1013410
1013410
المنوعات

عدسة المصورات العمانيات تحكي قصصا وتبعث رسائل في معرضها التاسع

16 أكتوبر 2018
16 أكتوبر 2018

عبر 62 عملا فنيا في مختلف المجالات -

كتبت - شذى البلوشية -

احتفاء بالفن الفوتوغرافي للمصورات العمانيات افتتح مساء أمس الأول المعرض التاسع للمصورات العمانيات في الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، تحت رعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي، بحضور عشاق العدسة وأصدقاء الضوء.

المعرض حمل مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي اعتلت جدرانه، حيث عرض نتاج تنافس شديد بين مجموعة كبيرة من المصورات المشاركات ليحوي 62 عملا فنيا من أصل 650 صورا، وتم انتقاء أفضلها وأكثرها مطابقة للشروط من قبل لجنة التحكيم، فاحتفى المعرض بالأجدر، مستقطبا الزوار لمتابعة تفاصيل الجمال في قصص الصور المعروضة.

واحتفت الجمعية العمانية للتصوير الضوئي بالمصورات المشاركات في المعرض، حيث بلغ عددهن 46 مصورة ضوئية من أصل 219 مشاركة، واللاتي تم اختيارهن بناء على الأعمال المختارة، والتي تنوعت في مضامينها ومفاهيمها ومجالاتها الفنية.

وتميزت اللوحات المعروضة باختلاف مجالات التصوير التي أضفت للمعرض بعدا فنيا تجلى في تقديم قصص متنوعة لكل صورة معروضة، وحضرت الهوية العمانية بعمقها وجماليتها من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال، ففي صورة بورتريه لطفلة وضعت «الصندل» في وجهها بألوانه البرتقالية، وعلى رأسها أعشاب «السدر» المجففة، إشارة للأصالة العمانية والذي تتبعه النساء في السلطنة منذ زمن طويل، مع حضور الأزياء والحرف والعادات العمانية التي لها جماليتها التاريخية، وبعدها الفني المتضح في الأعمال المعروضة.

ومثل ابتسامة الفتاة في اللوحة الفنية «الأصالة العمانية» كذلك اعتلت المعرض وجوه أخرى لأطفال حملوا على محياهم ابتسامة الطفولة المليئة بالبراءة، حيث كان مجال البورتريه حاضرا في المعرض، مع تداخل الابتسامات بالعبوس أيضا في وجوه أخرى، وانتقت أروى الذهلية لوحتها الفنية «غربة» لتكون هي الأخرى لوجه طفلة، ولكن دون ابتسامة، حيث حملت اللوحة عنوان «غربة» وهو ما يمكن أن تترجمه نظرة الفتاة الصغيرة مع جمود في الملامح الخفية لوجهها، مع مقدرة الفنانة على التلاعب بالصورة بإعطائها مزيدا من معنى الغربة بإضافة معالجات فنية، واختارت جوخة الحارثية طفلا ليمثل معنى «الأمل» في لوحته الفنية، حيث يقف بثبات حاملا دلوا على رأسه، وبنظرته الثاقبة يتأمل فيها الغد بعزم وإصرار، كما حملت لوحة بثينة الحرية روح البنفسج بجماله المتفرد حيث توشحت به طفلة أظهرت جزء من وجهها وبعلامات جادة على ملامح وجهها مع لون بنفسجي أيضا تضعه على شفاها الصغيرة.

وحضر مجال التصوير المفاهيمي أيضا في المعرض بلوحات متعددة، حيث قدمت المصورات هذا المجال بصورته التي تحتاج إلى تعمق شديد من خلال رسالة واضحة وأخرى مبطنة للوحة الفنية، فكانت لوحة المصورة مريم الفارسية الحاملة لعنوان «الحياة الصامتة» قد اختارت جذب الزوار ليقفوا أمام حسن اللوحة وبعدها صمتا مليئا بالمعاني والرسائل، كما قدمت المصورة فاطمة النعمانية معنى «الشفاء» في لوحتها التي تضمن جذعا مكسورا لزهور جميلة، فصلت بين بقايا الكسر والجزء السليم الباقي برداء أزرق حريري دلالة على الشفاء، بالإضافة إلى لوحات أخرى أيضا وظفت المجال المفاهيمي في مضمونها.

كما حضر المجال التجريدي، والحياة الصامتة في لوحات المعرض، وكان للطبيعة نصيب هي الأخرى، ليكون المعرض التاسع حصيلة عطاءات فنية لمجموعة كبيرة من مهارات العدسة الفوتوغرافية للمرأة العمانية، وهو ما تقدمه المرأة سنويا في معرض مخصص لنتاج أعمالها وعطائها، تتنافس فيه المشاركات للحصول على حيز خاص بها، وتشارك بعرض ما لديها والاستفادة من غيرها، واكتساب الخبرات للمنافسة محليا ودوليا.

المعرض يستمر في فتح أبوابه للزوار حتى 23 من أكتوبر الجاري، ومتاح للجميع لدخوله والاحتفاء بعطاء المرأة العمانية المصورة.