1015109
1015109
الرئيسية

مجلس الوزراء يهنئ بيوم المرأة العمانية ويشيد بدورها الوطني

17 أكتوبر 2018
17 أكتوبر 2018

الاحتفال بالـذكرى التاسعة لـ «17 أكتوبر» بولاية هيماء -

هيماء: ماجد الهطالي  -

احتفلت وزارة التنمية الاجتماعية صباح أمس بولاية هيماء بيوم المرأة العمانية تحت رعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل وبحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وعدد من أصحاب المعالي والمكرمات عضوات مجلس الدولة وأصحاب السعادة، وتم خلاله توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين مؤسسات القطاع الخاص وجمعيات المرأة بمحافظة الوسطى، وتدشين كتيب المرأة العمانية لعام 2018 ومناقشة أوراق عمل تناولت دور المرأة العمانية في التنمية الاقتصادية.

وقال سيف بن محمد الشكيلي مدير التنمية الاجتماعية بولاية هيماء في كلمة الوزارة «أن اعتماد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - يوما سنويا للمرأة العمانية يعتبر تجديدا وتأكيدا على دورها الريادي في التنمية الشاملة، وبفضل الله تعالى وللدور الكبير الذي تلعبه في التنمية أصبحت شريكا فعليا في كل مفصل من مفاصل الحياة، وما الاحتفال بهذا اليوم إلا ترجمة فعلية لما وصلت إليه من مكانة عالية في مجتمعها.

وأكد أن الوزارة ارتأت بأن يكون الاحتفال بيوم المرأة العمانية هذا العام في محافظة الوسطى تحت عنوان «المرأة العمانية شريك التنمية المستدامة» للاستمرار في ديمومة نهج التكامل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بكل شرائحه المختلفة، مشيرا إلى الدور الرائد الذي تقوم به الوزارة في مجال تمكين المرأة وتثقيفها وتدريبها، وما جمعيات المرأة المنتشرة في كافة أرجاء الوطن إلا ترجمة فعلية لهذا الاهتمام بتنمية قدرات المرأة. وأضاف أن محافظة الوسطى حظيت بإشهار أربع جمعيات للمرأة في ولاياتها الأربع، وهي بمثابة ركيزة العمل النسائي التطوعي، ومن خلالها تتكون الشراكة بين مختلف المؤسسات، ولهن دور بارز في تنمية المجتمعات من خلال برامج التدريب والتوعية ، فهي نقطة الانطلاق للتمكين وإيجاد برامج تدريبية لتوليد الدخل لدى الأسرة العمانية، وتحسين الأوضاع المعيشية للأسرة وبناء شراكات تنموية مع القطاعين الحكومي والخاص.

كما أكد مدير التنمية الاجتماعية بولاية هيماء أن السلطنة حققت نجاحا باهرا في جعل المرأة العمانية موردا بشريا لا يمكن الاستغناء عنه، ورافدا حيويا في شرايين الحياة العمانية، كما أن السلطنة لم تغفل جانب القوانين والتشريعات العادلة التي تعطي المرأة العمانية حقوقها، وأضحت أكثر دراية بواجباتها وحقوقها.

من جانبها أكدت عالية بنت صالح الميمنية نائبة رئيس شركة أوكسيدنتال عمان للعمليات في كلمتها على جهود الشركة في دعم المبادرات الهادفة لتمكين المرأة، والذي يعد جزءا من برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركة، وقالت: إن مجالات تمكين المرأة تفرعت لتشمل المجال العلمي والاستثماري والحرفي، والهدف الأساسي من هذه المبادرات أن تساهم في زيادة دخل الأسر المنتجة والحفاظ على الموروث العماني.

دور المرأة الاقتصادي

وتضمن الحفل تقديم أوراق عمل شاركت في تقديمها الدكتورة فاطمة بنت راشد الكيومية مديرة التخطيط والدراسات السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية حيث جاءت ورقتها بعنوان «المرأة ودورها في التنمية الاقتصادية في محافظة الوسطى»، وتطرقت فيها إلى الاقتصاد الأزرق واستغلال الموارد الطبيعية في البحار والمسطحات المائية الاستغلال الأمثل والمحافظة على البيئة المحيطة بها من خلال تقنين الأنشطة البحرية والأنشطة المرتبطة بها ومراقبتها لترسيخ بعض المفاهيم بما يحقق أفضل عائد ممكن ويعزز الأمن الغذائي لمحاربة الفقر وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأشارت الكيومية إلى أن الزراعة والثروة السمكية يعدان من القطاعات الحيوية الداعمة لهذا المفهوم وللاقتصاد الوطني أيضا من حيث مساهمتهما الفاعلة في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الناتج المحلي غير النفطي كما يعد البناء المؤسسي والتشريعات والقوانين المنظمة لاستغلال الموارد الطبيعية محصلة لتنمية ريفية وساحلية من خلال الإنتاج وعمليات الحصاد والتسويق والتصنيع، ولذا أثمرت الجهود السابقة في قطاعي الزراعة والأسماك لتحقيق منظومة الاقتصاد الأزرق من خلال المؤشرات الجيدة التي حققتها بنهاية عام 2017م، حيث ارتفع إجمالي قيمة الناتج المحلي للقطاعين من 573 مليون ريال عماني ‏في عام 2016م إلى 627 مليون ريال عماني في عام 2017م محققا بذلك معدل نموا بلغ 9.4%، بالإضافة إلى ذلك ساهم قطاعي الزراعي والثروة السمكية بحوالي 56.2% من قيمة احتياجات السلطنة الغذائية مع سعي الوزارة لاستدامة هذه الموارد.

دور الجمعيات الأهلية

وجاءت الورقة الثانية عن «دور الجمعيات الأهلية في تحسين نوعية حياة المرأة العمانية» قدمتها مريم بنت إبراهيم الهنائية عضو دراسات ومتابعة بدائرة مكتب وزيرة التربية والتعليم، والتي تضمنت دراسة ميدانية للجمعيات الأهلية بمحافظة مسقط للتعرف على دور الجمعيات الأهلية في تحسين نوعية حياة المرأة العمانية، وأبرز الصعوبات التي تحول دون أداء هذه الجمعيات لدورها في تحسين نوعية حياة المرأة، والآليات الممكنة لتفعيل دورها. وبينت الهنائية أن نتائج الدراسة كشفت عن دور الجمعيات الأهلية في تحسين المستوى الاقتصادي للمرأة العمانية، ولكن دورها لا يزال منخفضا في مجال تحسين المستوى التعليمي والمستوى الصحي، بينما يرى المسؤولون بأن الجمعيات الأهلية لها دور كبير في مجال تحسين المستوى الاقتصادي، ولكن دورها في تحسين المستوى التعليمي والصحي لا يزال دون المستوى، وفيما يتعلق بالبعد الذاتي لتحسين نوعية حياة المرأة، فقد اتفقت المستفيدات والمسؤولون على أن الجمعيات الأهلية لها دور مهم في هذا المجال، كما أوضحت النتائج أن وجهة نظر المستفيدات حول الصعوبات تتمثل في أن أكثر العوامل التي تؤثر على أداء الجمعيات الأهلية هي ضعف الدعم المادي، وتعقد إجراءات الحصول على الخدمات، بينما يرى المسؤولون أن أبرز العوامل التي تؤثر على دور الجمعيات هي: ضعف الدعم المادي، وضعف الإعداد المهني لبعض الأعضاء.

تجربة في ريادة الأعمال

واستعرضت سمتة بنت علي العويسية تجربتها الناجحة في ريادة الأعمال لجمعية المرأة العمانية بولاية مصيرة عن مشروع «مخلل المحاريات» بهدف توفير مصدر دخل لدى الأسر في ولاية مصيرة. وتتمثل رؤية المشروع في استثمار طاقات الأسر في ولاية مصيرة بهدف المشاركة في التنمية، ورسالة المشروع في تمكين الأسر وتأهيلها وتدريبها، ويستهدف المرأة في ولاية مصيرة، وكانت انطلاقة المشروع في 2014 بواقع 20 أسرة وبدعم من وزارتي التنمية الاجتماعية والزراعة والثروة السمكية ، وكما وصلت التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 5 ألاف ريال ويحقق الآن مبيعات تصل إلى 900 ريال شهريا.

وعن التحديات التي تواجه المشروع فقد ذكرت رئيسة الجمعية بأن المشروع يتطلب وجود مقر ثابت لتجميع المنتج وطبخه وتعبئته وتجميده، وعدم توفر وسيلة نقل مهيأة لنقل المنتج وتسويقه، ونقص في العبوات التي يتم تخزين المنتج بها إلى جانب عدم وجود منافذ تسويقية دائمة للمشروع. وفيما يتعلق بالآفاق المستقبلية للمشروع فإنه يسعى إلى تدريب عدد آخر من المستفيدات لتوسيع قاعدة تحسين الدخل لدى المجتمع، وتطوير المنتج من خلال إكساب العاملات مهارات جديدة من خلال التدريب، ورفع جودة المنتج، وتحسين مستوى التسويق والترويـج، والبحث عن منافذ تسويقية دائمة تخدم مشاريع المرأة من خلال إقامة المعارض المحلية، والمراكز التجارية، إلى جانب مساعدة المرأة على تبني مشروع ذاتي والتفكير بمنتج جديد.

توقيع اتفاقيات

وشهد الحفل توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات لدعم جمعيات المرأة العمانية، حيث جاءت المبادرة الأولى بتقديم دعم مالي وقدره 5 آلاف ريال لكل جمعية من جمعيات محافظة الوسطى الأربع، والمبادرة الثانية تنص على تقديم شركة سيباسك عمان دعم مالي لجمعية المرأة العمانية بولاية محوت ، وأيضا جاءت المبادرة الثالثة من معهد تكنولوجيا عمان لتقديم برامج تدريبية بقيمة قدرها 5 آلاف ريال لكل من جمعيتي المرأة العمانية بمحوت والدقم، وكذلك اتفاقية شركة مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماوية لدعم جمعية المرأة العمانية بالدقم من خلال إقامة دورات تدريبية في مجال اللغة الإنجليزية لعضوات الجمعية لمدة 8 أشهر، بالإضافة إلى اتفاقية شركة مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماوية لدعم إقامة ملتقى ومعرض رائدات الأعمال والأسر المنتجة ومنتجات جمعيات ولايات محافظة الوسطى، إلى جانب اتفاقية مع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطى لدعم جمعيات المحافظة.

ووقعت غرفة تجارة وصناعة عمان اتفاقيات مع مجموعة من الشركات والمؤسسات العاملة في ولايات المحافظة لدعم ومساندة أنشطة صاحبات الأعمال والأسر المنتجة وذلك من إيمان الغرفة والقطاع الخاص بالمحافظة بأهمية دعم صاحبات الأعمال وتشجيعهن على تنمية مؤسساتهن والنهوض بها لتكون مؤسسات مساهمة في تنمية المجتمع.حيث وقع من جانب الغرفة الدكتور سالم بن سليم الجنيبي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان للشؤون الاقتصادية والفروع ورئيس فرع الغرفة بمحافظة الوسطى، وجاءت الاتفاقية الأولى مع شركة لوهب للتجارة بولاية هيما ويمثلها مالكها محمد بن سالم الحرسوسي، والاتفاقية الثانية مع شركة سيح الرول ويمثلها مالكها عبدالله بن غدير الجنيبي بولاية الجازر. والثالثة مع شركة الرماح اللوجستية ويمثلها مالكها ايمن بن صبيّح الجنيبي بولاية الدقم، والرابعة مع شركة ابها الوسطى للتجارة والمقاولات ويمثلها مالكها سالم بن علي العمري بولاية محوت.

وقال الدكتور سالم الجنيبي: ان يوم السابع عشر من اكتوبر يأتي تكريما لها لدورها الفعال وخدمتها المتميزة ومشاركتها الفاعلة في التنمية بكل جوانبها جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل. وأضاف أن هذا اليوم هو حافز وتكريم للمرأة العمانية اينما كانت وفي كل مجال بأن تشمر عن ساعد الجد وان تكرس كل هذه الجهود المبذولة في زيادة مساهمتها في البناء والتنمية.

وفي ختام الحفل قام راعي الحفل بتكريم رئيسات جمعيات المرأة العمانية، ومختلف الجهات والمؤسسات الداعمة للاحتفال، ثم تجول معاليه والحضور في معرض الفن التشكيلي الذي أقيم بهذه المناسبة والذي يعد نتاج عمل العضوات في جمعيات المرأة العمانية بمحافظة الوسطى، حيث ضم المعرض صورا تشكيلية وأعمالا تراثية ومشغولات يدوية وخزفية.

أمسية نسائية

من جانب آخر أقيمت أمس الأول أمسية نسائية بعنوان «المرأة في محافظة الوسطى» بميدان الاحتفالات بولاية هيما تحت رعاية المكرمة منى بنت عبدالله البحرانية عضوة مجلس الدولة، وبدأ الحفل بكلمة جمعيات المرأة العمانية بمحافظة الوسطى ألقتها صافية بنت سعيد الحرسوسية نائبة رئيسة جمعية المرأة العمانية بهيماء وقالت فيها: إن يوم السابع عشر من أكتوبر يعد يوما للمرأة العمانية بناء على توجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي يؤكد في خطاباته السامية دائما بأن المرأة العمانية حظيت بالاهتمام والرعاية في العهد الزاهر، وأصبحت تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع العماني جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل وغدت أحدى لبنات النهضة المباركة والتنمية الشاملة.

وأضافت أن المرأة العمانية شاركت في مسيرة النهضة المباركة في كل المجالات، وعملت تحت مظلة القوانين والنظم والتشريعات التي كفلت حقوقها وواجباتها ووفرت لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف مما أدى إلى إبراز دورها ومكانتها في المجتمع، واستطاعت أن تستفيد من هذا التمكين ووصلت إلى أعلى المناصب والمراتب العليا في الدولة بكل جدارة واقتدار، مؤكدة في كلمتها بأن المرأة العمانية في محافظة الوسطى نالت قدرا كبيرا من الاهتمام من قبل الحكومة ، فأصبحت بها أربع جمعيات للمرأة في ولايات هيماء ومحوت والدقم والجازر، وتساهم هذه الجمعيات في تقديم البرامج التدريبية، والتي بدورها تساهم في تمكين المرأة العمانية.

وتوالت فقرات الحفل التي جسدت مختلف الفنون الشعبية والأزياء النسائية للمرأة في محافظة الوسطى، وفقرة ترفيهية نسائية بالتعاون مع دائرة الشؤون الرياضية بالمحافظة، واختتم الحفل بأوبريت «المرأة وحب الوطن».