tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :رفاهية الفنادقد

29 أكتوبر 2018
29 أكتوبر 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

عملت الفنادق وخاصة الدولية الراقية على إرساء مجموعة من التقاليد والقوانين الصارمة، والتي أصبحت على مر السنوات ضروريات لأي فندق يبغي الحفاظ على مستواه الرفيع ، ومن هذه التقاليد تغيير شراشف الأسرّة والفوط يوميا ، رفاهية أصبحت ترهق الفنادق ، فيوميا هناك جبال من الفوط والشراشف وأردية حمام السباحة تنتظر الغسيل والتعقيم والكوي. وكما بدأت هذه التقاليد بدأنا نلاحظ التغيير التدريجي، فهناك بطاقة موجودة على استحياء على طاولة السرير، وفي الحمام تتحدث عن توفير المياه والبيئة الخضراء ، وتعطي ملاحظة بلطف ، بأنه إذا رغبت بتغيير الفوط وشراشف السرير فأعلمنا بوضع البطاقة في مكان ما. بعض الفنادق اتخذت قرارا داخليا بتغيير الشراشف بعد عدد محدد من الأيام . وصرنا نلاحظ وجود ملاحظة على استحياء أيضا بأن مياه الصنبور معقمة وصالحة للشرب، موجودة بجانب عبوات مياه الصحة . وكان بعضها حاسما عندما تخلي عن عبوات  المياه في أوقات البوفيه المفتوح ، فالنادل يأتي بماء الصنبور في إبريق زجاجي أو معدني أنيق ، ويضعك أمام الأمر الواقع ببساطة شديدة . حتى البوفيه المفتوح لحقته التغييرات ، فالبوفيهات التقليدية الفخمة  - عدا الإفطار- والتي كانت تسبب التخمة وتلبك المعدة أصبحت تختفي، ويستعاض عنها ببوفيه مقبلات وسلطات متنوعة ، بدون طبق رئيسي، ونوع واحد أو نوعان من الحلوى فقط.

بعض الفنادق الدولية كانت أجرأ في اتخاذ قرار بتعليق عبوة غسول يد، وعبوتي غسول شعر وجسم، تملأ كلما فرغت ، فلا مزيد من العبوات الصغيرة والمتنوعة والتي تفننوا فيها ، وكانت تسبب هدرا.

صنعت رفاهية بتقاليد وقوانين صارمة، فرضت على كل الفنادق الدولية، ثم تم الاكتشاف انها مكلفة جدا وباهظة ومضرة للإنسان والبيئة المحيطة، فقد اصبح دعاة الصحة في الغرب ينادون برفيع الصوت بأن عبوات مياه الصحة غير جيدة للإنسان، لأنها نوعية ضعيفة من المياه، وان مياه الصنبور افضل وأحسن لتكامل الأملاح فيها!

نلاحظ هذه التغييرات السريعة عندما نسافر إلى الغرب، وندرك أنها آجلا أو عاجلا ستصلنا، فهي مسألة وقت فقط، وندرك كم من الأمور المبالغ فيها كانت قوانين وقواعد وتقاليد صارمة وشديدة ، ثم أصبحت خلف الظهر، فكما اخترعها أصحابها اصبحوا يتخلون عنها لعدم منطقيتها.