مرايا

ذكريات الزكوانية: حققت طموحاتي بتمثيل السلطنة في المحافل الدولية

24 أكتوبر 2018
24 أكتوبر 2018

أول دبلوماسية عمانية لدى الاتحاد الأوروبي 2007 -

عملت ذكريات بنت رهين بن عبدالله الزكوانية، سكرتير أول بوزارة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي كأول دبلوماسية عمانية لدى سفارة السلطنة في بروكسل عام 2007، ولمدة خمس سنوات، حيث حققت حلمها بمجرد فتح الباب للفتيات العمانيات لدخول السلك الدبلوماسي، وما كان هذا ليتم إلا لثقة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه في المرأة العمانية وقدرتها على الخوض في المجال الدبلوماسي.

قالت ذكريات بنت رهين الزكوانية: بعد أن أكملت المرحلة الدراسية للدبلوم، سافرت الى الولايات المتحدة الأمريكية، والتحقت بجامعة ميسوري في سانت لويس، وتخصصت في مجالين السلوك التنظيمي لإدارة الأعمال والتمويل المالي. وبعد حصولي على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف رجعت الى السلطنة لبدء الحياة العملية، كما حصلت على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في تخصص الإدارة الإستراتيجية من الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا، وحضرت عددا من اللقاءات أثناء فترة عملي في سفارة السلطنة في بروكسل والتي كانت تعقد في الاتحاد الأوروبي والناتو ومراكز الفكر الأوروبية، منها مؤتمر الأمم المتحدة الدولي للمجتمع المدني لدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 2007م.

العمل في المجال الدبلوماسي

المجال الدبلوماسي وفق ما ذكرت الزكوانية، يعتمد على الشخصية المنبسطة التي تستطيع إدارة المواقف بحكمة، بالإشارة إلى أن السلطنة مدرسة في السياسية الحكيمة التي يقودها حكيم العرب صاحب الجلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه، وقالت : نظراً لما أتمتع به من تأني وبعد نظر على المستوى الشخصي، وما أتمتع به من مكانة علمية، وحبي الشديد لوطني الذي أفخر به دائماً وأبدا وأحفظ له كل جميل وأحب التعريف به على المستوى الدولي، حرصت على مد جسور التواصل مع مختلف الأمم وهذا لا يأتي إلا من خلال تمثيله في المحافل الدولية.

معوقات عملية

وضعت ذكريات طموحها بأن تعمل كدبلوماسية وليس كإدارية كما كان يدفعها إليه البعض، وقالت: بحكم أني إمرأة، ولم يسبق لأحد من عائلتي أن عمل بالخارجية، أعتقد أنني وبنجاحي خلال ستة عشر عاماً من العمل بالخارجية أثبتتُ أنه لا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى، وأتشرف بأني أول من يعمل بالسلك الدبلوماسي في عائلتي.

وكانت الزكوانية قد واجهت - كحال الكثير من الفتيات- عقبات عائلية لا تأبى إلا أن تكون حجر عثرة أمام طريقها وقالت: بدأت حياتي العملية سنة 2002م حيث التحقت للعمل بوزارة الخارجية، هذا الأمر الذي يعد خروجاً عن تقاليد العائلة، وأن معظم فتيات العائلة يعملن في مجال التدريس أو الطب أو القطاع الخاص، والتحاقي بالخارجية يعد خروجا عن المألوف، لكنه التحدي الذي عملت لأجله سنوات والطموح الذي بات يشغل فكري ليلنهار، والحرص على التدرج الوظيفي لنيل درجة أستطيع بها تمثيل بلدي في المحافل الدولية.

إعداد وتأهيل

دخلت ذكريات في مجال العمل الدبلوماسي الذي يسيطر عليه الرجال بأغلبية، فهل يقبل الرجال أن تكون ذكريات ممثلة عنهم؟، قالت ذكريات : في كثير من الاجتماعات التي حضرتها في الاتحاد الأوروبي أو الناتو كان يترأسها الرجال، ونظراً لما قد ينشغلون به من أعمال، كانوا يفوضوني برئاسة الاجتماعات وحضور اللقاءات، هذا الأمر أضاف إلي خبرة واسعة جعلتني أثق في إدارة الاجتماعات والجلوس على مائدة السفراء، كل ذلك يعد بمثابة إعداد وتأهيل يمكنني من إدارة أي منصب في إطار المهام الموكلة إلي.

وقالت الزكوانية: أعتقد أن جلالة السلطان المفدى حفظه الله ورعاه، فتح المجال للمرأة العمانية بأن تخوض التجارب على جميع المستويات ومختلف التخصصات، وفي أثناء عملي كممثلة للسلطنة في الاتحاد الأوروبي والناتو لم أجد ثمة فرقا بين الرجل والمرأة، وعلى مستوى مجتمعنا العربي فاجتهاد المرأة لإثبات وجودها لا يعد إنقاصا من قيمة الرجل، فأنا أريد من الرجل أن ينصفني ولا يظلمني، فلكل مكانته كما قال الله تعالى: «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة».

ذكريات أكدت لنا أنها قد حققت حلمها أخيرا، وقالت: قطعت شوطا لا بأس به على أمل الوصول الى تحقيق طموحي وأملي الذي أصبو إليه يوما وهو تمثيل السلطنة في المحافل الدولية على مستوى درجة سفير.