صحافة

الوفاق : أوروبا بين مطرقة إيران وسندان ترامب

14 أكتوبر 2018
14 أكتوبر 2018

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «الوفاق» تحليلاً فقالت: المتغيرات السياسية الجديدة المتسارعة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط والتي مثّلت مُحدّدات أساسية في توجيه الأدوار الاستراتيجية والمصالح الجيوسياسية للسياسات الأوروبية والأمريكية لفترات طويلة سابقة، بدأت في التحوّل العميق لتأخذ منحى جديداً وغير متوقع، فارضة بذلك مزيداً من التحدّيات المباشرة والتي تستوجب اتّخاذ قرارات جريئة.

وقالت الصحيفة: يستمر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بانتهاج دبلوماسية تعتمد على سياسة ليّ الأذرع لتحقيق رغبته بنقض الاتفاق النووي مع إيران، متجاهلاً مواقف الشركاء الآخرين الموقّعين على هذا الاتفاق ومن بينهم الشركاء الأوروبيون (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) على الرغم من أن الصفقة النووية الإيرانية كانت ثمرة مشتركة لجهود الدبلوماسيين الأوروبيين بالتنسيق مع مفوضة الشؤون الخارجية «فيديريكا موغيريني».

ونوّهت الصحيفة إلى أنه وبفضل الصفقات الدبلوماسية المُكثّفة، تمكّن الأوروبيون في البداية من إعادة طهران وواشنطن إلى طاولة المفاوضات لوضع إطار لبرنامج إيران النووي، وبالتالي إزالة الألغام وتخفيف التوتّرات على أبواب القارّة الأوروبية إلّا أنه وبعد أكثر من سنتين من دخول الاتفاق النووي حيّز التنفيذ قرر الرئيس الأمريكي إخراج بلاده من الاتفاق ولم يكتف بذلك؛ بل أعاد فرض أشدّ العقوبات على طهران على أساس قوانين تسمح بفرض هذه العقوبات خارج الحدود ضدّ أية شركة تعمل بالدولار أو مع إيران.

وأضافت الصحيفة: بما أن الولايات المتحدة تُعتبَر سوقاً مهمة للشركات الأوروبية، فإن القرار الذي كان المفترض أن يتّخذ بين الأسواق الأوروبية مع إيران من جهة وبين هذه الأسواق وأمريكا من جهة أخرى قد تلكأ لأن الشركات الأوروبية تخشى من العقوبات الأمريكية في حال لم تلتزم بمقاطعة إيران. وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن اللوائح الأوروبية لعام 1996 قد تخوّل توفير الحماية القانونية للشركات الأوروبية التي ستستمر في التجارة مع إيران، لكن المفوضية الأوروبية، تعترف بأن فعالية هذه اللائحة تظلّ «محدودة» ويبقى البُعد الاقتصادي وحجم التبادُلات التجارية بين إيران وأوروبا وبين الأخيرة وأمريكا، هو الأكثر أهمية في تحديد التوجّهات حيال هذا الملف.