أفكار وآراء

مستقبل نشاط الأعمال

17 أكتوبر 2018
17 أكتوبر 2018

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

يمتلك السوق المحلي فرصا حقيقية أمام رواد الأعمال والتي تحدث حولها معالي الدكتور وزير التجارة و الصناعة الأسبوع الماضي في جامعة السلطان قابوس بعنوان (وجهة الاقتصاد العماني) من خلال مستقبل ريادة الأعمال وملامح الاقتصاد العماني وأدوار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والابتكار في الاقتصاد العماني وتأثير التقنية على أعمال المستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي فرضت أنماط استهلاكية وخدمية يتطلب استثمارها من الطاقات الشبابية والمخرجات الوطنية وتشجيعها في الأعمال والأنشطة الإنتاجية.

وقد كانت هذه المحاضرة فرصة للشباب لمعرفة ملامح الاقتصاد الوطني والفرص المتاحة بالسوق المحلي والتعرف على قصص نجاح مشرقة لكثير من أبناء هذا الوطن لاستثمار طاقاتهم في هذا المسار الطموح لريادة الأعمال التي تعطي نموذجا طيبا لعزيمتهم وجهودهم في إنشاء أنشطة تجارية تعود بالمنفعة على مستقبلهم وطموحهم في التوسع بالأعمال الحرة.

ومن هذا المنطق نتأمل من الشباب استثمار الفرص المتاحة وعدم الاتكال على الوظيفة الرسمية وهناك أمثلة حققها كثير من الشباب في الأعمال الخاصة التي تتطلب الجدية والتخطيط السليم لمسار النشاط التجاري وكلنا ثقة بالجهود المبذولة والأخذ بيد الشباب لتوعيته بالفرص في السوق المحلي ودعمه في مشوار الأعمال الحرة وأهمية قرارات سيح الشامخات حول الدعم المقدم لرواد الأعمال لتحقيق الأهداف المنشودة في ظل تنامي التحويلات النقدية للخارج المرتبطة بالتجارة المستترة في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة.

ونثمن لصندوق الرفد والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هذه الجهود ونتأمل العمل على بذل المزيد من الجهد ومتابعة قرارات سيح الشامخات للرؤية السامية حول تعزيز ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال وتوجيه الشباب نحو القطاعات النوعية والواعدة و بناء الشراكة مع كبرى الشركات والجهات الاقتصادية العامة والخاصة في فتح المجال أمام رواد الأعمال الجادين بالاستفادة من العقود والمناقصات التي تطرحها وتعزيز التسهيلات والخدمات المقدمة لدعمهم بالسوق المحلي لضمان نموها واستمراريتها وهناك نماذج طيبة تستحق الإشادة خلال الفترة الماضية مثل ملتقى فرص الأعمال بين الشركات الكبرى والمشروعات مع رواد الأعمال .

والتي نعول عليها مع هذه البرامج بنشر ثقافة العمل الحر واستقطاب شريحة الشباب الولوج بأنشطتهم ومشاريعهم التجارية في السوق المحلي واستثمار الدعم المقدم من الدولة لهذا النشاط الواعد.

الذي يتأثر بمنافسة غير متكافئة كما أشرنا في الأعلى من التجارة المستترة التي تسيطر على مفاصل هذه الأنشطة التجارية وتشكل عائقا حقيقيا على مشوار نجاح الشباب في الأعمال الحرة واستثمار الفرص السانحة التي تتطلب وضع حلول للحد من هذه الممارسات الضارة بالاقتصاد الوطني التي لعبت دورا أساسيا في ارتفاع أعداد القوى العاملة الوافدة والتحويلات النقدية خارج البلاد بشكل سنوي إلى أرقام تخطت ثلاثة مليارات ريال التي تتطلب وقفة جادة .

فنتأمل مزيدا من العمل الميداني وتوجيه الشباب نحو الفرص المتاحة والدعم الفني والإداري لمشروعاتهم التجارية و التواصل لتذليل المعوقات المالية وإعطائهم الأولوية في العقود والمشتريات الرسمية من أجل دعم عزيمة هؤلاء الشباب و تشجيعهم ونجاح أعمالهم بالسوق المحلي وكذلك من القطاع الخاص أن تكون له بصمة في دعم هذه المبادرات والشراكة في الممارسات التجارية والعقود والاستفادة من تجارب المبادرات الناجحة التي أطلقتها بعض الشركات للعقود والتوريدات أمام الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وكذلك عرض خدماتهم ومنتجاتهم في المراكز والمرافق السياحية والفنادق لتسويق الصناعات الحرفية والتعاقد مع أصحاب هذه المبادرات فهذه المرحلة تتطلب من جميع القطاعات العامة والخاصة وقفة وطنية لمساندة الشباب الجادين في الأعمال الخاصة وتمكينهم بالسوق المحلي ونحن على ثقة بحرص هذه الجهات على تحقيق هذه التطلعات والأهداف.