1013385
1013385
الاقتصادية

رائدات الأعمال تركن بصمة في منظومة ريادة الأعمال

16 أكتوبر 2018
16 أكتوبر 2018

«عمان»: همم وقادة، وسواعد نسائية بناءة، بذلت جهدا للارتقاء بخدماتها ومنتجاتها في مجالات حيوية تضفي على الاقتصاد الوطني قيمة مضافة، طاقات فكرت وأبدعت لتطوير أعمالها لتكون الأبرز من بين الجميع، عقول سعت لأخذ المعرفة والاستشارة بما يساعدها على الرقي بمؤسساتها، ومساع حثيثة لإضافة خدمة لمنتجاتها تساهم في رفع معدل الجودة لأعمالها وكسب زبائنها، رائدات أعمال مثلن دورا فاعلا في منظومة ريادة الأعمال، السطور التالية تسلط الضوء على عدد من تلك الهمم وفي عدد من المجالات الحيوية وهناك من الهمم الأخرى التي أضفت التقدير الذي أولاه لها جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ عندما شرفها بيوم 17 من أكتوبر من كل عام ليكون لها حديث العيان.

خطى واثقة

في البداية قالت الدكتورة مطلوبة الزدجالية صاحبة المركز الدولي التخصصي لأمراض القلب والأوعية الدموية: يعتبر هذا المركز الأول في السلطنة، ويقدم العناية الشاملة والكاملة لمرضى القلب ومرضى الأوعية الدموية والإدارة السريرية لمرضى قصور القلب. ولتجويد خدماته قامت الدكتورة بتوفير خدمات خاصة وفريدة للمرضى عبر المركز، وحصل المركز على التميز في أمراض القلب والأوعية الدموية في هنغاريا، كما يخضع المركز لعملية انتساب إلى مراكز أخرى في أوروبا مثل ألمانيا والنمسا وتركيا والمملكة المتحدة.

وأضافت الزدجالية: لأننا رسمنا مسار الانطلاق للمركز بخطى واثقة وبأهداف ورؤية واضحة، تميز المركز في تقديم خدمة وهي: التشخيص في زيارة واحدة وظهور النتائج في نفس اليوم، وزيارة المنزل لكبار السن الذين لا يمكنهم الوصول إلى العيادة بانتظام، وتنظيم الأدوية للمرضى التي تزيد من الامتثال والالتزام بالأدوية ومنع إعادة الترقيد في المستشفى، وتحسين نوعية حياة المريض ليكون المركز حاليا الوحيد في سلطنة عمان الذي يوفر هذه الخدمة. وقالت: طموحاتنا عالية وجهودنا حثيثة تبذل لتحقيق الرؤى المستقبلية من أجل توفير خدمات خاصة جدا وفريدة من نوعها لأولئك المرضى في مجال زراعة القلب، فضلا عن تقنيات جديدة في إدارة قصور القلب وأمراض الأوعية الدموية من خلال الاشتراك بمركز متخصص في القلب والأوعية الدموية في دولة سنغافورة.

التغلب على التحديات

وكان لنا لقاء مع رائدة الأعمال أمل بنت سالم الحبسية، خريجة ماجستير في الأحياء من جامعة السلطان قابوس، ومعهد ماكس بلانك بجمهورية ألمانيا، وصاحبة مشروع ببلز «Bubbles»، المتخصص بصناعة وتسويق الصابون العضوي والمنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة. وعن بداية مشروعها قالت: كانت البداية عام 2014 بعد تخرجي من الماجستير بسنة، وفعلياً سجلته بغرفة التجارة والصناعة بداية عام 2015، حيث بدأت بصناعة الصابون ومنتجات العناية بالبشرة، وحصلت على شهادات ضبط الجودة لمنتجاتي، قمت بالكثير من التطوير خلال العامين الماضيين، وأصبحت عضوة في نقابة صناعة الصابون بنيويورك، ولديّ الكثير من الزملاء ممن يصنعون الصابون في مختلف أنحاء العالم، حيث نقوم بتبادل الخبرات وعمل حلقات للاستفادة.

وأضافت الحبسية: تغلبت على التحديات التي واجهتني من خلال زيادة الإنتاج، وزيادة المبيعات، وانتشار المنتجات، ومن خلال مشاركاتنا في العديد من المعارض المحلية والدولية، مما ساعد على معرفة الناس لمنتجاتي والوثوق بها بعد تجربتها وملامسة جودتها، منها قبل خمسة أيام كانت لنا مشاركة في دولة قطر بمعرض المنتجات الدولي.

وأكملت قولها: يتميز القطاع الخاص بنكهة يفتقدها الكثيرون، حيث تشعرك بأن النجاح الذي تحققه يكون بجهدك وقدرتك على مواجهة الظروف، وأن العمل الذي تقوم به هو وليد أفكارك، وأشجع كل فتاة تطمح بأن تكون لها بصمة في المجتمع كرائدات الأعمال الناجحات بأن تتوكل على الله بتنفيذ أفكارها وميولها التجارية، وترجمتها على أرض الواقع.

مدرسة حياة

من جانبها تحدثت مريم العامرية صاحبة مؤسسة رؤية الشباب، هذه المؤسسة التي سطرت فيها قائلة بأنها «مدرسة حياة» بأكملها، حياة مهنية، واجتماعية، وعلمية، وثقافية، واقتصادية، وقيادية، تهدف إلى حل قضايا الكثير من الشباب بطريقة جذرية من خلال صناعة شخصيات شابة مؤثرة وقيادية ومنتجة ومبتكرة، ومن خلال التغيير التدريجي المباشر وغير المباشر لثقافات مختلفة، كالعمل أو التعليم أو الحياة الاجتماعية بشكل عام، وذلك بتصميم، وإعداد برامج ومشاريع باستخدام أدوات وأفكار جديدة ومبتكرة تناسب الشباب في السلطنة.

وأضافت العامرية أنها رسمت لهذه المؤسسة باعا طويلا من الأهداف والطموحات والتطلعات؛ فسطرت على أثرها عددا من الإنجازات من خلال ما تقوم به «رؤية الشباب» بتصميم وتقديم حلقات عمل للشركات والمؤسسات أو الموظفين في مجالات مختلفة، كمهارة العمل الجماعي، والتفكير الإبداعي، وتحويل الأفكار إلى مشاريع، ورفع كفاءة الموظفين، عبر موقعها الإلكتروني «http:/‏‏‏/‏‏‏www.youth-vision.om».

التقصي والبحث

وسردت الدكتورة روحية الخايفية صاحبة مؤسسة «لطافة» قصة البدء والانطلاقة، قائلة: بعد تعرض أحد أفراد عائلتي لأوضاع صحية صعبة جراء استعماله أحد المنظفات، الأمر الذي جعلني أتقصى وأبحث في أنواع السموم والمواد الكيميائية المستخدمة في مستحضرات التجميل، والتي تؤثر في أجسامنا بشكل عام، وبعد البحث عن أهم البدائل الطبيعية التي لم تكن متواجدة بالسلطنة، ثم قمت بإنشاء مؤسسة «لطافة»، وهو عبارة عن متجر معني بتوفير الطلب على المستحضرات الطبيعية في البلاد، افتتحت رسميا في سنة 2009 بمركز البهجة التجاري في مسقط، جميع التفاصيل للخدمات المقدمة عبر موقعهم الإلكتروني «https:/‏‏‏/‏‏‏latafa.net».

طموحات عالية

من جانب آخر تحدثت رحمة الحسنية صاحبة مؤسسة «الذوق الأصيل للخياطة»، وهي إحدى المؤسسات التي تأسست في عام 2007، والرائدة في مجال معدات الحماية الشخصية ولوازم السلامة وخياطة الملابس للشركات والمؤسسات في السلطنة، قائلة: لم يتوقف طموحي العالي على نطاق واحد بل تعدى ذلك، حيث قمت بعقد شراكة مع موردي الخياطة في خارج السلطنة لتسعى المؤسسة إلى توفير أفضل الخامات الشخصية على نطاق واسع في جميع القطاعات الصناعية، وتصنيع المنتجات ذات جودة عالية والتي ترقى بالمعايير المهنية لجميع القطاعات.

وأضافت الحسنية: يقع المكتب الرئيسي للمؤسسة ومركز التوزيع في مسقط، وتلتزم المؤسسة على تقديم أعلى المعايير الجودة في الخدمات المقدمة والتوزيع في جميع إنحاء السلطنة، وحرصت المؤسسة على تدريب الموظفين على مستوى عال في خياطة ملابس الصحة والسلامة ومعدات الوقاية الشخصية، إلى جانب ذلك المؤسسة متخصصة في توفير معدات الحماية الشخصية ولوازم السلامة في الصناعات البتروكيماويات والغاز الطبيعي المسال ومحطات الطاقة والمحطات البحرية والبناء والتعدين والمياه والسيارات وملابس الزي المدرسي حسب رغبة الزبون.

إجادة والتزام

وقالت ماجدة البلوشية إحدى رائدات الأعمال المجيدات: ألتزم دائما بالمشاركة في البرامج التدريبية للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة»: تتمثل الخدمات التي نقدمها في تنسيق الورد والشوكليت وتغليف الهدايا، ودائما نرحب بضيوفنا بمقر المؤسسة الكائن في الحيل الجنوبية بالقرب من صيدلية بلقيس ومدرسة تبارك الخاصة، بمحافظة مسقط. يذكر أن منظومة ريادة الأعمال تحمل في طياتها قصص نجاح لرائدات أعمال، كن الأبرز من خلال استفادتهن من مختلف الخدمات الفنية والتدريبية والاستشارية التي تقدمها الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة»، لرواد ورائدات الأعمال؛ بهدف تعزيز القدرة التنافسية لمؤسساتهم القائمة وتمكينهم من إدارة مؤسساتهم بكفاءة عالية.

علما أن عدد المحتضنات والمتخرجات من حاضنة ريادة بلغ 15 مؤسسة خلال الفترة من عام 2015 إلى 2018، والفائزات بجائزة ريادة الأعمال بجميع نسخها الثلاث بلغ 9 فائزات، كما استفادت رائدات الأعمال العمانيات من برنامج التوجيه السنوي على دفعاته الأربع، إلى جانب المستفيدات من خدمة الاستشارات ودراسة الجدوى، والخدمات الأخرى التي تقدمها «ريادة» لجميع أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.