oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

لقاء الحكمة من أجل فلسطين وشعبها الشقيق

22 أكتوبر 2018
22 أكتوبر 2018

في الوقت الذي تمثل فيه زيارة فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لمسقط، وككل مرة، إضافة طيبة للعلاقات العمانية الفلسطينية، على مستويات عدة، فإن زيارة فخامته الرسمية لمسقط، ولقاءه المطول مع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - أمس في بيت البركة العامر، ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات، ليس فقط على صعيد تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين السلطنة ودولة فلسطين الشقيقة في مختلف المجالات، ولكن أيضا على صعيد ما تشهده القضية الفلسطينية، وما تمر به من تطورات وما تتعرض له من تحديات على أكثر من صعيد، وهو ما كان ضمن مناقشات ومباحثات حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم وفخامة الرئيس «أبو مازن»، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا والتطورات ذات الاهتمام المشترك.

وإذا كانت مسقط قد شكلت باستمرار، مقصدا للعديد من الأشقاء والأصدقاء، على المستويين الإقليمي والدولي، للتعرف على وجهات نظر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أبقاه الله - ورؤيته السديدة، وتقييمه البعيد النظر، لمختلف التطورات، داخل المنطقة ومن حولها، أو لوضع جلالته، بشكل مباشر وبالتفصيل، في صورة ما يجري بالنسبة لتطور أو آخر، فانه يمكن القول بأن لقاء جلالته وفخامة الرئيس محمود عباس أمس، هو في جوهره لقاء الحكمة من أجل فلسطين وشعبها الشقيق، خاصة في ظل مجمل الظروف والتطورات والتحديات التي تمر بها وتتعرض لها القضية الفلسطينية بوجه عام، والشعب الفلسطيني الشقيق في الضفة الغربية وقطاع غزة بوجه خاص. وما يحتاجه الشعب الفلسطيني الشقيق من عمل وسعي حثيث لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإعادة حشد الطاقات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات، على صعيد قلب رجل واحد، وفي إطار فلسطيني شامل، تظل منظمة التحرير الفلسطينية قادرة على القيام به والوفاء به، عبر توافق كل القوى والأطراف الفلسطينية، ونزولها على ما يحقق المصلحة الوطنية للقضية والشعب الفلسطيني الشقيق اليوم وغدا، خاصة وإن تحقيق المصالحة الفلسطينية يمثل ركيزة لا غنى عنها لتعزيز الموقف الفلسطيني في أية مفاوضات قادمة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وهو ما ينبغي العمل الجاد والدؤوب من أجل التمهيد له، مع مختلف الأطراف المعنية. ولعل السلطنة بحكم ما تتمتع به من علاقات طيبة وموثوقية ومصداقية مع مختلف الأطراف، لعلها تتمكن من الإسهام الفعال في التهيئة لذلك، تخفيفا للضغوط عن الأشقاء الفلسطينيين، ودفعا للمواقف والتطورات، لتسير في الطريق الصحيح، الذي يمكن أن يفضي في النهاية إلى استئناف المفاوضات الجادة، في إطار حل الدولتين وبما يتجاوب مع الثوابت والتطلعات الفلسطينية، التي دفع الشعب الفلسطيني الشقيق ثمنا غاليا لها على مدى العقود والسنوات الماضية. وكعادتها في هذا المجال، فان السلطنة بقيادة جلالة السلطان المعظم - أعزه الله - لن تدخر وسعا في القيام بكل ما يمكنها من أجل فلسطين وشعبها الشقيق.