1025391
1025391
العرب والعالم

البرازيليون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية

28 أكتوبر 2018
28 أكتوبر 2018

مرشح اليمين يقترب من الفوز -

ريو دي جانيرو- (أ ف ب): صوت الناخبون البرازيليون أمس في الجولة الثانية من انتخابات رئاسية شابت حملتها انقسامات ويتقدم فيها العسكري السابق جاير بولسونارو الذي تعهد بإنقاذ البلاد من أزمتها بالقبضة الحديدية.

واستغل بولسونارو الغضب العميق السائد من المؤسسات التقليدية لكنه أثار كذلك نفور جزء من الناخبين عبر تصريحاته التي اعتبرت مهينة بحق النساء من الأصول الإفريقية.

ويتنافس معه اليساري فرناندو حداد، رئيس بلدية ساو باولو السابق الذي تركز شعار حملته على «إعادة السعادة» إلى البرازيل -كما كان الحال في عهد الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا- الذي ترأس البلاد في فترة ازدهارها اقتصاديا بين عامي 2003 و2010 إلا أنه يقضي حاليا عقوبة بالسجن لمدة 12 عاما بتهم الفساد وتبييض الأموال.

وأدلى ناخبو البرازيل البالغ عددهم 147 مليونا بأصواتهم حتى الساعة 22:00 ت غ.

والتصويت إجباري في البرازيل، حيث يتوقع أن يتم إعلان النتائج اليوم.

نداء أخير

ووجه بولسونارو نداءه الأخير عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لجأ إليها لمواصلة حملته بعدما تعرض للطعن في بطنه خلال تجمع الشهر الماضي في هجوم نقل على إثره إلى المستشفى لثلاثة أسابيع.

وقال عبر موقع «تويتر» «بمشيئة الله سيكون اليوم عيد استقلالنا الجديد».

وبرزت في الانتخابات التي تأتي في أعقاب حالة ركود اقتصادي وفضيحة تتعلق بالفساد شهدتها الدولة العملاقة في أمريكا اللاتينية، شخصيات متنوعة حتى بمعايير هذه الحقبة التي ازدادت فيها النزعات الانقسامية والمناهضة للمؤسسات التقليدية حول العالم.

ويثير بولسونارو البالغ من العمر 63 عاما نفور قسم كبير من الناخبين وكثيرين ممن هم خارج البرازيل عبر خطابه العنصري.

أما حداد الذي يفتقد إلى الكاريزما التي يتمتع بها لولا دا سيلفا فقد واجه صعوبات في محاولته توحيد صفوف معارضي بولسونارو رغم تفاقم المخاوف بشأن الشكل الذي ستكون عليه ولاية العسكري السابق الرئاسية.

وتركز شعار حملته على «إعادة السعادة» إلى البرازيل - كما كان الحال في عهد لولا دا سيلفا الذي تميز بمكافحته للفقر.

إلا أنه سحب لاحقا صور مرشده السياسي المثير للجدل من ملصقات حملته.

تصويت للرفض

يعيد بولسونارو تاريخا مختلفا إلى الذاكرة يرتبط بـ«المعجزة البرازيلية» التي شهدت البلاد خلالها تطورا صناعيا سريعا في عهد النظام العسكري الذي حكم من 1964 حتى 1985. وقد أثار انتقادات واسعة جراء دفاعه علنا عن الديكتاتورية. وقال في إحدى المرات: إن «خطأ» النظام تمثل بتعذيبه بدلاً من قتله المعارضين اليساريين والأشخاص الذين يشتبه تعاطفهم معهم.

لكن في ظل مناخ مناهض للمؤسسات التقليدية لاقت خطاباته قبولا أكثر من مواقف حداد.

وتبدو الانتخابات أشبه باقتراع ضد أمر يرفضه البرازيليون أكثر من كونه للتصويت لصالح ما يريدونه.

وانعكس ذلك في نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن 39 بالمائة من الناخبين أكدوا أنهم لن يصوتوا لبولسونارو مهما كانت الظروف. أما نسبة الرفض لحداد فكانت أعلى إذ بلغت 44 بالمائة.

أزمات

يشير العديد من المحللين إلى أن بولسونارو، مرشح الحزب الاجتماعي الليبرالي ليس إلا جزءا من ارتدادات الأزمة التي عانت منها البرازيل منذ انهارت سنوات حزب العمال الـ13 في السلطة بإقالة ديلما روسيف في 2016.

وشملت هذه الأزمات انكماش الاقتصاد البرازيلي بنحو سبعة بالمائة في أسوأ حالة ركود شهدتها البلاد من 2015 إلى 2016. وأثارت الفضيحة المرتبطة بشركة النفط الحكومية «بيتروبراس» التي سجن لولا دا سيلفا على إثرها اشمئزاز الناخبين من فساد السياسيين ورجال الأعمال. يضاف إلى ذلك تنامي حدة الغضب جراء انتشار الجرائم العنيفة حيث تم تسجيل عدد قياسي من جرائم القتل العام الماضي بلغ 63 ألفا و883 جريمة.

أما الرئيس المنتهية ولايته ميشال تامر المتورط كذلك بالفساد، فسيغادر منصبه في الأول من يناير كالرئيس الأقل شعبية في تاريخ البرازيل الديمقراطي الحديث.