tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار : مقارنات حول الوالدين

15 أكتوبر 2018
15 أكتوبر 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

تعودنا أن نجلد ذواتنا قد نستحق هذا الجلد، فأراضينا التي تتوسط العالم منها بدأت الحضارات الإنسانية وانطلقت إلى الآفاق، ومنها انتشر البشر حاملين التقدم الإنساني والقيم الى كل العالم ، لذا فالجلد ضروري حتى نكون بمستوى ما لدينا من تاريخ إنساني حضاري ذات قيم .

فقد أصبحنا اليوم بلا قيمة تقريبا بعد أن سبقنا البعض في سلم الحضارة، والبعض في سلم القيم الإنسانية النبيلة.

لكننا أحيانا بحاجة إلى ذكر بعض حسنات ما بقيت لدينا من هذا التاريخ القيمي الطويل، غادرتنا الكثير من القيم رغم احتضاننا لرسالة المصطفى الأمين، غادرتنا ونحن نقول اننا مهد الإسلام وقيمه العظيمة، غادرتنا لإهمالنا لها وتركنا إياها لهاثا خلف سراب لاح لنا في دياجير نعيشها.

ترى ماذا بقي لدينا ؟ قد أقول بعض قيم الأسرة وليس كلها ! فلا يزال هناك - على الأغلب - احترام وتقدير للوالدين، لا يزال هناك رغبة في خدمة الوالدين في كبرهما، لا يزال هناك متسع في القلب للوالدين مهما بلغا من الكبر عتيا. ونلاحظ ذلك واضحا في مرافقة ومماشاة الأب الشيخ الكبير السن من قبل ولده، ولا نزال نرى الاهتمام بالأم العجوز، وأنها محور المنزل وان زاد الأحفاد، وبلغوا الشباب. لا نزال ندخل بيوتنا ونتوجه مباشرة إلى الأكبر سنا سواء الجد أو الجدة للسلام عليهما وتقبيلهما، وتقبيل الرأس واليدين منهما.

ونلاحظ عند سفر بعض الأسر وجود الجد أو الجدة ضمن الأسرة، والاهتمام بهما وبكل صغيرة وكبيرة تخصهما.

وبالمقابل نلاحظ في الغرب مثلا مرافقة الزوج أو الزوجة المريضة، مرافقة الابن أو البنت المعاقين في السفر والمطارات، لكن مرافقة الآباء والأمهات الكبار في السن والعاجزين لا توجد أبدا رغم توفر كل البنية الأساسية. فنجد ظاهرة رجال ونساء كبار في السن يشترون حاجياتهم بصعوبة شديدة، ويجرون أمامهم عربة يستندون عليها وفيها البقالة، انهم في أرذل العمر، البعض في حالة متعبة جدا، موجودون وحيدون في الأسواق، وأماكن التنزه، المطاعم، المقاهي، يقضون فيها نهاراتهم الفارغة من كل شيء، وفي نهاية اليوم يتوجهون إلى شقق وغرف باردة كئيبة تملأها الوحدة والوحشة والغبار.