1022725
1022725
العرب والعالم

الاحتلال يغير على مواقع لحماس بعد إطلاق صاروخين «خارج الإجماع»

25 أكتوبر 2018
25 أكتوبر 2018

ليبرمان يكرر تهديده: لا يمكن منع حرب ضد غزة -

رام الله (عُمان) نظير فالح: أغار طيران الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، على مواقع تابعة لحركة (حماس) في قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخ محلي على جنوب إسرائيل، حسب ما أفاد شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية.

وذكرت المصادر أن الطيران استهدف بعدة صواريخ مواقع تتبع للحركة في جنوب وشمال القطاع.

وبحسب المصادر، فإن الغارات قد أحدثت دوي انفجارات شديدة وخلفت أضرارا مادية في الأماكن المستهدفة والمحيطة بها دون وقوع إصابات.

وجاءت الغارات بعد إعلان جيش الاحتلال رصده إطلاق صاروخ محلي أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل وإطلاق صاروخ آخر جرى اعتراضه من قبل القبة الحديدية.

ويأتي ذلك بعد ساعات من مغادرة وفد أمني مصري قطاع غزة بعد مباحثات مع قيادة حركة (حماس) والفصائل الفلسطينية بشأن ملفي التهدئة مع إسرائيل والمصالحة الفلسطينية.

كما جاءت هذه التطورات عقب ساعات على إصابة 8 فلسطينيين برصاص الاحتلال في مواجهات جنوب قطاع غزة، بحسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.

وفي وقت سابق شنت طائرة استطلاع إسرائيلية غارة على موقع لحركة (حماس) شرق رفح جنوب القطاع دون وقوع إصابات. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في بيان، إن الغارة جاءت ردا على إطلاق بالونات حارقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل شنت سلسلة غارات على مواقع تتبع حركة حماس وأراض زراعية أدت إلى استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين أمس الأول، وذلك ردا على إطلاق صاروخ محلي من غزة تسبب بأضرار في مدينة بئر السبع (جنوب إسرائيل) التي تبعد 40 كلم عن القطاع.

ونفت معظم الفصائل الرئيسية أي علاقة بإطلاق الصاروخ واعتبرته «محاولة غير مسؤولة تحاول حرف البوصلة وتخريب الجهد المصري».

ولاحقا، قال القيادي في حماس باسم نعيم، إن الأجهزة الأمنية المختصة في غزة «تجري تحقيقات حول الجهة التي تقف خلف إطلاق الصاروخ كون ذلك تم خارج الإجماع الوطني».

وتشهد حدود قطاع غزة مع إسرائيل توترا على إثر استمرار مسيرات العودة الشعبية التي استشهد فيها أكثر من 200 فلسطينيا وأصيب أكثر من 22 ألفا آخرين منذ انطلاقها بمواجهات شبه يومية مع جيش الاحتلال في 30 مارس الماضي.

من جهته كرر وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، امس، تهديده بشن عدوان جديد على غزة، بالرغم من رسائل الفصائل الفلسطينية في القطاع بأنها لا تسعى إلى تصعيد أمني مقابل الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض رفع الحصار، وألمح إلى أن إسرائيل تواصل شن غارات وتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا، بعد إسقاط طائرة التجسس الروسية «إليوشين - 20»، منتصف الشهر الماضي، وتحميل روسيا إسرائيل المسؤولية وإغلاق المجال الجوي فوق الساحل السوري.

واعتبر ليبرمان في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه «لا يمكن الامتناع عن مواجهة ضد حماس، وأنا أسمع قادة حماس، ولأسفي فإني أعترف وأقرّ بأني أصدقهم، إنهم يقولون: لا الوقود ولا الرواتب ستهدئ الأجواء، ونريد رفع الحصار، وأن ندخل بشكل حر السلاح والذخيرة وأفراد حزب الله والإيرانيين. وهذا مستحيل بالطبع».

وقال ليبرمان إن إدخال الوقود إلى قطاع غزة بتمويل قطري لتشغيل محطة توليد الكهرباء تم في أعقاب ضغوط مارسها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، «نتحدث هذا الأسبوع، أيضا، عن عشرات البالونات واحتكاك متواصل (مظاهرات مسيرة العودة).

وقد أدخلنا الوقود القطري أيضا، وخرج وفد مصري من قطاع غزة وطلبوا منهم مهلة أخرى، وبعد ذلك مباشرة اتصل مبعوث الأمم المتحدة (سيرجي) ميلادينوف، وهو شخص حصيف جدا وموضوعي، حاملا الطلب نفسه، وأجرينا تقييما للوضع، وجهاز الأمن كله، الجميع يؤيدون إعطاء مهلة، ورئيس الحكومة مارس ضغوطا كبيرة جدا من أجل إدخال هذا الوقود».

وتابع انه «ينبغي قلب كل حجر قبل المواجهة، ولا أريد أن يقول أحد ما إن لم تسمحوا بقلب كل حجر لمنع المواجهة، وأن أجندتي الشخصية جرّت إسرائيل إلى مواجهة واسعة، لم يتغير موقفي، لكن العدالة ينبغي أن تشاهد، وكنت محقا حينها وأنا محق الآن أيضا، بأني أسمح لجميع قادة جهاز الأمن ورئيس الحكومة بإعطاء مهلة، والمنطق نفسه يسري على الحفاظ على (وساطة) المصريين».

لكن ليبرمان عاد وكرر «نحن في الطريق إلى مواجهة، ولا يمكن منع ذلك، ومن يعتقد غير ذلك يضلل، لم أتحدث عن قوات برية (تجتاح القطاع). لكن ينبغي توجيه أشد ضربة بإمكاننا توجيهها، كي لا يقولوا إنه بسبب أجندة شخصية هو (ليبرمان) يجرنا إلى حرب، ومنذ 30 مارس حتى اليوم يوجد 220 مخربا قتيلا، وتم تدمير 16 نفقا».

ورفض ليبرمان التطرق إلى استنتاجات القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين بأن عاصفة رعدية تسببت بإطلاق قذيفتين من القطاع وسقوط إحداها في بئر السبع والأخير في البحر قبالة شواطئ وسط البلاد. وقال ليبرمان إنه «لا أريد التطرق إلى أية رواية، وهذا ليس مهما، والصواريخ هي صواريخ حماس، والأمر المهم هو أن حماس تواصل استثمار مالها في إنتاج قذائف صاروخية وتحريض، والأفراد الذين يصلون إلى السياج لا يأتون سيرا على الأقدام، وإنما حماس تحضرهم، ووفقا لتقديرات كافة الجهات، ليست حماس التي أطلقت الصاروخ اليوم، لكنها تسيطر ميدانيا».

وتطرق ليبرمان إلى سوريا وإلى تقارير تحدثت عن أن روسيا تسعى إلى جعل التنسيق مع إسرائيل بما يتعلق بغارات الأخيرة في سوريا أكثر صرامة، وقال إن «عدم نشر تقارير في وسائل الإعلام (عن هجمات في سوريا) لا يعني أنها لم تحدث، ولن نقبل أية قيود على حرية العمل، وعندما تتعلق الأمور بأمن إسرائيل القومي، فإننا سنعمل دائما، ونحن لسنا مسؤولين عن التقارير، وإنما عن العمليات، ودولة إسرائيل تعمل في الشمال والجنوب أيضا ولن نسمح بالمساس بمصالحنا الأمنية، ولا ينبغي أن نثرثر أكثر، يجب أن ننفذ ونعمل، وحرية العمل هي شيء نسبي، ولن نقبل قيودا، وسنفعل كل شيء نريده».