مرايا

سمي نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء الأزهر.. جامع وجامعة

17 أكتوبر 2018
17 أكتوبر 2018

يعد جامع الأزهر في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية أحد أهم وأشهر المساجد الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، أقامه جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ليكون جامعا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين، وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

استغرق بناء الجامع عامين، وكان بناؤه في اعقاب فتح جوهر لمصر في 11 شعبان سنة 358 هـ /‏يوليو 969م، ووضع أساس قصر الخليفة المعز لدين اللَّه وحجر أساس الجامع الأزهر في 14 شعبان سنة 359هـ /‏ 970م، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ/‏972م.

وللأزهر فضل كبير في الحفاظ على التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الاحتلال العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة م1805. وكان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك، لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك.

وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف، والتي عرفت بثورتي القاهرة الأولى والثانية، بعدما دخلت قوات نابليون بالخيول صحن الأزهر، وألقت بالمصاحف وعاثت فيه إفسادا، وضرب الجامع بالمدافع من فوق القلعةن وكانت هذه الواقعة قد عجلت بانسحاب الفرنسيين من مصر.

كان الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة، لهذا كان يطلق عليه جامع القاهرة، وكان عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الآن، ثم أضيفت له مجموعة من الأروقة ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه.

وأول عمارة له قام بها الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله، عندما زاد في مساحة الأروقة، وأقام قبة جصية منقوشة نقشا بارزا. وفي العصر المملوكي عنى السلاطين المماليك به، بعدما كان مغلقا في العصر الأيوبي. بعده قام الأمير عز الدين أيدمر بتجديد الأجزاء التي تصدعت منه وضم ما اغتصبه الأهالي من ساحته. واحتفل فيه بإقامة صلاة الجمعة في يوم (18 ربيع الأول سنة 665هـ/‏19 من نوفمبر 1266م).

وقام السلطان المملوكي قايتباي المحمودي بهدم الباب بالجهة الشمالية الغربية للجامع، وأقام على يمينه مئذنة تعد من أجمل مآذن القاهرة، ثم قام السلطان المملوكي قانصوه الغوري ببناء المئذنة ذات الرأسين، وهي أعلى مآذن الأزهر، وتعتبر طرازا فريدا من المآذن بالعمارة المملوكية.

جامعة الأزهر

شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في (صفر 365 هـ/‏ أكتوبر975م) ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت، ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس وأجري عليهم رواتب مجزية، وأقام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد، وكان يطلق عليهم المجاورون، وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفته العلمية باعتباره معهداً للدراسة المنظمة. وبصدور القانون رقم 103 لسنة 1961م تحول النظام التعليمي إلى النظم التعليمية الحديثة، وتوسع الأزهر في نوعيات وتخصصات التعليم والبحث العلمي للبنين والبنات على السواء، وضم إلى الكليات الشرعية والعربية، كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم والتربية والهندسة، والإدارة والمعاملات، واللغات والترجمة ويتلقى طلابها قدراً لا بأس به في العلوم الدينية، لتحقيق المعادلة الدراسية بينهم وبين نظرائهم في الكليات الأخرى.