1013762
1013762
العرب والعالم

مهلة إضافية لتطبيق اتفاق المنطقة العازلة في إدلب

16 أكتوبر 2018
16 أكتوبر 2018

وفد روسي بحث التسوية السورية في الرياض -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

أكدت روسيا وأنقرة أمس أن اتفاقهما بشأن ادلب ما زال «قيد التنفيذ»، رغم عدم انسحاب أي من الفصائل المتطرفة من المنطقة المنزوعة السلاح، غداة انتهاء المهلة الزمنية المحددة لذلك.

ومع بقاء المتطرفين في مواقعهم، تبدو الأطراف المعنية بالاتفاق الروسي - التركي وكأنها مدركة أن تطبيقه يحتاج الى المزيد من الوقت، بحسب محللين.

وانتهت أمس الأول مهلة إخلاء الفصائل المتطرفة للمنطقة المنزوعة السلاح، من دون رصد أي انسحابات منها حتى الآن، في وقت لم تحدد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المعنية خصوصاً بالاتفاق الروسي - التركي، موقفاً واضحاً من إخلاء المنطقة.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس أنه «بالاستناد الى المعلومات التي نحصل عليها من عسكريينا، يتم تطبيق الاتفاق وجيشنا راض عن الطريقة التي يعمل بها الجانب التركي».

وبعد وقت قصير، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنه «لا توجد أي مشكلة في ما يتعلق بسحب السلاح الثقيل ولا يبدو أن ثمة مشكلة إزاء انسحاب بعض المجموعات المتطرفة من هذه المنطقة». وأضاف «بالتأكيد، إنها عملية مستمرة».

وينص الاتفاق التركي - الروسي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها. وأُنجز سحب السلاح الثقيل من المنطقة الأربعاء الماضي، بينما كان يتوجّب على الفصائل المتطرفة إخلاؤها بحلول 15 أكتوبر. وينص الاتفاق كذلك على تسيير دوريات تركية - روسية مشتركة للإشراف على تنفيذ الاتفاق.

ويتحدث محللون عن وجود تيارين داخل التنظيمات المتطرفة يتعارضان في موقفهما إزاء تطبيق الاتفاق.

وأورد مركز «عمران» للدراسات الاستراتيجية ومقره تركيا، في تقرير نشره قبل أيام، أن التيار الأول وهو بقيادة القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني «يبدي جاهزيته للانخراط في الجبهة الوطنية للتحرير» التي تضم ائتلاف فصائل معارضة مقربة من تركيا. بينما يرفض التيار الثاني الذي يقوده قيادي مصري الامر تماماً «ويدفع نحو رفض الاتفاق».

وطلبت أنقرة، وفق ما نقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات، «من موسكو إعطاءها مهلة للتأثير» على قرار التيار الرافض لتطبيق الاتفاق داخل هيئة تحرير الشام.

ويقول الباحث في مركز «عمران» نوار أوليفر لفرانس برس إن «الأطراف المعنية بالاتفاق وحتى الأطراف المحلية تدرك تماماً أنه من الصعب تطبيق الاتفاق وفق المهلة المنصوص عليها، وبالتالي يتطلب الأمر وقتاً». وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أنه «لم يتم رصد الثلاثاء(أمس) أي انسحاب أو تسيير دوريات في المنطقة المنزوعة السلاح».

وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل متطرفة أخرى على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح التي يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً. وتقع على خطوط التماس بين القوات النظامية والفصائل المعارضة. وتشمل جزءاً من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وفي أول تعليق لها على الاتفاق الروسي - التركي، لم تأت هيئة تحرير الشام على ذكر المنطقة المنزوعة السلاح. وفي موازاة تقديرها جهود تركيا من دون أن تسميها لـ«حماية المنطقة المحررة»، حذرت من «مراوغة المحتل الروسي»، وأكدت أنها «لن تتخلى» عن سلاحها و«لن تحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلاً لتحقيق أهداف ثورتنا».

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال أمس الأول إنه يجب «أن ننتظر رد الفعل الروسي على ما يجري هناك»، لمعرفة «ما إذا تم تطبيق الاتفاق أم لا»، ومؤكدا «في الوقت ذاته (أن) قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب».

واعتبرت صحيفة «الوطن» أمس أن هيئة تحرير الشام «وجهت صفعة قوية لأنقرة». وقالت إن عدم التزام الهيئة «يضع الاتفاق على حد الهاوية ويبرر للجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية البدء بعملية عسكرية لطردها من المنطقة».

ولطالما كررت دمشق عزمها استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية.

وتشكل إدلب المعقل الأخير للفصائل المعارضة والمتطرفة في سوريا. وجنّب الاتفاق الروسي - التركي المنطقة التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة هجوماً لوحت به دمشق على مدى أسابيع. من ناحية أخرى، رد مجلس «سوريا الديمقراطية»، على تصريحات للمعلم، بشأن توجه الحكومة السورية نحو شرق الفرات، معتبراً أنها تأتي في سياق مبدأ «التهديد» وتعرقل التوجه نحو الحوار.

وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس «قسد» أمجد عثمان، في تصريحات نشرت على موقع المجلس الإلكتروني، ان المجلس يرفض الحل العسكري ولم يكن طرفاً في أي صراع مسلح مع الحكومة السورية».

وأضاف ان قوات «قسد» هي قوات دفاعية تدافع عن نفسها ضد أي اعتداء، وأن لغة التهديد التي يلجأ إليها مسؤولون في الحكومة السورية لا تخدم الحل في سوريا وتقوض التوجه نحو الحوار».

الى ذلك ، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن وفدا روسيا زار السعودية خلال اليومين الماضيين لبحث آخر مستجدات الوضع في سوريا. وقالت الخارجية في بيان، نشرته على موقعها الإلكتروني، : «قام وفد روسي رفيع المستوى ضم مبعوث الرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، بزيارة إلى السعودية يومي 14 و15 أكتوبر الحالي». ووفقا لما نقله موقع «روسيا اليوم» عن البيان فإن الوفد عقد مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومع وزير الخارجية عادل الجبير. وجرى «تبادلٌ مفصلٌ للآراء حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على مستجدات الوضع في سوريا».

وحسب البيان، فإن الطرفين عبرا عن «الإدراك المشترك لضرورة القضاء نهائيا على بؤر الإرهاب في سوريا، وأهمية الإسراع في التوصل إلى تسوية سياسية ثابتة ودائمة للأزمة السورية».

وفي السياق، بدأ جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا أمس الأول جولة إقليمية تستمر حتى الـ23 من الشهر الجاري، تشمل كلا من تركيا وقطر والسعودية لبحث الملف السوري.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان : «المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون السورية جيمس جيفري، سيتوجه إلى تركيا وقطر والسعودية في الفترة بين 15 و23 أكتوبر، لإجراء محادثات مع الحلفاء والشركاء حول سوريا». وأشار البيان إلى أن المبعوث سيجتمع في تركيا مع مسؤولين رسميين، وقادة في المعارضة السورية وهيئات المجتمع المدني السوري.

وأضافت: «في قطر والمملكة العربية السعودية، سيؤكد المبعوث على موقف الولايات المتحدة بأن أي هجوم عسكري على إدلب سيكون تصعيدا متهورا للصراع في سوريا وفي المنطقة». في غضون ذلك ، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسينوف في دمشق ، وأكد الأسد أن هذه الزيارة تشكل بداية جديدة لبناء علاقات تعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، خاصة وأن البلدين يملكان موقعا متميزا على البحرين الأسود والمتوسط.

من جانبه أعرب أكسيونوف عن سعادته بزيارة سوريا والعمل على ترسيخ العلاقة بين الجانبين بما يخدم مصالح شعبي القرم وسوريا اللذين كافحا للدفاع عن بلديهما وعن إرادتهما المستقلة. وجرى خلال اللقاء استعراض الخطوات التي تم الاتفاق على القيام بها بشكل فوري لتكون الأساس في بناء علاقات قوية بين الجانبين ومن ضمنها إنشاء البيت التجاري المشترك وشركة نقل بحري مشتركة وتبادل السلع والمنتجات التي ينتجها ويصنعها الجانبان وإطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال ووضع خطط تبادل ثقافي تؤسس لعلاقة مديدة بين الشعبين.

وأعرب الرئيس الأسد أثناء لقائه وفدا رسميا من شبه جزيرة القرم الروسية الذي يزور دمشق، عن نيته حضور منتدى «يالطا» الاقتصادي الدولي في القرم في أبريل 2019، إن سنحت له الفرصة. وقال أندري نازاروف، أحد أعضاء وفد القرم والرئيس المشارك في منتدى «يالطا» الاقتصادي الدولي للصحفيين : بشار الأسد قال إنه في حال سنحت الظروف فإنه بالتأكيد سيزور القرم ويحضر المؤتمر. وأضاف نازاروف أن اللقاء مع الأسد شمل الحديث عن وضع آلية لإطلاق رحلات مباشرة بين سوريا والقرم.

ووصل رئيس جمهورية القرم الروسية سيرغي أكسيونوف والوفد المرافق له الذي ضم عددا من الوزراء ورؤساء الشركات والمستشارين، إلى دمشق ظهر أمس الأول في زيارة تستمر يومين.