامات البحرية بالإضافة إلى الشمس الحارقة وبرودة مياه البحر وهو يدير عملية صيد السردين بمهارة وإتقان وثقة من خلال خبرة تراكمية امتدت لأكثر من 33 عاما.

قال: إن عملية صيد السردين تتم عبر مجموعة من المواطنين يطلق عليهم النواخذة، حيث نقوم قبل بدء الموسم بتجهيز الحبال والشباك والقوارب وكل ما يلزم ذلك من أدوات يحتاجها الصيادون خلال موسم صيد السردين والذي يبدأ من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر فبراير من كل عام، وأضاف العوائد :أن عملية الصيد تبدأ منذ الصباح الباكر بالخروج إلى البحر للقيام بجولات وتتبع حركة طيور النورس التي عادة ما تكون خلف كميات كبيرة من السردين (العومة) أو القيام بالبحث عن البقع الداكنة في البحر التي تدل هي أيضا على تواجد كميات من السردين وتجرى عملية محاصرة أسماك السردين بعد تحديد مواقع تواجدها من خلال إنزال الشباك وربطها من الجانبين بحبال طويلة على شكل هلال ثم نصف دائري بعدها يتم تدريجيا تضييق (الجريف) لجمع كمية كبيرة من أسماك السردين بعدها يتم سحب الجريف الممتلئة بالسردين إلى الساحل بواسطة النواخذة وسيارات الدفع الرباعي. ويقود الضاغية الربان بالإضافة إلى 3- 4 أشخاص يسمون البحارة لخبرتهم في عملية الغوص في أعماق البحر لمراقبة حركة السردين ومحاصرتها عن طريق السيفة.

وعن توقعاته لمحصول هذا الموسم من السردين قال أحمد العوائد: بدأ هذا الموسم بصيد العومة صغيرة الحجم وهذا حسب روايات ربابنة البحر من كبار السن يستبشرون بمحصول جيد من أسماك السردين وأضاف العوائد :أن هذا العام ولأول مرة في حياتي أرى البحر في حالة هيجان وتيارات قوية وأخاديد عميقة وقد يعود ذلك إلى تأثيرات الأنواء المناخية التي تعرضت لها محافظة ظفار مؤخرا مما تسبب هذه العوامل الطبيعية في صعوبات على عمليات الصيد كالأضرار بالشباك والسيفة.

وعن مكونات الضاغية يقول أحمد العوائد: إنها تتكون من قاربين مجهزين بأربع مكائن بقوة ( 40 -60) حصانا وجريف بطول 50 مترا، نصف الجريف يحتوى على 1600 عين وهو مقدمة الجريف، أما النصف الآخر فيحتوى على 1400 عين بالإضافة إلى سيفتين كل سيفة طولها 300 متر وتحتوي على حبال من الأعلى إلى الأسفل ويكون الجانب الأسفل مربوطا بأحجار على طول السيفة، أما الجانب العلوي فيحتوى على حبال وعوامات بالإضافة إلى كمية كبيرة من الحبال والتي يبلغ طولها 100 متر. وحول الصعوبات التي توجههم أشار إلى أن المشاريع السياحية على الشواطئ تسبب لأصحاب هذه المهنة صعوبات إضافية لأنه يمنع الاصطياد قربها، وهذه الحرفة قديمة وذات عائد اقتصادي للكثير من المواطنين كما أن هذا المورد ينعكس على أصحاب الثروة الحيوانية الذين يعتمدون على السردين كمادة علف لحيواناتهم وإمدادها بالبروتين الطبيعي.

ومن خلال مشاهدتي التي استغرقت حوالي ساعتين في مراقبة عملية صيد السردين والتقاط الصور لعملية الصيد لاحظت حماسا شديدا ورغبة في العمل من قبل النواخذة وهم يتلقون الإشارات الصادرة من قبل الربان وهو في وسط البحر لتوجيههم في تحريك موقع السيفة لمحاصرة السردين وعدم إفلاتها من الشباك فقد كان النواخذة يديرون عملية نقل السيفة بخفة وبمهارة حتى لا تفلت منهم السردين أو يحدث تمزق في السيفة أو الشباك بالإضافة إلى تحمل النواخذة كميات كبيرة من السردين على ظهورهم بواسطة الشاية. وللتخفيف على الصيادين من مشاق الصيد كانوا يرددون الأهازيج وأغاني العمل من أجل شحذ الهمم ورفع المعنويات لأنهم يعملون في ظروف الشمس وحرارة أسماك السردين والبلل والعطش والجوع.

وتعتبر عمليات الصيد مادة خصبة للمصورين العمانيين وغير العمانيين إضافة إلى السياح الذين يتواجدون لمشاهدة طرق الصيد وهم يستمتعون بالمشاهدات الحية لكل العمليات التي تتم في فترة الصيد وبالفعل هذا ما شاهدناه أثناء تواجدنا من قبل بعض السياح الأجانب وهم يلتقطون الصور لعمليات صيد السردين.