لقاء الأسبوع: المرأة الواعية..

سيف بن سالم الفضيلي -

المتعارف عليه عندنا في المجتمع وصية الأم والأب لابنتهما (كوني حرمة) ووصية كل قريب لهذه البنت كذلك..

(كوني حرمة) لعل الكثير كتب حول هذا المعنى أو قريبا منه، ولكل وجهة نظر فيما يكتب..

(كوني حرمة) كلمتان لهما معان ودلالات غزيرة وعميقة تفهمها كل امرأة تعلم أنها عزيزة وشريفة وغالية لدى والديها وأقربائها بل ولدى المجتمع جميعا..

(كوني حرمة) في أي مكان تذهبين إليه.. وكان أغلب ما تعطى هذه الوصية للمرأة التي تنتقل من بيت والديها، الذي نشأت فيه وترعرعت، إلى بيت زوجها حيث يختلف المكان والبيئة والناس الذين تعوّدت عليهم وخبرت كل صغيرة وكبيرة عنهم.. في بيئة ستقوم فيه بدور عظيم وكبير دور الأم الراعية الحاضنة لأولادها القائمة بشؤون بيتها وزوجها.. فــ(كوني حرمة) وصية لأن تكون حقيقة بها وتؤدي بها دورها بجد واجتهاد وإخلاص في تلك البيئة..

(كوني حرمة) راعي حق الزوج ووالديه وكوني عونا لهما واخدميهما بما كنت تخدمين به والديك..

نعم (كوني حرمة) حينما تتغير الأحوال وتنتقلين إلى مقاعد الدراسة في كلية أو جامعة أو معهد مثلا.. فأنت تنتقلين بأخلاق والديك وما ربوك عليه من عفة وطهر ونقاء..

(كوني حرمة) واعلمي أنك شرف عائلتك حقيقةً فأعملي على المحافظة عليه وصونيه وذودي عنه..

(كوني حرمة) وراعي حق الله وحق والديك وأهلك جميعا في كل خطواتك التي تخطينها واعلمي أن كل ما يصدر عنك سينعكس سلبا أو إيجابا على أسرتك التي تحتضنينها وكذلك الأسرة التي تربيتي على يديها..

إن ما تفضل به جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأعلنه بتخصيص (17 أكتوبر) من كل عام عاما للمرأة العمانية.. إنما هو دافع قوي بأن تكوني أكثر ثباتا وأكثر عزما وأكثر إخلاصا وأكثر عطاء وأكثر إنجازا فيما تقومين به من واجبات جسام وأعظمها على الإطلاق بناء جيل واعٍ ونبيهٍ ليكون عونا لمجتمعه ووطنه وعضوا فاعلا ومؤثرا كذلك في مدرسة لا يتقن التربية والتعليم فيها إلا أنت أيتها المرأة الفاعلة.. فالدولة والمجتمع يرون فيك النواة الحقيقية التي تنبت منها كل سجيّة طيبة.. فلذلك يعملون على دعمك بكل متاح لتنفجر ينابيع العطاء من بين يديك فتروي بساتين الحياة سعادة وبهجة وسرورا وفضيلة..

بوركت المرأة الصالحة الوفيّة الطاهرة الساميّة العليّة المتعلّمة العاملة التقيّة النقيّة..