1016215
1016215
المنوعات

كهلان الخروصي يناقش اللغة العربية والهوية الوطنية بالمجمع الشبابي بصلالة

19 أكتوبر 2018
19 أكتوبر 2018

كتب – بخيت كيرداس الشحري -

نظم مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة محاضرة ثقافية بعنوان (اللغة العربية والهوية الوطنية ) في إطار البرامج الثقافية التي ينفذها المجمع لهذا العام التي قدمها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة، وذلك بقاعة المحاضرات في المجمع مساء أمس الأول.

وقد تحدث فضيلة الشيخ عن أهمية اللغة العربية ودورها في الحضارة الإنسانية وعلومها ووصفها بأنها لغة القرآن الكريم، وهي المعجزة الخالدة، وأكد أن فهم اللغة العربية مهم جداً لفهم النصوص الشرعية، وما دام القرآن باللغة العربية فهي باقية، وقد تكفل الله تعالى بحفظ هذا القرآن في محكم كتابه فقال تعالى:{إِنَّا جَعَلناهُ قُرءَانًا عَرَبِيّا لَّعَلَّكُم تَعقِلُونَ} (الزخرف: 3)، وقال الله تعالى:{إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا ٱلذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: ٩)؛ فبحفظ الله تعالى كتابه يحفظ اللغة العربية، فهي باقية ببقائه إلى يوم الدين.

كما أكد فضيلة الدكتور مساعد المفتي العام على دور أهل عمان في وضع علوم اللغة العربية مثل عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب معجم العين، كما أشار إلى أنه حتى المفردات العامية التي تستخدم في بعض المناطق العمانية هي أصلها من اللغة العربية الفصيحة، وأشار إلى أن بعض المفسرين مثل الطبري يصفون بعض المفردات في القرآن الكريم بأنها بلغة أهل عمان، وأحيانا يقولون بلغة شحر عمان، وهذا دليل على أن أهل عمان لم يكونوا عالة على اللغة العربية بل أربابها وأهلها.

وحول تعريف اللغة قال فضيلته: هي البيان الذي نعبر به عن ذواتنا وأفكارنا، وهي نظام في عقولنا لا بد أن نتبعه للتعبير عما في أنفسنا، وعرف النحو والصرف والمعاجم بأنها أوصاف للغة نضبط بها الكلام ونربط بها المفردات والجمل، وأن اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب، فاليوم وسائل التواصل كثيرة يمكننا من خلالها فهم ما يقول الآخر عن طريق ترجمة ما يقوله الآخر، ونفهم مقصده من خلال تلك التطبيقات.

وقد ضرب مثلاً بحديث عن رسول الله حينما أتاه شاب يستأذنه في أن يسمح له بالزنا، فقال له رسول الله: أترضاه لأمك؟، أترضاه لأختك؟ فأخذت في الشاب الحمية واقتنع ورجع رافضاً هذا الفعل، وفي حادثة أخرى نقلها فضيلته شبيهة بهذه الحادثة حدثت في كندا مع أحد الدعاة المسلمين حين أتاه شاب كندي قال له: إن ما يمنعني عن دخول الإسلام هي قضية تحريم الزنا، فحاول الداعية أن يقنعه بنفس حديث رسول الله مع الشاب العربي، ولكن الشاب الكندي رد عليه بأن هذه حرية شخصية، ولا يهمني ما تفعله والدتي أو أختي، وهذا يدلنا على أن الخطاب لا يمكن أن يصلح لكل الثقافات، فلكل ثقافة تأثيرها اللغوي، وهو مرتبط بالهوية التي عرفها بأنها الخصائص التي تميز الذات عن غيرها.

وأضاف فضيلته أن هناك علاقة وطيدة بين اللغة والهوية، ففي هذه الحادثة التي كانت بنفس الخطاب ولكن في مكانين وزمانين وثقافتين مختلفتين اختلفت النتائج ولم تحدث اللغة أثراً كما أحدثته في البيئة الأخرى.

وأشار الشيخ كهلان الخروصي إلى أن اللغة أهم عنصر يشارك في تشكيل الهوية، وأكدت عديد الدراسات في بعض الدول الغربية أن نسبة من أجابوا بأن أهم عنصر في تشكيل الهوية هي اللغة بلغت 85%.

وأكد الشيخ كهلان الخروصي على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، وخير طريق ذلك هو دراسة القرآن الكريم وحفظه وتلاوته وتدبر آياته ودور الأسرة مهم في تحفيز الناشئة على الاهتمام باللغة العربية الفصحى وكذلك دور المعاهد والجامعات ومؤسسات الدولة في إعطاء الأهمية للغة العربية ودورها في الحضارة الإنسانية وعلو منزلتها كونها لغة القرآن الكريم.

من جانب آخر فقد زار فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة معهد العلوم الإسلامية بصلالة، وذلك ضمن برنامج محاضرات خطة النشاط الثقافي لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم التقى خلالها أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية وطلاب المعهد، وقد قدم فضيلة الشيخ كلمة وعظية تطرق فيها إلى أهمية القدوات في حياتنا والتحلي بالأخلاق الفاضلة المستمدة من ديننا الحنيف.