oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

كوكبة أخرى من الخريجين تعزز التنمية المستدامة

28 أكتوبر 2018
28 أكتوبر 2018

إذا كان تخريج ابنائنا وبناتنا بعد إنهائهم دراساتهم الجامعية، يشكل حدثا هاما وباعثا على السعادة والارتياح، لهم ولأسرهم، باعتباره نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى مختلفة في حياتهم، فإن هذا الحدث يمثل في الوقت ذاته خطوة هامة أخرى، بالنسبة للمجتمع العماني الفتي، ليشعر بالمزيد من الاعتزاز والثقة في أبنائه، شبانا وشابات، الذين اكملوا تعليمهم الجامعي، وينطلقون اليوم بحماسة وأمل، لكي يشقوا طريقهم، بقوة وثبات للإسهام في جهود التنمية الوطنية، في مختلف المجالات.

وبينما تتعدد حفلات التخرج للعديد من الجامعات والكليات الجامعية، فإن احتفال جامعة السلطان قابوس امس، بتخريج الدفعة الثانية والثلاثين من خريجيها، من الكليات الإنسانية، وذلك برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت احمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، هو في الواقع احتفال بطاقات شبابية جديدة ومؤهلة، تنضم إلى قافلة العمل والإنتاج، لبناء حياة افضل في كل المجالات، ليس فقط بالنسبة لهم ولأسرهم، ولكن بالنسبة للمجتمع والاقتصاد العماني ككل، في الحاضر والمستقبل .

وإذا كانت حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – قد بذلت بتوجيه من جلالته ما يمكنها من أجل توفير كل ما يمكن أن يتيح لأبنائنا وبناتنا أكبر فرصة ممكنة، لإكمال تعليمهم والسير فيه بقدر طاقاتهم الذاتية، وإعدادهم ليكونوا طاقات إيجابية بناءة، فإن انطلاقهم إلى ساحة العمل والإنتاج، يلقي على عاتقهم واجبا ومسؤولية كبيرة، حيال انفسهم وأسرهم والمجتمع ككل، وهي أن يكونوا، وكما يتمنى الجميع، طاقات إيجابية فعالة، وقدرات ابتكارية قادرة على إضافة ما يمكن أن يسهم بشكل ملموس في تحقيق مزيد من التقدم والازدهار للمجتمع والاقتصاد العماني، بقطاعاته المختلفة.

وإذا كان القطاع الحكومي لن يتمكن من استيعاب دفعات الخريجين المتتالية، بالنظر إلى تشبعه ونطاقه المحدود، فإن القطاع الخاص، بشركاته ومؤسساته ومشروعاته العديدة والمتزايدة والتي تقدم لها الدولة كل ما يمكن من تسهيلات، يظل القطاع الأكثر قدرة على استيعاب طاقات وتطلعات أبنائنا وبناتنا، هذا إلى جانب فرص إنشاء مشروعات التشغيل الذاتي، وما توفره حاضنات الأعمال من دعم وتسهيلات لإنشاء المشروعات الخاصة بالشباب، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بوجه عام، خاصة وأن هناك منظومة متكاملة للأخذ بيد الشباب ومؤازرة جهودهم والعمل على تذليل أي عقبات قد تواجههم، بما في ذلك ما يتصل بجوانب التمويل والتدريب والإدارة والتسويق، حتى يقف المشروع الجديد على قدميه، ويتحول أكبر عدد من أبنائنا وبناتنا من ذوي الطموح إلى أصحاب وصاحبات أعمال في المجالات المختلفة، وهو ما يحتاج إلى تضافر مختلف الجهود، والى دعم الأسرة وتشجيعها لأبنائها للانطلاق بأفكارهم وطموحهم إلى المجالات الرحبة والمفتوحة أمامهم، وهو ما يحتاجه مجتمعنا واقتصادنا الوطني ليواصل التطور وتحقيق معدلات نمو أكبر لصالح هذا الجيل والأجيال القادمة.