الحمراء تترقب افتتاح مشروع نزل تراثي جديد ببلدة مسفاة العبريين

حصن المسفاة .. يجسد بصمة العمانيين في فن العمارة والهندسة -

كتب - سيف بن زاهر العبري -

ما أن تيمم وجهتك شطر الحارة القديمة ببلدة الحمراء أو ناحية الحارة الأثرية بمسفاة العبريين في ولاية الحمراء يخال إليك أن الحارتين بدتا وكأنهما في سابق عهدهما حيث المباني الطينية المتراصة تسابق الزمن في العودة إلى الحياة من جديد، من بين عشرات البيوت القديمة التي تهدمت في حارة الحمراء، أو وسط البيوت الأثرية في بلدة المسفاة الجميلة، التي قال عنها الشيخ عبدالله بن ماجد بن خميس بن راشد العبري: «إن شئت تنظر بهجة الجنات عرّج هديت لبلدة المسفاة.. بلد يعزُّ لها النظير فلم تزل محفوفةً بجوامع الخيرات».

وها هي ولاية الحمراء تترقب افتتاح مشروع نزل تراثي جديد ببلدة مسفاة العبريين خلال الفترة المقبلة تحت مسمى بيت حصن المسفاة الذي يزيد عمر بنائه عن الثلاثمائة عام، ويعد من أقدم البيوت الأثرية الحجرية في مسفاة العبريين، حيث يجسد بصمة العمانيين في فن العمارة والهندسة الفريدة ليبقى شامخا شاهقا على سفح جبل يتميز بموقعه الفريد عن سائر البيوت الحجرية في البلدة.

وينفرد هذا البيت الحجري بإطلالاته الساحرة فهو مطل على البلدة القديمة من جهة، ومن زوايا أخرى يطل على المزارع الخضراء والبلدة الحديثة في مسفاة العبريين، ويكتسب حصن المسفاة أهمية جغرافية كبيرة بوقوعه بالقرب من قلعة روغان التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام. ويربت المبنى الأثري على صخرة حجرية عالية تشد أنظار الزائرين للوهلة الأولى، بل إن بعضهم يقف متأملا عظمة البناء في الصخرة الصماء.

استقطاب السياح

من هنا حري بنا إبراز جهود ملاك منزل بيت الحصن الذين قاموا بترميمه وإعادة تأهيله خلال الفترة الماضية بهدف تحويله إلى نزل تراثي مميز يستقطب الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها، وذلك ضمن الجهود الأهلية الذاتية المبذولة لإطلاق منتج النزل التراثية، وتشجيع وإبراز التجربة التراثية العمانية للسائح والزائر للسلطنة، وفي إطار السعي والاهتمام للمحافظة على البيوت القديمة الأثرية من السقوط والاندثار- حيث تعد بلدة مسفاة العبريين إحدى أهم الوجهات السياحية الرئيسية التي تستهوي الأفواج السياحية في السلطنة- أجرى «عمان الاقتصادي» استطلاعا صحفيا عن هذا المشروع التراثي السياحي، حيث التقى بزهران بن سليمان العبري رئيس مجلس إدارة شركة حصن المسفاة للنزل التراثية بمسفاة العبريين الذي أكد في بداية حديثه أن الهدف من ترميم بيت حصن المسفاة هو الحفاظ على المورث العماني في فن العمارة والهندسة، وقد أطلقت إدارة شركة مسفاة العبريين هوية خاصة بالنزل التراثي وذلك بغرض تقديم المنزل الأثري بأساليب حديثة تحافظ على الطابع العماني الأصيل، وتساهم في الترويج السياحي لبلدة مسفاة العبريين بشكل عام والنزل بشكل خاص.

وقال: إن النزل التراثي ببيت الحصن عبارة عن غرف معيشة متعددة بطابع تراثي بحت، كما توجد في المنزل ردهة طعام علوية مميزة مطلة على مناظر طبيعية وتراثية ساحرة وأن أسعار النزل ستكون في متناول السائح والزائر.

كنوز سياحية

وقال يعقوب بن يونس العبري عضو مجلس إدارة حصن المسفاة للنزل التراثية: إن الشركة تسعى في الوقت الراهن للحصول على التراخيص الرسمية من وزارة السياحة لتشغيل بيت الحصن بشكل فعلي، وسيكون له دور كبير في رفد قطاع السياحة في السلطنة خصوصا أن قرية مسفاة العبريين تحتوي على الكثير من الكنوز السياحية وهو ما شجع الشباب للعمل في هذا المجال المهم.

وسيتمكن مرتادو النزل التراثية في مسفاة العبريين من التعرف على العادات والتقاليد العمانية الأصيلة وكذلك تجربة مختلف المأكولات العمانية أثناء إقامتهم في النزل، أما بالنسبة للسياح الأجانب فستكون لهم تجربة استثنائية تمكنهم من قضاء وقت ممتع يتعرفون من خلالها على أصالة الحضارة العمانية العريقة.