1021161
1021161
الاقتصادية

ترميم البيوت بنمط تراثي يجمع بين الحياة القديمة والمعاصرة

25 أكتوبر 2018
25 أكتوبر 2018

تجربة شاب عماني تجذب الأنظار -

كتب - سيف بن زاهر العبري -

تتسابق الجهود المتواصلة لترميم البيوت القديمة في الحارات القديمة بما في ذلك حارات ولاية الحمراء، إلى جانب المبادرات الأهلية في تنظيم حملات النظافة العامة وإزالة المشوهات، ونقل الأتربة والصخور المتساقطة من بعض البيوت المتهدمة. وقد بدت بعض من بيوت الحارة في بلدة الحمراء وفي مسفاة العبريين بحلة جديدة بعد انتهاء أعمال الترميم فيها، إلى جانب مهام العمل التي تقوم بها لجنة توثيق معالم حارة الحمراء القديمة فيما يتعلق بتوثيق بيانات متكاملة عن الحارة والسوق والفلج، ومعرفة خصائص وسمات البناء، والاستعانة بالأهالي من كبار السن في معرفة تفاصيل الحياة القديمة فيها. وتعتبر تجربة الشاب جابر بن مبارك العبري في أعمال الترميم أنموذجا يحتذى به، وذلك لما قام به من جهود تكللت بترميم عدد من البيوت القديمة في عدد من الحارات العمانية، إلى جانب اهتمامه بالتراث بصفة عامة، حيث قام بإنشاء متحف بيت الجبل في أحد البيوت القديمة في حارة الحمراء يضم عددا من المشغولات والصناعات والحرف التقليدية. وقد ألهمت تجربته في ترميم البيوت القديمة حماس عدد من أهالي ولاية الحمراء وخاصة فئة الشباب الذين رأوا من الأهمية بمكان الحفاظ على هذه البيوت القديمة من الاندثار، بعد أن رأوا وشاهدوا الكثير من بيوت الحارة وقد اندثرت وأصبحت ركاما من الطين والحجارة.

يحدثنا جابر بن مبارك العبري عن تجربته في مجال ترميم البيوت القديمة في لقاء لـ( عمان الاقتصادي ) تناول في بداية حديثه ما تزخر به السلطنة من تراث عريق ضارب في القدم، جعلها وجهة سياحية ذات أهمية في منطقة الخليج العربي، وتبرز شواهد هذا التراث في القلاع والحصون والمساجد والمجالس الأهلية والمرافق العامة والخاصة، وبما أن هذا التراث هو الركيزة الأساسية والمحرك الأول للسياحة في عمان؛ فقد جذب الأنظار إليه للاهتمام به رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها هذا القطاع؛ من حيث صعوبة أعمال الترميم للمباني وعدم توفر الأدوات التي تدخل في أعمال الترميم، وخصوصا الأخشاب بالإضافة إلى تكلفة الترميم العالية، رغم ذلك إلا إنه تم إنجاز عدد من أعمال الترميم في عدد من ولايات السلطنة، وذلك بتضافر الجهود والهمة العالية والإصرار على المحافظة على هذا الإرث العريق، كما نسعى إلى توظيف هذه المباني في القطاع السياحي؛ لتكون روافد ذات مردود اقتصادي واعد مع المحافظة على الهوية العمانية الأصيلة؛ ليتعرف الزائر على التراث ومكوناته من خلال تجربة العيش في هذه البيوت مع تفاصيل الحياة الأخرى التي يجدها بداخلها.

البيت الطيني حكاية البناء

وحول تجربته في مجال ترميم البيوت القديمة قال جابر بن مبارك العبري: بدأ الاهتمام بالترميم منذ أن جاءت فكرة إنشاء متحف تراثي، حيث البيوت في حارة الحمراء كانت بحاجة إلى صيانة وتعديل بعض المرافق لتتناسب وطرق عرض التحف والمقتنيات فوقع الاختيار على أحد هذه البيوت، ومن ثم بدأت أعمال الصيانة بأيد عمانية شابة إلى أن تم الانتهاء وافتتاح المتحف، وبعد ذلك أخذ بعض أصحاب البيوت الأخرى يولون بيوتهم اهتماما لصيانتها والحفاظ عليها خصوصا الأسطح وأماكن تصريف المياه، فقمنا بصيانة عدد لا بأس به من البيوت، وبعد أخذ شيء من التجربة والجلوس مع بعض الآباء الذين مارسوا مهنة البناء قررت تدوين هذه المعلومات وتوثيقها في كتيب بعنوان ( البيت الطيني حكاية البناء )، بعد ذلك تطورت أعمال الترميم بتطوير الخلطات الطينية وتوفير ورش عمل لتجهيز أخشاب النخيل، وعلى إثر ذلك تم ترميم مجموعة من البيوت في حارة العقر في ولاية نزوى وفي نيابة سناو وولاية بهلا، بالإضافة إلى بعض البيوت في ولاية الحمراء، وهكذا هي أعمال الترميم تتوالى باستمرار بوتيرة متسارعة، والهدف منها الحفاظ على أكبر قدر من البيوت العمانية بطابعها المحلي الفريد.