1018532
1018532
عمان اليوم

بدء أعـمال الـمـؤتـمر الإقليـمي لـصـحة اليافـعيـن بالـشرق الأوسـط  وشـمـال إفـريـقـيـا «مـعـا لرعـايـة شـامـلـة لـليـافـعيـن والـشـباب»

21 أكتوبر 2018
21 أكتوبر 2018

اليافعون والشباب يشكلون 28.3٪ من السكان العمانيين -

نظمت وزارة الصحة ممثلة بدائرة الصحة المدرسية والجامعية مساء أمس المؤتمر الإقليمي السنوي الثاني لصحة اليافعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «معًا لرعاية شاملة لليافعين والشباب». رعى حفل الافتتاح بفندق جراند هرمز صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة وعدد من أصحاب السمو والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد من أصحاب السعادة وممثلي المنظمات الدولية، وشهد المؤتمر مشاركة واسعة لحوالي 300 مشارك من السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول أخرى من العالم.

ويهدف المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام إلى إيجاد وعي إقليمي بالبرامج المجتمعية وبرامج تعزيز الصحة الخاصة باليافعين والشباب والدعوة لمقدمي الرعاية الصحية لتلبية احتياجاتهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتعزيز فهم المفاهيم الرئيسية في مجال صحة هذه الفئة على مختلف المستويات، والتعرف على التجارب متعددة القطاعات والابتكارات والممارسات في مجال صحة اليافعين والشباب، وتعزيز دورهم كعامل أساسي في حماية صحتهم.

ابتدأ برنامج الحفل بكلمة ترحيبية للدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية أشار فيها إلى أن هناك: أكثر من 100 مليون يافع حاليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هؤلاء ليسوا فقط مستقبل أي دولة بل هم قوة مجتمعية هائلة يجب الاستفادة منهم بشكل جيد من خلال تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ليكونوا مبدعين ويصبحون شريكا نشطا في التنمية. وفي السلطنة وفقا للتقرير الصحي السنوي فإن اليافعين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة يشكلون 28.3٪ من السكان العمانيين.

وأضاف: إن اليافعين يتمتعون بالصحة ولا يعانون من الأمراض ومع ذلك، فإن العديد منهم يموتون قبل الأوان بسبب الحوادث والانتحار والعنف ومضاعفات الحمل المبكر والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي يتعرض لها اليافع في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة في مرحلة البلوغ على سبيل المثال، قد يؤدي النظام الغذائي غير الصحي، والحياة غير النشطة، والسمنة، وتعاطي التبغ، والمخدرات والالتهابات المنقولة جنسيا إلى أمراض أو الوفاة المبكرة في وقت لاحق من الحياة.

واستنادا إلى الحقائق المذكورة أعلاه، أدركت وزارة الصحة في السلطنة أهمية تعزيز صحة اليافعين وأصبحت إحدى أولويات الخطط الخمسية الصحية. حيث شهدت السلطنة تطورا كبيرا في تقديم الخدمات الصحية للمجتمع مرتكزة على خدمات الرعاية الصحية الأولية بما تتضمنها من برامج مختلفة للعديد من فئات المجتمع بما فيهم اليافعين والشباب، حيث تم إنشاء برنامج للصحة المدرسية منذ بداية الخطة الخمسية الرابعة وما زال مستمرا بجودة عالية في تقديم الخدمة الصحية.

واستطرد الدكتور اللمكي في كلمته: إن الاستثمار في صحة اليافعين والشباب وتنميتهم ورفاهيتهم هو الاستثمار الأكثر فعالية من حيث التكلفة الذي يمكن لأية دولة أن تحققه في المستقبل ويتوجب علينا أن نكون مساندين وداعمين للشباب واليافعين من حيث الإيمان بالقدرات لديهم، وإيجاد البيئة الداعمة والآمنة سواء كأفراد أو مجموعات أو مؤسسات حكومية وغير حكومية، ويأتي إقامة هذا المؤتمر لتكملة مسيرة العمل لتقديم رعاية شاملة وبيئة صحية تهتم بصحة اليافعين والشباب من خلال مشاركة اليافعين والشباب أنفسهم في هذا المؤتمر لمناقشة احتياجاتهم الصحية والاجتماعية وتلبية تطلعاتهم المستقبلية.

والقت الدكتورة أكجمال ماجتيموفا ممثلة منظمة الصحة العالمية بالسلطنة كلمة قالت فيها: تتضمن الاستراتيجية العالمية لصحة النساء والأطفال والمراهقين (2016-2030) صحة المراهقين حول ثلاثة أهداف: 1) البقاء -لإنهاء الوفيات التي يمكن الوقاية منها، 2) الازدهار ضمان الصحة والرفاهية، 3) تحويل توسيع البيئات المواتية.

وأضافت: تواجه بعض البلدان في الإقليم أقل معدل انخفاض في الوفيات بنسبة 2٪ فقط منذ عام 2000. ومن ناحية سوف يساهم الاستثمار السليم في صحة المراهقين وأنا أؤكد على الاحتياجات والتحديات في البلدان منخفضة الدخل في تسريع إعمال الحق في الصحة وتحقيق المكاسب من «العوائد الديموغرافية» لتعزيز الاقتصادات ومعايير المعيشة، من ناحية أخرى.

من جانبه قال الدكتور آسر أحمد طوسون ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السلطنة في كلمته: إن إدراج صحة المراهقين والشباب في الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) يعكس حرص والتزام السلطنة بتعزيز صحة تلك الفئة المجتمعية المهمة، كما يؤكده تنظيم هذا المؤتمر بوصفه الأول من نوعه في سلطنة عمان والثاني في المنطقة، والذي سيعمل خلال أيام انعقاده كمنصة لتبادل المعلومات والخبرات بين الخبراء والمشاركين العاملين في هذا المجال. وأضاف: يشكل الشباب نسبة 28.3% من عدد السكان العُمانيين وفقا للتقرير الصحي السنوي للسلطنة، ومن ثم فهم بمثابة قوة مجتمعية واعدة يجب أن يُستفاد منها من خلال تحسين صحتهم ليكونوا شركاء فاعلين في تنمية المجتمع.

وأشار إلى أن تنمية الشباب والاهتمام بصحتهم يمثلان جزءا لا يتجزأ من إطار عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان والذي يشارك في المؤتمر بتقديم الدعم الفني حيث سيقوم مستشارنا الإقليمي للشباب بتقديم البيانات الإقليمية ذات الصلة والخبرات والدروس المستفادة في هذا المجال. كما سنناقش خلال الأيام المقبلة أهمية ضمان حصول الجميع بلا استثناء على خدمات صحية كافية ومناسبة لكل المراهقين والشباب، بما في ذلك الفتيات المراهقات لضمان إطلاق قدراتهن والاستفادة منها في عملية التنمية المستدامة في منطقتنا العربية.

فيما تطرق الدكتور راشد بن سالم الحجري رئيس اللجنة الوطنية للشباب في كلمته قائلا انه: عندما تم تأسيس اللجنة الوطنية للشباب منذ ست سنوات، توجب علينا الأخذ بالاعتبار توقعات الشباب وطموحاتهم، وبالتالي أجرينا مسوحات وحلقات عمل على المستوى المحلي من أجل استيعاب وسد الفجوة بين جهود الحكومة من جانب والمستفيدين (الشباب في هذه الحالة) من الجانب الآخر من المعادلة، أدى ذلك إلى تصميم وتنفيذ مشاريع قصيرة المدى تستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة، وتغطي مختلف المجالات والاهتمامات مثل الابتكار وريادة الأعمال والعمل التطوعي وأكثر من ذلك بكثير، مضيفا انه مع مرور الوقت أخذت التوقعات في الازدياد وأصبحت الطموحات أكبر، لذلك توصلنا إلى منظور آخر وهو كيف يمكننا الانتقال من مشاريع تفاعلية قصيرة المدى إلى وضع مشاريع استباقية ومستدامة، وبالتالي قمنا بتطوير خطة استراتيجية لمدة 5 سنوات مع أهداف استراتيجية طموحة للغاية، وفي المقابل واجهتنا 3 تحديات رئيسية لتحقيق هذه الأهداف وهي الموارد البشرية والخبرة المتخصصة، والموارد المالية.

وأوضح الحجري انه بالنسبة للتحدي الأول، عددنا الشباب شركاء أكثر منهم مستفيدين، قمنا بطلب متطوعين في مشاريع مختلفة ومن ثم تدريبهم وتزويدهم بالأدوات والمهارات المناسبة لتنفيذ تلك المشاريع، علاوة على ذلك، تمكنا من تطوير أدوات جديدة بفضل مساعدتهم وخيالهم الذي مكننا من توصيل رسالتنا بشكل أسرع وأسهل للجمهور المستهدف وبمساعدة هؤلاء الشباب تمكنا من إيصال مشاريعنا في جميع أنحاء السلطنة في وقت أقصر مما لو كان علينا الاعتماد على مواردنا البشرية.

أما بالنسبة للتحدي الثاني وهو امتلاك الخبرة المناسبة، أمنا شراكات مع الجهات الحكومية كلا بحسب الفئة المناسبة فعلى سبيل المثال لمشروع «نمط حياة صحي للشباب» دخلنا في شراكة مع وزارة الصحة ولمشروع «تعزيز مشاركة الشباب في عملية صنع القرار» أقمنا شراكة مع المجلس الأعلى للتخطيط، وكان التحدي الثالث هو امتلاك موارد مالية كافية لإجراء جميع هذه المشاريع في وقت واحد وفي جميع أنحاء البلاد، ومما ساعد على خفض التكلفة هو جعل الشباب يعملون كمتطوعين، كما أن استخدام المرافق الحكومية القائمة مثل المدارس والجامعات والنوادي الرياضية والثقافية ساهمت في خفض التكلفة، وفي الأخير تمكنا من تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتخصيص جزء من ميزانية المسؤولية الاجتماعية للشركات لمشاريعنا.

وكانت النتيجة التي حصلنا عليها خلال السنتين الأخيرتين هي تنفيذ 15 مشروعًا مختلفًا يستفيد منها الآلاف من الشباب. ويحاضر خلال المؤتمر 65 محاضرا من مختلف دول العالم يتناولون فيه عددا من المحاور المتعلقة بقدرة اليافعين على عيش حياة صحية وآمنة ومنتجة وتتمثل في اليافع والصحة النفسية والنمو العقلي لليافع وقضايا أمراض الصحة النفسية بين اليافعين في سن المدرسة وطلاب الجامعات وتعاطي التبغ والمؤثرات العقلية وعوامل الحماية وأثرها على صحة اليافعين، وسيبحث المؤتمر في محور الأمراض المعدية وفيه سيتم استعراض موضوع السمنة بين اليافعين والتغذية وأنماط الحياة الصحية وترجمة البحوث إلى برامج صحية، كما سيكون للمؤتمر مناقشات وحلقات عمل وعروض تقديمية وجلسات تفاعلية وركن للشباب (الرسومات، والمقهى العالمي). وتضمن برنامج تدشين أعمال المؤتمر عرض فيديو مرئي حول الصحة المدرسية وتدشين طابع بريد «صحة اليافعين والشباب»، كما شهد الحفل تكريم عدد واسع من المشاركين والمحاضرين من مختلف دول العالم تثمينا للجهود المبذولة في إنجاح المؤتمر.

وقام صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يستعرض تجارب من مختلف المؤسسات الحكومية، حيث استمع والحضور إلى شرح واف عن كل ركن.

ويذكر أن الرابطة الدولية لصحة المراهقين (IAAH) هي واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية الرئيسية التي تعمل لتعزيز صحة اليافعين ورفاههم على المستوى العالمي، وقد وافق التحالف الدولي لصحة اليافعين مؤخرا على تخصيص منطقة منفصلة ضمن هيكلة لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) واحتفلت الجمعية المصرية لطب المراهقين (ESAM) بهذا الحدث من خلال تنظيم المؤتمر الإقليمي الأول في القاهرة من 12 إلى 14 مايو 2017، وقد حضر المؤتمر قادة وخبراء عالميون في مجال صحة اليافعين، من 26 دولة و 12 منظمة دولية، ودعا النائب الإقليمي لرئيس التحالف الدولي لصحة اليافعين وزارة الصحة في سلطنة عمان لتنظيم المؤتمر الإقليمي السنوي الثاني كرمز للاعتراف بالجهود المتميزة التي بذلتها الوزارة لتعزيز الرعاية الصحية لليافعين في البلاد.

من جانبها أدركت وزارة الصحة بالسلطنة أهمية تعزيز صحة المراهقين والشباب وأصبحت إحدى أولويات الخطة الخمسية التنموية التاسعة ومن أهم البرامج والمبادرات الصحية الرئيسية لليافع في السلطنة هي إنشاء قسم الصحة الجامعية وصحة المراهقين ضمن هيكلة دائرة الصحة المدرسية والجامعية بالوزارة وإنشاء قسم طب المراهقين ضمن هيكلة دائرة صحة الطفل بالمستشفى السلطاني وتنفيذ برامج لتعزيز الصحة مع مبادئ توجيهية موحده وهي: برنامج تثقيف الأقران وتقديم المشورة لليافعين والمدارس المعززة للصحة وبرنامج صحة الفتيات، ومبادرة الجامعات المعززة للصحة من أجل توفير التثقيف الصحي والخدمات الصحية الأساسية لطلاب الجامعات والكليات والمعاهد وإجراء البحوث المتعلقة بصحة اليافعين مثل المسح الصحي العالمي للمدارس ومسح التبغ العالمي للشباب بشكل دوري، كذلك شراكة مع القطاعات ذات العلاقة وخاصة وزارتي الصحة والتربية والتعليم والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المعنية لتعزيز الصحة المدرسية واليافعين.