مرايا

سمرة المسلمية: عملية التدريب متعة ولدي قناعة تامة بأهميتها ودورها الفاعل

24 أكتوبر 2018
24 أكتوبر 2018

تطمح إلى أن تكون عنصرا غير روتيني في المجتمع -

حوار- محمد بن خميس الحسني -

(حب العطاء والتدريس كان يسري في دمي منذ الطفولة) عبارة للمدربة سمرة بنت حمدون المسلمية مدربة في التنمية البشرية متخصصة في تطوير الذات ومعلمة في إحدى المدارس بتعليمية محافظة مسقط بوزارة التربية والتعليم.

تقدم العديد من المحاضرات والورش التدريبية في عدد من المجالات التدريبية وتستهدف فئات كثيرة من المجتمع، وتتميز بطابع خاص لها أثناء تقديم تلك البرامج التدريبية، حيث إنها تنتقي المواضيع الهادفة ولها بصمتها الفاعلة أثناء تقديم الورش والمحاضرات.

وتستفتح سمرة حديثها قائلة: بدأت عملي في مجال التدريس، فمهنة المعلم تجمع ما بين المعلم والمربي، ولا يقتصر دوره فقط على عملية التعليم، وأثناء التدريس وجدت بعض القدرات التي كنت أمتلكها من خلال عملية التواصل مع الطلاب والاستماع إليهم وحل بعض المواقف التي يمرون بها بطريقة تربوية.

وبعدها فكرت أن أطور بعض من تلك المهارات والقدرات، وشاء القدر بعد أن استقررت كمسؤولة مختبرات علوم فيزياء وكيمياء وأحياء، حينها وجدت صوت بداخلي يناديني ويقول: أيقظ قواك وارجعي للتدريس وتفردي للتدريب ليكون عطاؤك شاملا لأكبر شريحة مجتمعية: وهناك مقولة تقول ( إن تفعل ما تحب هنا تجد الحرية، ولكن أن تحب ما تعمل فهي السعادة) وحقيقة أن عملية التدريب عندي متعة ولدي قناعة تامة بأن مع التدريب سيقال «ذهب وبقي الأثر» وهذا ما أنشد إليه.

وحول سبب اختيارها لتخصص تطوير الذات تجيب المسلمية : الذات التي نمتلكها أنا وأنتم هي الوسيلة التي تكون شخصية الفرد وتجعله متفردا عن غيره، ورأيت أن تطوير الذات هو إدراك وتفعيل لكثير من مجالات الحياة وعن طريقه نستطيع أن نملك بعضا من المهارات مثل التخطيط وإدارة الوقت واتخاذ القرار والتواصل وغيره الكثير، وفي هذا المجال أمتلك مساحة واسعة للبحث والتقصي والاطلاع على مواضيع متعددة والتعامل مع أعمار مختلفة من فئات المجتمع.

ونسوق على ذلك المثال روجز عندما قال عن الذات: انه تنظيم عقلي ومعرفي ومجموعة قيم ومفاهيم ترتبط بالفرد، وبشكل عام تعتبر قدرة البشر على توجيه أفكارهم ومشاعرهم وإمكانياتهم نحو الأهداف التي يطمحوا إلى تحقيقها، وأرى أن تحقيق جميع هذا لا يتم إلا بالرقي بالفرد في مجالات تطوير الذات البشرية. وكذلك أساس التجربة المحمدية تدعو إلى النهوض بالذات، فكان عليه الصلاة والسلام يفكر ويخطط ويحسن اتخاذ القرار ويحسن الاستماع للآخرين، وجميع ما ذكرته سابقاً يهدف إلى السمو بالنفس الإنسانية وهذا ما يدعو إليه تطوير الذات.

كما أن تطوير الذات يعتبر مطلب كل إنسان لإشباع احتياجاته الفسيولوجية وحاجات الأمن والسلامة والاحتياجات الاجتماعية وتقدير الذات وتحقيقه ومنها تبني القيم التي نحتاج إليها، والجميل أن هذا المجال يجعلني أطور نفسي ومعارفي لأنفع نفسي في المقام الأول ولأفيد من حولي فهي رسالة تطويرية لي أنا كسمرة ثم بعد ذلك يأتي غيري.

وسألنا المدربة سمرة، هل كل معلم من الضروري أن يكون لديه مهارات في التدريب؟ فأشارت قائلة: نعم فالتدريب ممارسة، والتدريب تجديد وتطوير وتنويع ومعارف وصقل مهارات، وصحيح أن المعلم مؤهل تربوياً، ولكن دائما أقول لا يمنع أن يكون لدى المعلم إطلاع واستقصاء حول العديد من المعارف والمفاهيم الجديدة لتطوير ذاته لينعكس على الجيل الذي يتعامل معه، كما لا يمكن أن نقارن معلم علوم بالطريقة الروتينية المعتادة مع آخر لديه إلمام دقيق بطرق تدريس العلوم ويمتلك مهارات الاتصال والتواصل ومهارة إدارة الضغوط والتعامل مع الآخرين لحل مشكلات وغيرها، والتدريب من وجهة نظري صقل لشخصية المعلم بالإضافة إلى تقوية في قدراته في كيفية التعامل مع طلابه بشتى المجالات والطرق من جميع النواحي الروحية والنفسية والعقلية والجسدية.

وهناك برامج ودورات قدمتها وتغطي مواضيع ومجالات للأطفال فقط دون فئة المراهقة، وهناك محاضرات أخرى قدمتها للمدمنين والمتعافين، ولقد قمت بإلقاء عدد من المحاضرات في بعض محافظات السلطنة.

المشاركات الخارجية

وعن المشاركات الخارجية في مجال التدريب تقول سمرة: المجال مفتوح طبعا وهذه أحد طموحاتي، فمتى ما تهيأت الظروف والفرص فأنا مستعدة تماماً، ولدي الرغبة الأكيدة في المشاركات الخارجية، فالإنسان بكل تأكيد يطمح لأن يكون لديه كما معرفيا ومهاريا من التجارب والمشاركات سواء كانت في الداخل أم في الخارج، كما أن المشاركة الخارجية لها دور من وجهة نظري في اكتساب الخبرات وزيادة الاتصال والتواصل والسعي نحو التجديد والتغيير بصورة مستمرة.

وحول سؤالنا عن طموح المدربة سمرة تتحدث قائلة: دائما ما أطمح أن يكون كل عمل اقدمه أن يكون خالصا لوجه - الله سبحانه وتعالى - وأسعى لتحقيق كل هدف أخطط له بداية كل عام على البعد الشخصي والروحاني والعلمي والمادي، وأعمل جاهدة حتى لا يثنيني أي تحدٍ عن تحقيق طموحي، بالمختصر سمرة تطمح إلى أن تكون عنصرا غير عادي وغير روتيني في المجتمع.

وكما أن الطموح طريق لجميع الأفراد مما يعني أن في قرارة نفسه توجد لديه آمال وطموحات، فقط الثغرة هنا نقصان الرغبة والإرادة في عمل ما، وأنا أرى أن الجميع لا بد ألا يقف عند هدف معين بعدما يتحقق ويسعد به فقط ويرجع مرة أخرى لروتين العمل المعتاد، وإنما بعد تحقيق الأهداف لابد من وضع أهداف أخرى لتحقيقها، والطموحات هي سلسلة تتابعيه وليس لها نهاية.

وأتمنى من الخالق - عز وجل - أن يقدرني بتأدية واجبي بإخلاص نحو الله والسلطان والوطن، وأطمح في المستقبل القريب أن تكون لي بصمة وأداء في مجال التدريب، ليس على المستوى الداخلي فقط وإنما حتى خارج السلطنة.

كذلك أطمح أن أكون ملجأ لمن لديه هم أو مشكلة ما، ومرفأ لكل حزين حتى يكون لي دور في إسعاده وفي نشر الفرح في قلبه، ومرسى لكل فرد لا يعرف ذاته حتى يكون لي دور لأعينه في معرفتها وتحقيقها.

التأثير

وتوضح سمرة قائلة: من وجهة نظري حتى يكون للمدرب دور في عملية التأثير في الحضور، عليه أن يكون متفاعلا معهم، وملما بأحدث الدراسات والأبحاث عن الموضوع الذي يتحدث عنه، ولديه القدرة على مواجهة الحضور والإجابة على أي سؤال يوجه له، وأن تكون لديه قوة معرفية في مادته التي يحاضر فيها، والمدرب يجب أن يتصف بالقول والفعل، لأنه كثر عدد المدربين الذين يعتمدون على القول فقط، لأن المتدرب يبحث عن القدوة الحسنة، فلا يصح أنني أنادي بأحد القيم وما أفعله معاكس.

كما أرى من وجهة نظري الشخصية أنه من المفترض أن تكون عند المدرب كاريزما جذابة وشخصية خاصة تليق به كمدرب، لأن شخصية المدرب من حيث الأسلوب وطريقة تقديمه ومظهرة لها دور كبير في نفسية المحاضر، وأن يكون لدى المدرب القدرة على الإقناع والتأثير في نفوس المستمعين بطريقة إيجابية سلسة محببة من حيث طرح عدد من الأمثلة الواقعية والملموسة التي يتعايش معها المتدرب، كما أن الناس أصبحت الآن تبحث عن المدرب المتميز والمتفرد لأن العالم مكتفٍ من النسخ ولم يعد بحاجة إلى نسخ ولصق.