1013163
1013163
الاقتصادية

انطلاق المؤتمر الدولي الأول لتقنيات التصديع الصخري الهيدروليكي لإنتاج النفط

16 أكتوبر 2018
16 أكتوبر 2018

التكنولوجيا الجديدة تسمح بالرجوع إلى المكامن القديمة لإعادة الإنتاج -

العوفـي: اختبارات إضافية لتقييم جــدوى إنتـاج النفط مـن البئر البحـريـة -

الشــيذاني: نهــدف لزيــادة الإنتــاج من المكــامن المعقــدة والصعبــة -

كتب- سرحان بن سليمان المحرزي:-

أكد سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي، وكيل وزارة النفط والغاز أن أعمال التنقيب في منطقة الامتياز رقم 50 قبالة جزيرة مصيرة تخضع للاختبارات وأنه ليس هناك أية اكتشافات جديدة في الموقع.

وقال سعادته ردا على سؤال حول مدى صحة إعلان شركة «ريكس» السنغافورية عن اكتشاف كميات من النفط والغاز في بحر عمان : ليس هناك أي اكتشافات جديدة ولكن هذه الاكتشافات تم الإعلان عنها في 2013 والذي كان لشركة شركة مصيرة أويل للتنقيب عن النفط والغاز، حيث إن البئر التي تم حفرها قد انتجت في ذلك الوقت في حدود 3500 برميل كإنتاج اختباري لمدة ثلاثة أيام فقط ثم تم إغلاق الحفرة بسبب الحاجة إلى عمليات اختبار طويلة.

وأشار سعادة وكيل النفط والغاز في تصريح صحفي إلى أن هناك برنامجا حاليا يقوم على جلب منصة للقيام بعمليات الاختبار في الحفرة لمدة تتراوح بين 6 أشهر و9 أشهر، بحيث يتم التأكد من خلال الاختبار الطويل من أن الإنتاجية الاقتصادية للبئر، مؤكد أنه سيتم أيضا حفر بئر ثانية بحيث يكون موعد نهاية اختبار البئر الأولى (الحالية) يتوافق مع نهاية حفر البئر الثانية، ويتم ضمها لبرنامج الاختبار على أن يتم تقييم الإنتاج أهو اقتصادي أم لا بناء على نتائج الاختبار للحفرتين أو ثلاث حفر على أن يتم هذا البرنامج خلال عام 2019 تحت غطاء العقد الحالي مع الشركة.

جاء ذلك على هامش رعاية سعادته لافتتاح المؤتمر الدولي الأول لجمعية مهندسي البترول لتقنيات التصديع الصخري الهيدروليكي والمعرض المصاحب له بفندق شيراتون أمس.

ويستمر المؤتمر الذي تنظم جمعية مهندسي البترول (SPE) تحت إشراف وزارة النفط والغاز لمدة ثلاثة أيام.

ويعد المؤتمر الذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط بعدما كان يقام في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية فرصة ثمينة، حيث يجتمع عدة خبراء دوليين في المنطقة لمشاركة الخبرات وأفضل الممارسات إلى جانب تعزيز علاقات التعاون. ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 خبير في مجال التصديع الهيدروليكي الخاص بتعزيز إنتاج النفط والغاز من المكامن المعقدة. ويعد فرصة ثمينة لمشاركة الخبرات وأفضل الممارسات في هذا المجال إلى جانب تعزيز علاقات التعاون.

وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي: يناقش مؤتمر تقنية التصديع الهيدروليكي الكثير من قضايا تكنولوجيا التصديع حيث أن هذه التكنولوجيا كانت هي المصدر الأساسي لتغيير بنية النفط والغاز في المنطقة الأمريكية.. مشيرا إلى أن من خلال هذه التقنية تمكنت السلطنة الرجوع إليها في العمل إلى الحقول القديمة التي لم يتمكن سابقا من العمل فيها بحكم المكامن الضيقة والضغط العالي فيها حيث كان من الصعب الإنتاج من هذه المكامن.. مؤكدا أن التكنولوجيا الجديدة تسمح بالرجوع إلى المكامن القديمة ويعاد صناعتها من جديد بحيث يمكن الإنتاج منها والدليل على ذلك حقل خزان في السلطنة، والذي تم اكتشافه في عام 2000 حيث إن التكنولوجيا في ذلك الوقت غير مجدية اقتصاديا وغير ممكنة للتعامل مع هذا الحقل بحكم أنه عميق والمكمن به ضيق ولكن مع تطور التكنولوجيا في عام 2010/‏‏‏2011 استطاعت شركة بي بي بعد أخذها خزان أن ترجع لحقل خزان وعادت صياغة تطوير الحقل حيث إن خلال العام الماضي بدأت الإنتاج الحقيقي من الغاز بهذا الخزان.

وأضاف سعادة المهندس: إن تقنية التصديع الهيدروليكي تساهم في رفع الكفاءة في عمليات التصديع بالإضافة إلى أن عدد مراحل التصديع التي ممكن عملها تكون أكبر حيث كان في السابق عمل تصديع أو تصديعين اثنين فقط، وباستخدام هذه التكنولوجيا أصبح من الممكن إجراء علميات تصديع تصل من 40 إلى 60 تصديعا في نفس الحفرة في اليوم الواحد.. مشيرا إلى أنه كان في السابق يتم التصديع في الحفر العمودية فقط ولكن أصبح من خلال هذه التقنية العمل في إحداث التصديع في الحفر الأفقية أيضا.

وأوضح سعادة المهندس وكيل وزارة النفط والغاز أن المؤتمر تقنية التصديع الهيدروليكي يعالج الكثير من القضايا كما أن المعرض المصاحب يبين الكثير من الإنجازات التي قامت بها الشركات المنتجة أو شركات الخدمات في هذا المجال.. مؤكدا أن هذا المعرض لأول مرة يقام خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد سعادة المهندس سالم العوفي أن الإنتاج النفطي بدون تقنية التصديع الهيدروليكي لا يكون ممكنا في المكامن الصعبة.. مشيرا سعادته إلى أنه ليس هناك أي ارتباط بين الإنتاج المعزز، حيث إن الإنتاج المعزز يتعلق بالمادة نفسها الهيدروكربون بينما هذه التقنية تتعلق بالمكمن، حيث إن هناك اختلافا بين الاثنين.

وفي سؤال حول طرح فكرة استخدام الرمال المحلية من استيراد المعالجات الكيميائية واستخدامها هل تم دراسة أو بحث نوع الرمال ومدى إمكانيتها في الاستخدام أكد سعادته بأنه قد تمت دراسة الرمال وهناك شراكة بين إحدى شركات الخدمات وشركة جي يو تك حيث تم عمل دراسة لمعظم الرمال الموجودة في السلطنة حيث إن النتيجة الأولية تؤكد بأن الرمال لا تتحمل الضغط العالي ولكن في مكان أو مكانين يحتمل أن يكون به إمكانية لاستخدام الرمال المحلية، أما الطريقة الأخرى فهي يمكن استخدام الرمال المحلية ولكن يتم إضافة بعض المعالجات الكيميائية، حيث إن السعر يرتفع ولكن مقارنة بالاستيراد احتمال بأن يكون نوع من المعادلة التجارية تسمح باستخدام الرمال المحلية.

تطور تقني

من جانبه، قال الدكتور سلطان بن سعيد الشيذاني مدير هندسة النفط بمديرية الجنوب بشركة تنمية نفط عُمان إن هذا المؤتمر يعد مؤتمرا تخصصيا في مجال تقنية التصديع الهيدروليكي التي شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، موضحًا أن الهدف من هذه التقنية التي تطورت كثرا هو زيادة الإنتاج في حقول النفط والغاز خاصة في المكامن المعقدة الكتيمة والصعبة، مشيرا إلى تجربة الولايات المتحدة في استخدام هذه التقنية في إنتاج الزيت الصخري والتي تعد نقلة نوعية في إنتاج هذا الزيت بسبب تطور هذه التقنية.

وأشار الشيذاني إلى أن هناك العديد من الأوراق البحثية التي ستقدم عبر المؤتمر الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام تناقش الجوانب المتعددة في تطبيق تقنية التصديع الهيدروليكي والتطورات التي مرت بها واستخداماتها وفوائدها المتمثلة في زيادة الإنتاج سواء من النفط أو الغاز.

وأضاف الشيذاني: تتيح هذه التقنية بعد تطورها الوصول إلى مكامن الغاز والنفط بطريقة أكثر فعالية «فبدلا من حفر جملة آبار قريبة جدا يكتفى باستخدام التصنيع الهيدروليكي بالوصول إلى أعماق مختلفة بحفر آبار أقل وباتجاهات عمودية أفقية وبالتالي تقل التكلفة، كما تعتمد هذه التقنية على معرفة خصائص الصخور حيث يتم ضخ نوع من الرمل يحمل في سوائل لتقوم بتصديع الصخر المكمن بإيجاد شقوق فيها لاستخراج النفط والغاز.

وتحدث سلطان الشيذاني عن قيام الشركة باستخدام هذه التقنية منذ تسعينيات القرن الماضي مع اكتشاف الغاز والتي بفضل استخدام هذه التقنية تم الوصول إلى الغاز حتى يتم الإنتاج من الآبار العميقة إنتاجا تجاريا ذا جدوى، مشيرا إلى أن التقنية الآن تطورت بحيث يتم التحكم في أطوال وأبعاد الشقوق في الصخر.

وفي خطابه الرئيسي، قال آندي كريجر، «أنا مندهش حقا من التقدم الذي تم إحرازه في كسر التصميم والتنفيذ العملي. لقد مررنا بفترة ديناميكية في السنوات القليلة الماضية ونجد أن صناعتنا تسير على مسار مختلف ، وأنا متحمس جدا بشأن المكان الذي تسير فيه صناعة النفط والغاز».

من جانبه، قال علي الغيثي: «هناك الكثير لتتعلمه من الثورة التكنولوجية والابتكارية في مجال تكنولوجيا التكسير، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية. إن السرعة والقدرة على التكيف مع ديناميكيات السوق لما تم تحقيقه أمر رائع على أقل تقدير، وأضاف: يستمر الإنتاج في الزيادة بينما يتم تحسين التكاليف وتقليلها. يمكننا، في المنطقة، أن ننتهز الفرصة للتعلم والمشاركة مع موفري الخدمات والمبتكرين من الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من التطبيقات في المنطقة وخارجها، وبالتالي موضوع المؤتمر - «تشذيب المدونة وأخذ التكسير العالمي».

وأشار في كلمة له إلى أن العالم يراقب هذا المؤتمر في السلطنة، وربما يمكن أن يكون هنا قادة المستقبل في مجال تكنولوجيا التصديع، وهذا يمكن أن يكون حيث تذهب التكنولوجيا إلى المستوى التالي. وأضاف: الخبراء موجود بيننا لمناقشة ونشر وتبادل المعلومات.

تاريخ التصديع

الجدير بالذكر أن تقنية التصديع الهيدروليكي وسيلة غير تقليدية تسمح باستخراج الغاز والنفط الصخري من باطن الأرض وعلى عمق أكثر من 3000 متر عبر تصديع طبقات الأرض الصخرية العميقة، حيث يتم تكسير الصخور بضخ خليط من المواد الكيماوية السائلة تحمل الرمل والماء ومواد أخرى ودفعها بقوة هائلة جدا في حفر الآبار، ما يحدث تصدعات هيدروليكية في عروق الصخور، وبالتالي كسور، يُشفط منها بآلات خاصة ما تحتويه من كميات النفط والغاز وسوائل. واللافت في هذه الوسيلة أنه يتوجب اختراق طبقات المياه الجوفية خلال الحفر للوصول إلى العمق المطلوب. فالمياه الجوفية على أعماق قريبة من سطح الأرض في الوقت الذي يقبع فيه احتياط الغاز والنفط الصخري على عمق ما لا يقل عن الـ3000 متر.

ويثير بعض من نشطاء البيئة حول العالم القلق من بقاء المواد الكيماوية والرمال المستخدمة في عملية التصديع بعد ذلك في أعماق الأرض التي قد تطفو إلى السطح، ما يسبب ضررا شديدا للبيئة والتربة.

ومن أوائل البلدان التي اعتمدت تقنية التصديع الهيدروليكي المطور الولايات المتحدة الأمريكية التي تطبقه فعليا منذ عام 2013 على نطاق واسع، فأنتجت عام 2014 كميات هائلة لم تنتجها من قبل، حيث إن الإنتاج زاد بمعدل 1.1 مليون برميل يوميا (أي نحو 13 في المائة أكثر)، والسبب وراء هذه الزيادة هو استخراج النفط بتقنية التصديع.

وبهذا يكون إنتاج الولايات المتحدة حتى عام 2015 قد تخطى إنتاج كل البلدان النفطية بزيادة قدرها 10.8 في المائة، وكان المعدل المتوسط العالمي للزيادة 0.6 في المائة مقارنة مع العام الذي سبقه.

ووفقا لتقديرات ماريا فون دير هوفن، رئيسة وكالة الطاقة الدولية، فإن استخراج النفط بتقنية التصديع في الولايات المتحدة الأمريكية سوف يزدهر خلال عقد ليصل إلى خمسة ملايين برميل يوميا، وحتى نهاية هذا العقد قد تصبح أميركا المصدر الرئيسي للنفط، ما يجعل اعتمادها على منتجي النفط الآخرين جزءا من الماضي. في المقابل من المتوقع زيادة الإنتاج خارج الولايات المتحدة عبر هذه التقنية بحلول عام 2019 بمعدل 650 ألف برميل يوميا.