1014176
1014176
مرايا

فريق أرتال التطوعي يقدم خدماته لأكثر من 4000 مسن

24 أكتوبر 2018
24 أكتوبر 2018

مبادرة طلابية لخدمة كبار السن في السلطنة -

محو أميتهم وتحفيظهم القرآن وتخصيص بطاقة تسوق ومواقف خاصة من أهم مبادرات الفريق -

كتب – سالم بن حمدان الحسيني -

استمد فريق ارتال التطوعي مبادرته التطوعية الطلابية لخدمة كبار السن ولفت المجتمع إلى أهمية هذه الفئة المهمة والأساسية في المجتمع، وذلك انطلاقا من قول الحق سبحانه وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).

تأسس الفريق بتاريخ 20 أبريل عام 2015 بكلية كالدونيان الهندسية، ومقره الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا «حرم كالدونيان» بمحافظة مسقط - منطقة الحيل، وهو مبادرة تطوعية طلابية من مختلف الكليات والجامعات في السلطنة تسلط الضوء على كبار السن في المجتمع العماني.

لتسليط الضوء أكثر على هذا الفريق تتحدث المهندسة عفراء بنت مرهون المعمرية رئيسة الفريق فتقول: إن فريق ارتال التطوعي هو مبادرة تطوعية تسعى لرسم الفرحة والبسمة على وجوه كبار السن، وتوعية المجتمع بأهمية وقيمة هذه الفئة في المجتمع، ودمجهم مع فئات المجتمع المختلفة من خلال إقامة الفعاليات من اجل الترفيه عنهم وكسر الروتين واستعادة ذكريات الماضي، وإزالة الآلام النفسية عن المسن، ومحو الأمية، ومواكبة المسن للعصر، والاستفادة من خبراتهم في الحياة من أجل أخذ العظة والعبرة.

ومن أهم أهداف الفريق توعية المجتمع بأهمية كبار السن ودورهم في بناء النهضة، ومشاركة الجيل الشاب في العمل التطوعي. مؤكدة أن عدد المستفيدين من المشروع من فئة كبار السن حتى الآن اكثر من 4000 مسن من الرجال والنساء.

جميع المحافظات

وأضافت: لا يقتصر عمل الفريق على النطاق الجغرافي لمحافظة مسقط، وإنما يسعى لتقديم خدماته لتغطية جميع محافظات ومناطق السلطنة من مسندم إلى ظفار. ويعمل تحت مظلة رسمية وهي الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، وعدد أعضائه حتى الآن 50 عضوا وعضوة، والفئة التي يستهدفها الفريق هي فئة كبار السن.

وقام الفريق بتقديم برنامج توعوي لطلاب المدارس للاهتمام بهذه الفئة من الآباء والأمهات والأجداد والجدات، وقد حضر هذه الورشات أكثر من 3000 طالب وطالبة، ممن ابدوا رغبتهم في الخدمة التطوعية مع الفريق لرعاية هذه الفئة من المسنين.

أما عن أبرز الإنجازات التي حققها الفريق فتقول: أهم تلك الإنجازات دمج أشبال ارتال في مجال العمل التطوعي وتحبيبهم للعمل الخيري، وتحفيظ كبار السن بعض السور القصيرة من جزء عم من خلال استخدام القلم القارئ، وكذلك تعليمهم الطرق الصحيحة في الإسعافات الأولية.

أما عن مشاركات الفريق في المحافل المحلية والخارجية وأهم الجوائز التي حصدها من خلال تلك المشاركات فتقول: حقق الفريق المركز الثاني على مستوى الوطن العربي بجائزة محفوظة الزياني التي تنظمها جمعية البحرين للعمل التطوعي، كما حصل على المركز الأول كأفضل مبادرة متكاملة على مستوى الكليات والجامعات، وأيضا المركز الأول كأفضل تسويق إعلامي على مستوى الكليات والجامعات، وحصل على جائزة أفضل مبادرة على مستوى الفرق التطوعية بكلية كالدونيان الهندسية لعام 2016، وقد حظي الفريق بالتكريم بمناسبة يوم الشباب العماني من قبل اللجنة الوطنية للشباب.

برنامج «تستاهل»

وعن الخطط والبرامج المستقبلية التي يعتزم الفريق القيام بها تقول: يقوم الفريق حاليا بإعداد برنامج «تستاهل» وهو عبارة عن مبادرة أولوية التسوق لدى كبار السن في مختلف المراكز التجارية»، كذلك توفير بطاقة تسوق خاصة لكبار السن بحيث يستطيع التسوق من خلالها بكل راحة وذلك بالاتفاق مع بعض المراكز التجارية، ويعد هذا البرنامج الأول من نوعه على مستوى السلطنة، ويهدف إلى تخصيص منضدة محاسبية خاصة لكبار السن في مختلف المجمعات التجارية في السلطنة، وقد بلغ عدد المراكز التجارية التي تم تطبيق المشروع بها في هذا الجانب خمسة مراكز تجارية، كما يسعى الفريق إلى توسعة المشروع إلى تخصيص موقف خاص لكبار السن في نفس تلك المراكز التجارية لتسهيل التسوق على المسن.

وهناك أيضا «بصمة ارتال» ويعنى بتعليم كبار السن استخدام الحاسب الآلي، وكيفية التعامل مع بعض البرامج في الحاسوب وشبكة الإنترنت، بهدف مواكبة المسن لعصر التكنولوجيا.

وهناك أيضا برنامج «أشبال ارتال» ويهدف إلى تشجيع طلاب المدارس على العمل التطوعي من أجل استغلال وقت الفراغ في مجال حب الخير، ويتم ذلك من خلال تقديم الفريق لورشات في المدارس والإذاعة المدرسية، والقيام بزيارات مختلفة لكبار السن في المستشفيات ودار المسنين.

مشيرة إلى ان الفريق بصدد التعاقد كذلك مع بعض المعاهد التعليمية لتقديم دروس يومية لفئة كبار السن في السلطنة من قبل المتطوعين في الفريق. ويسعى الفريق حثيثا من أجل الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم بان تكون مادة العمل التطوعي مادة أساسية يدرسها الطالب أسبوعيا ويقوم من خلالها بزيارات ميدانية لهذه الفئة. ومن البرامج التي تبناها الفريق أيضا برنامج «إسعافات ارتال» ويهدف الى تعليم كبار السن الطرق الحديثة في حالة حدوث حالات الطوارئ والحرائق.

الثقافة قبل العطاء

وأوضحت المعمرية ان الفريق لا يقدم المساعدات المالية بل يقوم بتوعية المجتمع بأهمية كبار السن وقيمتهم في المجتمع وإقامة الورشات في مختلف المدارس، موضحة ان الانتساب الى هذا الفريق مفتوح شريطة ان يخضع المتطوع الذي ينوي الدخول الى الفريق لورشات (أبجدية مسن)، وهي ورشات في العمل التطوعي ورعاية كبار السن لأننا نؤمن بأن الثقافة قبل العطاء، ولذلك يجب على كل متطوع أن يكون لديه حس القيادة من خلال تطبيق مشروع «أنا قائد» حيث يتم اختيار 4 أعضاء بحيث يصبح أحدهم قائد المجموعة من أجل توزيع المسؤوليات والمهام لبقية الأعضاء، وتكون الآلية في توزيع القيادة هي طريق توزيع الأدوار القيادية شهريا من أجل زرع روح التطوع لدى جميع الأعضاء.

وأشارت الى أن من أهم البرامج التي يسعى إلى تحقيقها الفريق أيضا محو الأمية لدى كبار السن من خلال مشروع «بلغوا عني ولو آية»، وهو برنامج يهدف الى تعليم كبار السن القرآن الكريم باستخدام القلم القارئ ويتم متابعتهم من قبل أعضاء الفريق.