1011843
1011843
الرياضية

140 مشاركا ومشاركة يسيرون على الأقدام من وادي مستل للجبل الأخضر

15 أكتوبر 2018
15 أكتوبر 2018

تغطية: سامي بن خلفان البحري -

نظّم «فريق التحدي للمغامرات» رحلة برّية مشيا على الأقدام عبر سلسلة جبال الحجر الغربي ابتداء من قرية (حدش) بوادي مستل بمحافظة جنوب الباطنة وصولا إلى قرية (المناخر) بنيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، ثم الرجوع إلى قرية (وكان) بوادي مستل مساءً، وذلك بمشاركة (140) رياضيا من الرجال والنساء من مختلف محافظات وولايات السلطنة وعدد من المقيمين بالسلطنة من الدول العربية والأجنبية قطعوا خلالها مسافة (20) كيلومترا تقريبا خلال يوم واحد.

تأتي المغامرة ضمن سلسلة التحديات المختلفة والمتنوعة التي ينفذها «فريق التحدي للمغامرات» في مختلف ولايات السلطنة كرياضات الدراجات الهوائية والمشي وصعود الجبال والتخييم وتحدي الرمال وغيرها منذ تأسيس الفريق في عام 2015م، والتي يسعى من خلالها إلى بث روح التعاون والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد واكتساب الخبرات والمعارف وتعزيز علاقات الأخوة والصداقة، إضافة للحفاظ على الصحة والجسم السليم والتعود على الصبر والتحمّل والمثابرة لا سيما الترويج للسياحة الداخلية التي تتمتع بها ولايات وقرى السلطنة.

وتهدف الرحلة البرية الجبلية الأخيرة (حدش - المناخر - وكان) إلى رفع مستوى اللياقة البدنية وتعزيز الصحة والقوة الجسمية والصبر والتحمل للمشاركين ونشر الألفة والمحبة والتعاون فيما بينهم، إضافة لاكتشاف الطرق البرية الجبلية الوعرة والقديمة التي اتخذها الأجداد والأولون طريقا لهم بين تلك الصخور الصلبة والقمم العالية والمنحدرات الشديدة بين الشعاب والأودية، لا سيما استنشاق النسيم العليل والتعرف على الطبيعة البكر والمناظر الخلابة من حيث الحيوانات والطيور والحشرات والأشجار البرية والنباتات المتنوعة كالبوت والعلعلان والعتم والضجع والسعتر وغيرها الكثير، كذلك تسجيل الذكريات والتقاط أفضل الصور من أعلى القمم للقرى الجبلية الوادعة بين الصخور كقرية حدش وقرية المناخر وقرية وكان.

حدش - المناخر - وكان

مسجد (حدش) بوادي مستل بمحافظة جنوب الباطنة كان الملتقى الأول الذي احتضن المشاركين مما استعدوا قبل الحدث بليلة أو مما جاءوا فجرا ليشهدوا صلاة الجماعة مع أهل القرية النبلاء الذين تعاونوا كثيرا مع المشاركين، حيث بدأ المسير بعد صلاة الفجر بعد أخذ التعليمات وبعض الحركات الرياضية من رئيس الفريق وقائد المسير صالح الحبسي الذي وجه بعض النصائح للمشاركين.

وقد سلك المشاركون في الرحلة الطريق ذاتها التي كان يسلكها الأجداد منذ مئات السنين عند تنقلهم بين القرى الواقعة شمالا بمحافظة جنوب الباطنة وتلك الأخرى الواقعة جنوبا بمحافظة الداخلية وتحديدا قرى وادي مستل وقرى الجبل الأخضر، حيث كان (برج حدش) شاهدا على بداية المسير الجبلي والصعود لمئات الأمتار ولمسافة عدة كيلومترات شكّل فيها (140) مشاركا من الرجال والنساء من مختلف الأعمار ومن عدة دول خطوطا متصلة ممتدة لمسافات طويلة يحملون فوق ظهورهم زادهم الأساسي كالماء والفواكه وقليل من الغذاء والطعام وكاميرات التصوير.

بعدها التقى الجميع في قمة الجبل المطلة جنوبا على قرى (سيح قطنة) و(المناخر) بنيابة الجبل الأخضر، وشمالا على قرى وادي مستل كالخضراء وحدش ووكان والقورة والهجار والظاهر وإمطي والجيلة ومياقع والغبرة والصبحية وغيرها.

هناك أخذ المشاركون استراحة قصيرة تناولوا فيها بعض الفواكه وشرب القليل من الماء والتقاط الصور النادرة وتبادل أطراف الحديث، ثم واصل الجميع الرحلة سيرا على الأقدام نزولا في الاتجاه الشمالي الشرقي بين الشعاب والصخور الصلبة متتبعين أثر الأجداد يتقدمهم دليل الرحلة ممن يدركون المسارات الصحيحة والدقيقة وبمرافقة اللجنة الطبية حتى وصلوا قبل الظهر لمجلس قرية (المناخر) بالجبل الأخضر - بعد خمس ساعات من المشي وصعود الجبال - تناولوا فيه القهوة العمانية التي أعدها الفريق بالتعاون مع أهالي القرية الكرماء واللطفاء الذين كان بعضهم في الاستقبال.

بعد أداء صلاة الظهر وأخذ الصور الجماعية والتزود بالمياه بدأ مسير العودة مرة أخرى صعودًا للجبال ذاتها متحدين كل المصاعب والتعب والإرهاق تتقدمهم العزيمة القوية والإصرار والمثابرة وروح الفريق الواحد، متجهين بعد مفترق الطرق البرية في أعالي الجبال المؤدية إلى قرية (حدش) شرقا وقرية (وكان) غربا بوادي مستل بمحافظة جنوب الباطنة، ثم اتجه الفريق إلى قرية وكان بعد أن مروا بسلسلة جبلية فيها الصعود تارة والنزول تارة أخرى، ليقف الكثيرون في (قرن وكان) ذلك الممر الجبلية المُطلّ على قرى وادي مستل ليأخذوا قسطا من الراحلة لدقائق معدودة وأخذ الصور التذكارية المعبرة والنادرة وقد حجبت الجبال الشاهقة أشعة الشمس في بعض الأماكن بينما تبدوا ظاهرة في بعضها.

واصل الفريق النزول باتجاه قرية وكان والمرور بمنحدرات شديدة ثم العبور فوق الجسر الخشبي المعلق المثبت بين ضفتي الجبل حتى وصلوا قبل مغيب الشمس إلى مدرجات قرية وكان السياحية التي تشتهر بالمدرجات الزراعية والتنوع في المحاصيل والأشجار والثمار كالعنب والخوخ والرمان وغيرها، ثم الاجتماع في مجلس قرية (القورة) لأداء صلاة المغرب واستلام شهادات المشاركة وتناول وجبة العشاء التي أعدها «فريق التحدي للمغامرات».

أنشطة متنوعة

من جانبه أكد صالح الحبسي رئيس فريق التحدي للمغامرات على نجاح المسير الجبلي من قرية «حدش» بوادي مستل بمحافظة جنوب الباطنة إلى قرية «المناخر» بالجبل الأخضر والرجوع إلى قرية «وكان» بوادي مستل في اليوم ذاته بمشاركة (140) من مختلف الأعمار ومن عدة ولايات بالسلطنة إضافة لمشاركة عدد من المقيمين من عدة دول عربية وأجنبية.

وأضاف: لقد كان الاستعداد والتنظيم ورح المثابرة وقوة التحمل لدى المشاركين وتعاون الأهالي من قرى حدش والمناخر ووكان من أساسيات نجاح الفعالية ومن هنا نقدم شكرنا الجزيل لجميع المشاركين والمتعاونين.

بعدها قال الحبسي: لقد تأسس (فريق التحدي للمغامرات) في بداية عام 2015م، وقد تميز الفريق بالتنوع في مغامراته وأنشطته مما يؤدي لصقل مهارات الأعضاء في مختلف المجالات كالمغامرات الخارجية والداخلية في مجالات السياحة والترفيه والمجالات الوطنية والاجتماعية، إضافة للعمل على الترويج السياحي للسلطنة في الخارج والداخل.

وعن أنشطة الفريق قال الحبسي: لقد نظّم الفريق مغامرات وفعاليات وأنشطة كثيرة ومتنوعة ومتعددة خارجية وداخلية منها: مغامرة في جبال سريلانكا خلال شهر مارس 2018م، ومغامرات الفريق في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن الفعاليات الاجتماعية والتطوعية للفريق فعالية إعادة الحياة للأسواق العمانية القديمة تحت مسمى «رحلة من الزمن الماضي»، والمغامرة التطوعية الرملية بمشاركة عدد من الفرق الجبلية في السلطنة لصالح فئة كبار السن ممثلة في جمعية أصدقاء المسنين، ومغامرات الدراجات الهوائية بشمال الشرقية بالتعاون مع دائرة الشؤون الرياضية وإدارة السياحة بمحافظة شمال الشرقية لمرتين، ومغامرة طرق القوافل الأولى لمسافة 100 كيلومتر من ولاية وادي بني خالد إلى ولاية صور بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد، إضافة لمغامرات المسيرات الجبلية واكتشاف الكهوف كمغامرة المسار الجبلي من طيوي إلى وادي بني خالد، ومن جبل مهاوي بولاية صور إلى وادي بني خالد، وطريق السلسلة من ولاية الحمراء وحتى وادي السحتن بولاية الرستاق، ومن وادي بني خروص من بلدة الهجار إلى أعالي الجبل الأخضر والنزول في قرية الهجير، ومن قرية الهجير والنزول في ولاية الرستاق عبر وادي الثعابين بوادي بني عوف، ومغامرة اكتشاف كهف ساب النار بولاية الرستاق، واكتشاف كهف بو هبات بولاية دماء والطائيين، ومغامرة الجبل الأسود بولاية قريات، وعين الشبكة من قرية بضعة بولاية وادي بني خالد، ومغامرة اكتشاف جمال جبل القطار بولاية محضة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية بمحافظة البريمي والتي بلغ عدد المشاركين فيها قرابة (1000) مشارك، ومغامرة كهف طيب بمحافظة ظفار، وتسلق جبال القمر بمحافظة ظفار، إضافة لمغامرات الأودية كوادي ضيقة بولاية دماء والطائيين إلى ولاية قريات، ومن وادي حاور بولاية وادي بني خالد إلى قرية سيق بولاية الكامل والوافي، ومغامرة وادي الخوض، ووادي الأبيض بولاية نخل.

كذلك المغامرات الرملية كمغامرة تحدي الرمال الأولى في رمال شمال الشرقية، واكتشاف جمال رمال الظفرة بالتعاون مع بلدية القابل، لا سيما تنظيم رحلات استكشافية وترفيهية لأعضاء الفريق كرحلة رأس الحد البحرية، واستكشاف جماليات جبال الحجر الغربي، والرحلة الترفيهية لمحافظة ظفار وغيرها الكثير، إضافة للقاءات الأخوية والحصص التدريبية كالسباحة والتسلق والمغامرات الليلية وغيرها. كما شارك الفريق في مسير الدراجات الهوائية بالتعاون مع فريق دراجي عمان بمناسبة احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني الـ45 عيد الاتحاد، كذلك مشاركة فرق hiking الجبلية والمغامرات بدول الخليج احتفالا بهذه المناسبة، كما يشارك الفريق في الأعراس الجماعية والإفطار الجماعي.

أهداف رياضية

واجتماعية وسياحية

أما عن أهداف الفريق فقد قال صالح الحبسي: يسعى الفريق لتحقيق العديد من الأهداف النبيلة ووضع بصمة طيبة تعم الأعضاء والمشاركين والمجتمع والوطن، وتتمثل في شغل أوقات فراغ الشباب والمشاركين في ممارسة نشاط مفيد بدنيا وعقليا وصحيا واجتماعيا، وبناء الشخصيات لدى الأعضاء وصقل مهاراتهم من خلال خوض تجربة التحدي والمغامرة، والعمل على إحياء الطرق والمسارات الجبلية القديمة التي سلكها الآباء والأجداد منذ القدم والمحافظة على هذا التراث العماني القديم من خلال إعادة تهيئة هذه المسارات والمحافظة على المعالم القديمة التي يمر بها المسار الجبلي، كذلك المساهمة في الترويج السياحي للسلطنة داخليا وخارجيا من خلال تصوير معالم تلك الطرقات والقرى والأودية والجبال والرمال والشطآن الجميلة والقرى القرى وما تتميز به، لا سيما زيادة وترسيخ الحس الوطني لدى الأعضاء من خلال تنظيم الفعاليات التي تتوافق مع المناسبات الوطنية للتذكير بها وحث الشباب للمحافظة على منجزات النهضة المباركة، والمحافظة على البيئة العمانية الجبلية والرملية والأودية من خلال غرس ثقافة أهمية المحافظة على النظافة سواء أثناء المسارات أو عند زيارة تلك المناطق، كذلك رفع اسم السلطنة في مختلف بقاع العالم وفي المناسبات المختلفة.

أراء المشاركين

أكدت آراء المشاركين على نجاح فعالية المشي لمدة يوم كامل في جبال الحجر الغربي بين قرى حدش ووكان بوادي مستل وقرية المناخر بالجبل الأخضر، موضحين أهميتها وفوائدها، من ذلك ما قاله علي بن هلال بن مبارك المقبالي أحد المشاركين في المسير: في الحقيقة كانت مغامرة شائقة ومفيدة وناجحة لي ولزملائي خليل اللويهي وخالد الفوري وخالد البحري كوننا أعضاء في فريق التحدي للمغامرات، وقد سبق وأن شاركنا الفريق في مغامرات مختلفة ومتنوعة في محافظات الشرقية والداخلية، ويعتبر هذا المسار من المسارات التي تتطلب لياقة بدنية وتحملا كبيرا، وقد استفدنا كثيرا من عدة نواحٍ كالتعارف بين المشاركين الذي مثلوا مختلف ولايات السلطنة ومن بعض الدول الأخرى، إلى جانب اكتشاف مثل هذه الأماكن السياحية الجميلة، والتعرف على المسارات القديمة التي سلكها الأجداد.

وأضاف عبدالله بن سليمان بن سالم المعولي: المشي في البرية وصعود الجبال والتسلق من الرياضات القوية التي تتطلب رغبة صادقة وأكيدة مقرونة بالصبر والتحمل إضافة للاستعداد المسبق واللياقة البدنية العالية، ونحن نشارك في مثل هذه الرياضات والهوايات، فقد سبق لي وأن مشيت سيرا على الأقدام من قرية وكان إلى الجبل الأخضر، كذلك في طريق السلسلة بوادي بني عوف، وعددا من المسارات الأخرى في جبال الحجر الغربي كجبال وادي مستل ووادي المعاول وغيرها.

وقالت فائزة بنت مبارك بن حمد الأخزمية إحدى النساء المشاركات: مسار (حدش- المناخر- وكان) كان متوسطا بالنسبة لي، حيث إني أمارس هواية المشي الجبلي منذ سنتين ونصف السنة وأعمل على اكتساب اللياقة البدنية والمحافظة عليها باستمرار، ثم قالت: المشي الجبلي في حد ذاته رياضة وتحدي واكتساب الشجاعة والقوة والتعود وعدم الخوف، كما أننا نكتسب أنس الحديث مع المشاركين ونتعرف على الأماكن السياحية ومسارات الأجداد قديما.

وأضافت الأخزمية: أتقدم بالشكر الجزيل لفريق التحدي للمغامرات وجميع المشاركين والأخوة الذين يعطوننا الدوافع والإيجابية، كما أوجه نصيحة لمحبي هذه الرياضة بالاستعداد لها والاهتمام بالتغذية وشرب السوائل المفيدة وأخذ الزاد والاحتياطات.

وعن مشاركاتها المختلفة قالت فائزة: شاركت بالمشي في مسير وكان - حدش، ومسار وادي الهوب بولاية سمائل إلى عين الثوارة بولاية نخل، مسار الجبل الأخضر، ومسار جبل القطّار - محضة، ومسار وادي الأبيض، والنزول بالحبال في وادي الحوقين، ومسار العلياء بوادي بني خروص، ووادي عدي، والحمام بولاية بوشر، وغلا، ومسار جبل شمس - ساب بني خميس، والخوض - فنجاء، ومسار الجبل الأخضر (وادي المعيدن - مصير الرواجح - عقبة سلوت - سيق)، ومسار وادي الثعابين بوادي بني عوف، وفعالية (هايكنج) بالمملكة العربية السعودية في يومهم الوطني.