oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التصعيد الإسرائيلي ينطوي على مخاطر عديدة

20 أكتوبر 2018
20 أكتوبر 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باتت غارقة في ممارساتها الهمجية ، ضد أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق ، وعلى نحو لا يفوق فقط أية ممارسات للحكومات الإسرائيلية التي سبقتها ، برغم التطرف المتفاوت للكثير منها ، ولكنه يفوق أيضا أية ممارسات همجية ، لأية حكومة مارست أساليب الاستعمار والاستيطان ، بما في ذلك حكومة الفصل العنصري السابقة في جنوب إفريقيا ، وهو أمر لم يعد خافيا على كل ذي عينين ، سواء في المنطقة أو خارجها .

وإذا كانت حكومة إسرائيل ، في تجاهلها للقرارات والشرعية الدولية ، وكافة المبادئ والنواميس الإنسانية ، تعتمد على فرض سياسات الأمر الواقع ، بفظاظة ، واستهتار بالغين بكل القيم الإنسانية ، كما تعتمد على التأييد الأمريكي الكبير والمتواصل لها في مختلف الهيئات والمؤسسات الدولية ، بكل ما يعنيه ذلك ، بحكم التأثير الأمريكي في عالم اليوم ، إلا أن الشعب الفلسطيني الشقيق ، الذي لا يريد سوى استعادة حقوقه الطبيعية في أرضه ووطنه ، وبناء دولته المستقلة ، على حدود الرابع من يونيو عام 1967 ، وفي إطار حل الدولتين ، الذي أيده المجتمع الدولي ، لن يتخلى أبدا عن حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف . نعم يزداد الضغط الإسرائيلي والأمريكي ، وتواصل إسرائيل انتهاكاتها الممنهجة واستيطانها الوحشي في القدس والضفة الغربية ، ولكن الشعب الفلسطيني الشقيق ، والذي استطاع تحمل كل ما تعرض له على امتداد العقود والسنوات الماضية ، من همجية إسرائيل ، قادر بتضحيات أبنائه ، وبإرادته التي لا تلين لاستعادة حقوقه المشروعة ، على مواصلة نضاله وحمايته والوصول به إلى غاياته الوطنية المشروعة .

ومن المؤكد أن الشعب الفلسطيني الشقيق يحتاج ، في الواقع ، إلى كل دعم ومساندة ، خاصة من جانب الأشقاء في الدول العربية ، وفي هذا الإطار فإن السلطنة ، ومنذ انطلاق مسيرة النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وهي تحرص على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ، ودعم مطالبه ونضاله المشروع ، ليس فقط سياسيا ومعنويا ، وفي مختلف الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية ، ولكن أيضا بمختلف الوسائل ، التي تراها مناسبة ، وبالتنسيق مع السلطات الفلسطينية ، لدعم جهود الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمواجهة التعسف والضغوط التي تمارسها إسرائيل في حق أبنائه ، وأجيالهم المتتابعة. جدير بالذكر أن التصعيد المتواصل للانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الشقيق في القدس الشرقية المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة ، بما في ذلك اللجوء إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين ومواجهة احتجاجاتهم السلمية بالرصاص الحي ، تنطوي على الكثير من المخاطر المباشرة وغير المباشرة على السلام والأمن في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي المنطقة من حولها ، وهي مخاطر تتطلب العمل الجاد والمخلص من أجل السعي إلى وضع حد لها ، وإلى تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من نيل حقوقه المشروعة ككل شعوب العالم ، لأن البديل مخيف في الواقع ، وهو ما ينبغي العمل على تجنب السقوط فيه .