1009746
1009746
المنوعات

23 أكتوبر الجاري الاحتفاء بالفائزين بجائزة الإبداع الثقافي

13 أكتوبر 2018
13 أكتوبر 2018

«32» إصدارا تتنافس على مجالات الجائزة الستة -

اختيار هلال العامري وبيت الترميم «شخصيتي العام الثقافيتين» -

اختارت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء كل من الشاعر والأديب هلال بن محمد العامري وبيت الترميم لصاحبه خالد بن سليمان الخروصي كشخصيتي العام الثقافيتين، وأعلنت عن تكريمهما ضمن الحفل الذي ستقيمه مساء الثلاثاء 23 أكتوبر الجاري بمقرها بمرتفعات المطار، ضمن الاحتفاء بجائزة الإبداع الثقافي لعام 2018م.

ويشتمل الحفل الذي يقام تحت رعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، الإعلان عن الفائزين في مسابقة الجمعية لأفضل الإصدارات لعام 2018م، التي شملت هذا العام ست مجالات أدبية تمثلت في الشعر الفصيح، والقصة القصيرة، والرواية، والدراسات التاريخية، والدراسات الأدبية في مجال النقد، والسيرة الذاتية أو الغيرية.

ويتنافس على جوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2018م، (32) إصدارا، انطبقت عليها شروط المشاركة التي أعلنتها الجمعية، وسيشتمل الحفل على كلمة المحتفى بهما، بالإضافة إلى كلمات لجان التحكيم التي ستعلن الفائزين في كل مجال من مجالات المسابقة.

وتأتي جائزة الإبداع الثقافي لتحقيق جملة من الأهداف، أهمها: المساهمة في الحركة الأدبية والفكرية في السلطنة، وتفعيل وازدهار حركة النشر للكِتاب العماني والارتقاء به، مع إذكاء روح التنافس بين الكتّاب والأدباء العمانيين.

وتنقسم الجائزة إلى فرعين، هما فرع جائزة الإنجاز الثقافي وهي لا تخضع للتحكيم وتُمنح بقرار من مجلس إدارة الجمعية للمثقفين والمبدعين والمفكرين العمانيين والمبادرات والمشاريع الثقافية، على ما قدموه من خدمة للثقافة طوال مسيرتهم الإبداعية. أما الفرع الثاني فهو فرع جائزة أفضل الإصدارات وتمنح للفائزين المتقدمين في المجالات المعلنة سنوياً، كما تخضع لتقييم لجان التحكيم، دون تدخل من مجلس إدارة الجمعية.

وقد عهدت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحكيم هذه الأعمال إلى متخصصين من الأكاديميين العمانيين والمشتغلين على الكتابة الأدبية كل في مجاله، وفق الآليات والضوابط التي حددها نظام الجائزة الذي تم إقراره العام الماضي.

وسيرا على دأبها في تكريم الشخصيات والمبادرات الثقافية، تُكرم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الشاعر والأديب هلال بن محمد العامري، تقديرا لعطائه الثقافي، وتجربته الشعرية التي وصفت بأنها سخية وعميقة لتنوع القضايا التي ناقشتها. ولد هلال العامري في 1 أكتوبر 1953م بولاية سمائل، وتلقى تعليمه قبل الجامعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتنقل في المرحلة الجامعية بين بيروت وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتخرج في جامعة دينفر الأمريكية عام 1978م بدرجة البكالوريوس في تخصص الإدارة والاقتصاد.

حصل العامري على دبلوم عال في التخطيط السكاني في تونس، وعلى دبلوم في إدارة القنوات التلفزيونية من جامعة مانشستر ببريطانيا، وعلى دبلوم عال في إدارة الجامعات في جامعة دوك بكارولينا الشمالية في الولايات المتحدة.

عمل نائبا لمدير إدارة الإسكان، ثم مديرا بالوكالة لدائرة الدخل القومي بمجلس التنمية، ثم مديراً لدائرة المشاريع بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار، ثم انتقل إلى المجال الإعلامي وعمل مديرا عاما للتلفزيون العماني عام 1985م، ثم انتقل إلى سلك التعليم العالي نائبا لأمين عام جامعة السلطان قابوس خلال الفترة من 1985م إلى عام 1990م، ثم مشرفا عاما على المركز الثقافي العماني والمنتدى الأدبي أيضا، كما عمل مديرا عاما للثقافة بوزارة التراث والثقافة.

ويرجع للشاعر والأديب هلال بن محمد العامري الفضل في إتقانه للشعر العمودي إلى بيئة الجامع في القرية حيث درس النحو والفقه وعلوم الشريعة وهو طفل صغير. وقد تدرج العامري في كتابة الشعر بدءًا بالقصيدة التقليدية، منتقلا إلى شعر التفعيلة، فالشعر الحر ثم قصيدة النثر، وكان يهتم بالقضايا الوطنية المحلية، وبالقضايا القومية وأبرزها القضية الفلسطينية.

وقد جمع النادي الثقافي ممثلا في البرنامج الوطني لدعم الكتاب أعماله في كتاب باسم «الأعمال الكاملة للشاعر هلال العامري» 2013. وقد كتب العديد من الدراسات والبحوث والمقالات التي نشرت في مختلف الصحف والمجلات الثقافية في السلطنة وعدد من دول الخليج المجاورة.

صدر للشاعر إضافة إلى الأعمال الكاملة مجموعات متفرقة، منها ديوان «هودج الغربة» 1983م، وديوان «قطرة في زمن العطش» 1985، و«الكتابة على جدار الصمت» 1987، وديوان «الألق الوافد» 1991، و«رياح للمسافر بعد القصيدة»، وآخر دواوينه «للشمس أسبابها كي تغيب». كما نشر مجموعة كتابات نثرية تحت عنوان «استراحة في زمن القلق» عام 1989م.

ويدين الكثير من الكتاب والشعراء بالفضل إلى الشاعر هلال العامري في تشكل وعيهم وتبلور تجربتهم ليس بوصفه شاعرا فقط ولكن بوصفه مسؤولا سابقا عن النشاط الثقافي في السلطنة في واحدة من أهم المؤسسات المعنية بالثقافة. وفي الوقت الذي يُجمِع فيه جيل من الكتاب على أن العامري هو الأب الروحي لمشروع الملتقى الأدبي الذي تنظمه وزارة التراث والثقافة، والأب الروحي لتجاربهم الإبداعية ليس من حيث التأثر بتجربته الشعرية ولكن من حيث كونه الموجه والأستاذ والناقد.. والناقد الصارم أحيانا كثيرة. وهو لم يكن متبنيا لقالب أو تيار فكري واحد على حساب التيارات الأخرى. كان يشجع القصيدة الحديثة ويتبناها ولكنه في المقابل كان يشجع القصيدة الكلاسيكية ويدفع بها للفوز أيضا.. كان باختصار مع الإبداع بأي شكل كان.

حصل الشاعر هلال العامري على وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون عام 2006م، وفي عام 2009م حصل على وسام التقدير للخدمة المدنية الجيدة، وفي عام 2013م حصل على وسام المشاركات الأدبية والثقافية من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

كما تكرم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، بيت الترميم، تقديرا لإسهاماته في ترميم وتجليد وحفظ المخطوطات والوثائق التاريخية.

بدأت فكرة مشروع بيت الترميم من معمل صغير أقامه خالد بن سليمان الخروصي في منزله الكائن بولاية السيب، وبدأ بمساعدة زوجته وأولاده بترميم الوثائق القديمة للمواطنين مجانًا، مساهمة منه في حفظ هذا الإرث الحضاري العظيم، وللمساعدة في حماية العمق الوثائقي من الضياع، وكان يقوم بتمويل الـمشروع، بحسب إمكاناته المادية المحدودة.

تميز الـمشروع كونه مشروعًا بسيطًا ذا أهمية كبيرة؛ من حيث أن المواد التي يسعى إلى حفظها لا تقدر بثمن. وهي ملك إنساني كونها تراثا عالميا، وإن حواها شخص واحد، لأن أهميتها أهمية إنسانية كبرى.

بعد فوز خالد الخروصي في الدورة الأولى لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في عام 2011م عن مشروع ترميم وتغليف وحفظ المخطوطات والوثائق التاريخية، زاد عدد طلبات صيانة وفهرسة الوثائق بشكل كبير جدا، ولم يستطع معها تلبية تلك الطلبات بنفسه مع أفراد عائلته، فقرر فتح معمل خاص بترميم الوثائق والمخطوطات أطلق عليه اسم (بيت الترميم) وذلك في عام 2015م، وقام بتدريب عشرة عمال على العمل.

يعد (بيت الترميم) حاليا وجهة للباحثين من السلطنة وبعض دول المنطقة، وتصله آلاف الوثائق الفائقة الأهمية لغرض صيانتها تشمل عددا من اللغات أنتجتها عدة شعوب، تمثل إرثا إنسانيا لا يقدر بثمن، وتتم عمليات الصيانة وفقا للإجراءات العالمية المتبعة، كما يصل (بيت الترميم) عدد آخر من الوثائق التي تمت صيانته بشكل خاطئ من عدد من الجهات، ويتم بذلك إنقاذها من التلف التام.

وقد بلغ أعداد الكتب المخطوطة التي تمت صيانتها في بيت الترميم خلال آخر سنتين فقط (910) كـتـب مخطوطـة، أما الوثائق فبلغت (10,647)، فيما بلغت المطبوعات القديمة الـمُصانة (539). أما الكتب المخطوطة الـموجودة حاليـًا في بيت الترميم وتنتظر دورها للصيانة فتبلغ (333) كتابـًـا مخطوطا و(318) وثيقة، بالإضافة إلى (64) كتابــًا مطبوعـًا.

وبلغ عدد الزبائن في آخر سنتين (83) زبونـًا، بعضهم يمتلك خزائن كبيرة تحتوي على مئات الـمخطوطات؛ حيث قامت بصيانتها كوادر بيت الترميم. كما أن هناك إنجازًا آخر وهو ابتكار آلة لصناعة الورق الـنقي الـمستعمل في عمليات الترميم، وتمتاز بسهولة استعمالها وقوة تحملها وطاقة إنتاجها الكبيرة.

وينفرد بيت الترميم بصناعة ورق خال من الحموضة لترميم الـمخطوطات، فائق النقاوة بمواصفات عالمية، وكذلك ترميم جلود الـمخطوطات، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هوية الكتاب الـمخطوط، وختم جلود الكتب الـمخطوطة العمانية بالختم العماني، والكتب الأخرى بأختامها التقليدية، وذلك بطريقة الضغط أسوة بما كان في الماضي، وليس بالحرق.

كما يقوم بيت الترميم بخياطة الكتب الـمخطوطة بالطريقة العمانية التقليدية التي كان معمولاً بها في الـماضي، وتحبيك الكتب الـمخطوطة بنفس الحبكات التي سادت الـمخطوطات العمانية، وكذلك صناعة صناديق حفظ للكتب الـمخطوطة والوثائق، خالية من الحموضة، ذات مواصفات عالـمية، بدون استعمال دبابيس أو مسامير أو مواد ضارة، ومُـحـاكـاة الكتب الـمخطوطة بشكل مُـتـقـن، وإزالة التغليف الحراري من على الوثائق والـمخطوطات.