الاقتصادية

المفوض الأوروبي للاقتصاد يشدد لهجته إزاء الرابطة الإيطالية الشعبوية

26 أكتوبر 2018
26 أكتوبر 2018

باريس، (أ ف ب) - سبق أن أعرب المفوض الأوروبي للاقتصاد بيار موسكوفيسي عن خشيته من صعود الشعبويين وظهور «موسوليين صغار» في إيطاليا، لكنه ذهب امس أبعد من ذلك عندما وصف «بالفاشي» نائبا أوروبيا عن «الرابطة» داس بحذائه ملاحظاته في ستراسبورج.

تحول الخلاف بين المفوضية الأوروبية والحكومة الإيطالية التي لم تلتزم بالمعايير الأوروبية في ميزانيتها لعام 2019 إلى مواجهة كلامية بين موسكوفيتسي وحزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني، نائب رئيس الحكومة الإيطالية.

بدأ الشجار النائب الأوروبي أنجيلو سيوتشا الثلاثاء في ستراسبورج بعد المؤتمر الصحفي الذي رفض فيه موسكوفيسي الميزانية الإيطالية المقترحة للعام 2019 وطلب تعديلها، وهي أول مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي تطلب بروكسل من دولة عضو مراجعة ميزانيتها للتأكد من التزامها بمعايير التكتل خلال ثلاثة أسابيع.

وأمام الصحفيين، صعد النائب سيوتشا إلى المنصة وأخذ ملاحظات موسكوفيسي الموجودة على الطاولة وخلع حذاءه ووضعه فوقها. لم يصدق المفوض الفرنسي ما يرى، واكتفى في البدء بإدانة تصرف «سوقي»، لكنه هاجمه في اليوم التالي عبر تويتر مؤججا الجدل في إيطاليا حيث كان أنصار الحكومة له بالمرصاد وردوا عليه.

وكتب موسكوفيسي «في البدء نبتسم ولا نعطي الأمر أهمية لأنه سخيف، ثم نعتاد على العنف العشوائي الرمزي، وفي أحد الأيام نصحو مع الفاشية. اليقظة! الديمقراطية كنز معرض للكسر».

وعلى «سينيوز» لم يتردد وزير المالية الفرنسي السابق (2012 - 2014) في أن ينعت النائب الأوروبي بأنه «فاشي»، وذهب حتى القول إنه «مختل عقليا واستفزازي وفاشي»، وما قام به تصرف «سوقي».

وأضاف موسكوفيسي: «عندما نبدأ باللجوء إلى العنف ضد المؤسسات ونبدأ بدوس اللوائح، بما في ذلك بأحذيتنا، نكون أمام نوع من الانحراف البطيء باتجاه ما يسمى الديمقراطية غير الليبرالية، أي عدم احترام حرية الصحافة وحرية القضاء والمؤسسات السياسية». وتابع متوعدا «إنها فعلا السياسة التي أكرهها وأناس سأقاتلهم حتى آخر نفس»، مذكرا بأن ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة، نأى بنفسه عن تصرف النائب الاستفزازي. وقال سالفيني معلقا على حركة النائب: «لا يمكن تغيير أوروبا بأعمال استفزازية».

عدم التسبب بأزمة

بعد تصريحات موسكوفيسي، هبت زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان للدفاع عن حلفائها الإيطاليين. وقالت رئيسة «التجمع الوطني» (الجبهة الوطنية سابقاً) عبر إذاعة «أوروبا 1»: «هذا ما اعتدنا عليه. ما إن يختلف أحد معكم حتى تنعتوه بأنه فاشي»، مذكرة بأن العجز الفرنسي بلغ «4.3%» عندما كان المفوض الأوروبي وزير مالية فرنسا. وأضافت: «إذن عندما يأتي ليعطي دروسا لإيطاليا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نسخر من ذلك».

وبعد أن طلب من إيطاليا تقديم ميزانية جديدة، تحدث المفوض بلهجة أكثر دبلوماسية على «سينيوز» متطرقاً إلى «الحوار» الجاري مع وزير الاقتصاد الإيطالي جيوفاني تريا. وقال: إن «دور المفوضية ليس خلق أزمة، وإنما تفاديها. نحن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب المخاطر». وتحدث تريا في باريس امس الأول عن «حوار» مع المفوضية لكنه قال: إن حكومته توقعت أن ترفض بروكسل الميزانية. وبدا تريا مطمئنا حيال نوايا حكومته قائلا: إنها لن تسبب مشكلة لأوروبا، لكنه لم يعلن عن تنازلات.

وتقول الحكومة الإيطالية أنها ستلتزم بعجز بنسبة 2.4 بالمائة في ميزانيتها المقبلة بزيادة ثلاثة أضعاف عن توقعات الحكومة السابقة وتقترب من الحد الأعلى الذي وضعه الاتحاد الأوروبي للعجز بنسبة 3 بالمائة. وسيفاقم هذا العجز ديون إيطاليا المتراكمة والتي تبلغ نحو 130 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما يزيد كثيرا عن سقف الاتحاد الأوروبي البالغ 60 بالمائة، ويشكل ثاني أكبر عجز في أوروبا بعد اليونان.