1004199
1004199
مرايا

حالة اليتم المبكرة قادته إلى الإبداع - صادق السعدي: أعمالي تركز على التراث العراقي المعاصر

17 أكتوبر 2018
17 أكتوبر 2018

بغداد ـ جبار الربيعي -

نجح الفنان العراقي صادق السعدي في تحويل انكساراته في الطفولة بسبب حالة اليتم التي عاشها مبكراً إلى أعمال فنية مميزة جداً في فن المصغرات، إذ تعد أعماله التي وثق فيها التراث العراقي بشكل رائع للغاية من أهم الأعمال في هذا الشأن.

“مرايا” التقت السعدي وحاورته حول أسرار هذا الفن ولماذا توجه إلى التركيز حول السيارات ثم مؤخراً اتجه نحو الأماكن التراثية، كذلك تحدث عن الصعوبات التي واجهته ولم تزل تواجهه فضلاً عن الكيفية التي تعامل فيها الجمهور مع أعماله وغيرها من الأمور.. وتالياً الحوار:

- كيف كانت بداياتك مع فن المصغرات؟

إن البداية كانت منذ الطفولة، وقد كانت حالة اليتم المبكرة التي عشتها جعلتني لا أمتلك أي نوع من الألعاب التي يستخدمها الأطفال، لذلك كنت أضطر إلى صنع ألعابي بيدي من الخشب أو الفلين أو الطين، وقد كنت دائماً أبحث عن مواد حديثة حتى أصنع منها ألعابي، لذلك كان الحصول على الخشب عملية سهلة جداً ثم تطور الموضوع إلى معادن الحديد وبعد ذلك تركت هذه الألعاب مدة طويلة بسبب الدراسة والعمل. وبعد أن تفرغت من الدراسة عاودت عمل المصغرات، لكن هذه المرة بطريقة علمية، هندسية وذلك من خلال الرسم واستخدام المساطر الهندسية لكل نموذج ومن جميع الجهات، وبعد ذلك تتم عملية التنفيذ من خلال استخدام المواد الخاصة بذلك مثل المعجون ومن ثم أعمل قالبا خاصا من خلال مادة “السيلكون” ومن ثم أقوم بتحويله إلى “الفايبر كلاس”.

- ما هي أبرز الأعمال التي قمت بإنجازها؟

الأعمال التراثية التي تتعلق بحياة العراقيين وخصوصا سكان العاصمة العراقية بغداد، إذ قمت بتصميم وتنفيذ مقطع من شارع الرشيد، وكذلك أنجزت خان مرجان التراثي الذي بات معرضا للاندثار بسبب الرطوبة، وكذلك إيوان كسرى الذي يقع جنوب العاصمة بغداد، وكيف كان شكله قبل الإضافات التي تمت إضافتها لهذا الإيوان الأثري لاحقا.

- كيف كانت ردود الأفعال حول ما قدمته من أعمال مختلفة في فن المصغرات؟

الحقيقة أعمالي أثارت الإعجاب والدهشة عند الجمهور، خصوصا من قبل الأكاديميين وخريجي معاهد الفنون والكليات، لأنهم لم يشاهدوا مثلها من قبل، لذلك أعمالي زادت من إلهام طلاب معاهد وكليات الفنون الجميلة وخصوصا طلاب التصميم الصناعي، إذ أنهم تعلموا الكثير من الأشياء الجديدة التي ستضاف إلى ما تعلموه عبر المناهج الدراسية.

- آخر عمل أنجزته؟

إن آخر أعمالي التي أنجزتها كان الشاحنات ومنها شاحنة “مرسيدس” وبتفاصيل دقيقة جداً، كما قمت بمنحها الطابع العراقي الخاص وليس الطابع الأوروبي.

- ما سبب تركيزك على عرض السيارات في هذا المعرض؟

حقيقةً أن مكان العرض هنا يتعلق بالموروث العراقي ولاسيما التاريخ المعاصر الذي يتحدث عن حقبة ستينات وسبعينات وثمانينات ولحد بداية تسعينات القرن الماضي، لأن هذه السيارات تثير شجن وذكريات المواطنين العراقيين الذين استفادوا من تلك السيارات، لذلك الكثير من العراقيين عندما يشاهدون أعمالي يعودون بذاكرتهم إلى تلك العقود التي كانت تتواجد فيها هذه السيارات.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

إن أهم الصعوبات التي واجهتني هي مادية بحتة بسبب الكلفة العالية لأسعار المواد التي استخدمها في إنجاز أعمالي الخاصة بفن المصغرات، إذ كلما أقوم بتطوير أعمالي أجد أن الكلفة المادية ترتفع. ولم أحصل على أي دعم ذكر من قبل مؤسسات الدولة العراقية سواء كانت رسمية أو غير رسمية.

- هل قمت ببيع أعمالك؟

نعم، قمت ببيع بعض أعمالي إلى الجمهور، حيث قمت ببيع السيارة الصغيرة الواحدة بسعر مائة دولار أمريكي، وهذا سعر بسيط جداً قياساً بالجهد الكبير الذي أبذله في إنجاز هذه الأعمال، وكذلك الوقت الطويل جداً الذي استغرقه في إنجازها، كما إنني استخدم أصباغ السيارات الحقيقية وليست أصباغاً فنية كما يعتقد البعض وهذه الأصباغ أسعارها مرتفعة، لكن السوق العراقية لا تحتمل أكثر من هذا السعر بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة لعموم العراقيين.

- أنت تعمل في مكانيك السيارات فهل استثمرت هذه المهنة في فن المصغرات؟

هذا صحيح، لذلك استطعت الاستفادة من خبرتي في ميكانيك السيارات في عملي بنماذج فن المصغرات الخاص بالسيارات، أما أعمال البنايات التراثية فهو شيء جديد تعلمته مؤخراً.

- هل لديك نية لعرض أعمالك خارج العراق؟

لم لا، إذا سنحت الفرصة المناسبة فلن أتردد في هذا الشأن مطلقاً، لأنني أرى هناك ضرورة ملحة بأن يطلع المتلقي العربي على أعمالي وكذلك المتلقي الأجنبي.