1009287
1009287
عمان اليوم

الحياة في ظفار اعتيادية مع ترقب التطورات.. وأجهزة الدولة على أهبة الاستعداد

12 أكتوبر 2018
12 أكتوبر 2018

نائب الرئيس التنفيذي بالميناء يتحدث لـ«عمان»[/caption]

«لبان» يتحرك ببطء ويربك توقعات مراكز الأرصاد العالمية -

العبري لـ «عمان» : لا تهاون بالحالة المدارية ومراكز الإيواء جاهزة لاستقبال المواطنين والمقيمين -

عكعاك: تأثيرات الميناء تكون بسبب الأودية .. ولا بد من خطة عاجلة لإنشاء سدود لحماية دائمة -

تأمين البضائع والمرافق بميناء صلالة «في زمن قياسي» بعد ايقاف الحركة -

رسالة صلالة ـ حمود المحرزي ونوح المعمري -

من عاصفة الى اعصار والعودة من جديد الى عاصفة قابلة الى التطور لإعصار من الدرجة الاولى حيرت الحالة المدارية المتمركزة حاليا في بحر العرب مراكز الأرصاد العالمية حيث لا وجهة تتضح لها حتى الآن ولا مستوى يمكن تصنيفها عليه وبقيت تدور في موقعها تتحرك ببطء شديد.

وفيما تتباين تكهنات وتوقعات خبراء الأرصاد الجوية بين ان تتطور او تتلاشى فقد استعدت أجهزة الدولة للتعامل مع الحالة ووضعت نفسها على اهبة الاستعداد بعد ان اتخذت كافة التدابير والخطط الرامية الى الحد من تأثيراتها خصوصا على محافظتي ظفار والوسطى.

وفي محافظة ظفار فقد شهدت مواقع محدودة أمطارا تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة كما هو في ولاية شليم فيما بقي الطقس في ولايات المحافظة الاخرى على درجات حرارة متفاوتة وصلت أقصاها 35 درجة وتلبدت السماء بالغيوم. فيما شهدت مدينة صلالة زخة مطر خفيفة في حدود الساعة الثالثة والنصف من مساء أمس لم تلبث سوى دقائق معدودة.

ورغم التحذيرات وتحديد أماكن الإيواء بقيت الحياة تسير بشكل طبيعي في مدينة صلالة والولايات الأخرى، حسبما رصدتها عمان في الشوارع وعلى الشواطئ حيث بقي الموج هادئا ، ومارس الناس هواياتهم كباقي الأيام.

وبحسب التوقعات فمن المرتقب ان تشهد المحافظة او معظم ولاياتها امطارا اليوم مع بدء التأثيرات غير المباشرة للحالة المدارية.

وفي اطار الاستعدادات فقد أكد العميد محسن بن أحمد العبري قائد محافظة ظفار في حديث لـ عمان أن شرطة عمان السلطانية اتخذت كافة الاحتياطات للتعامل مع الحالة المدارية ، وتم التنسيق مع مختلف الجهات الأمنية والخدمية لاتخاذ التدابير اللازمة في التعامل معها، مشيرا الى ان معظم مراكز الايواء لم تسجل وجود أشخاص فيها حتى ظهر أمس.

وقال العميد إن المنطقة الغربية وولايتي ضلكوت ورخيوت تم امدادها بكافة المؤن والمواد الغذائية ، كما تم تجهيز عدد من المراكز في ولايات صلالة وطاقة ومرباط، مضيفا انه تم التنسيق مع أصحاب السعادة الولاة واللجان الفرعية في الولايات ليكونوا على أهبة الاستعداد إذا ما حدث إجلاء للمواطنين والمقيمين.

وأكد بأن رجال الشرطة والدفاع المدني تم تجهيزهم بالمعدات اللازمة للتعامل مع الحالة المدارية كما ينبغي دون التهاون في المستويات التي تصل اليها الحالة المدارية، فسلامة المواطنين والمقيمين هي من الأولويات التي وضعت في عين الاعتبار. مشيرا الى ان المتابعة المستمرة لتطورات الحالة المدارية تجري على مدار 24 ساعة.

وكان قد تم الإعلان عن توفير 90 مركزا للإيواء في ولايات محافظتي ظفار والوسطى حيث تم تجهيز 35 مركزا للإيواء بصلالة وهيئت 7 مدارس كمبانٍ للإيواء الاحتياطي في الظروف المناخية الاستثنائية بالولاية. كما تم تجهيز 6 مبانٍ للإيواء بولاية طاقة و3 مراكز بمرباط و14 مركزا بثمريت و4 مراكز بولاية شليم وجزر الحلانيات ومدرسة واحدة بولاية مقشن و5 مدارس بولاية سدح و8 مدارس كمراكز للإيواء بالمزيونة و12 مركزا برخيوت و3 مراكز بضلكوت.

وتتابع الجهات المعنية تطورات الحالة بمزيد من الاهتمام والتحضير وأخذ الاحتياطات اللازمة

وطالب العبري بعدم المجازفة في عبور الأودية والشعاب، وضرورة الوضع في عين الاعتبار مدى قوة الحالة المدارية وتأثيراتها، كما يجب متابعة النشرات والأخذ بالتقارير الصادرة من الجهات الرسمية.

من جانبه قال العقيد عبدالله بن سليمان الشملي آمر وحدة شرطة المهام الخاصة بصلالة ان انتشار رجال المهام بشرطة عمان السلطانية تم في عدد من الولايات الغربية بالمحافظة استعدادا لتأثيرات الحالة المدارية، وتأتي المرحلة الأولى في الانتشار من اجل تقديم النصح والإرشاد للمواطنين والمقيمين وخاصة القاطنين بالقرب من الشواطئ وفي الأماكن المنخفضة، وسيتم توجيههم من اجل تقديم المساعدات والإنقاذ. وسوف يكون الانتشار مستمرا بعد الحالة المدارية لتقديم العون اللازم.

وقام الدفاع المدني والاسعاف بتقسيم المهام على عدد من القطاعات تشمل الإنقاذ والاسعاف والإخلاء والإطفاء وفرق تخصصية للإنقاذ المائي المزودة بالمعدات الأزمة وتوزيع سيارات الإسعاف لتقديم الخدمات بسرعة كبيرة.

من جهتها وضعت المستشفيات والمراكز الصحية بمحافظة ظفار خططا احترازية في اطار التعامل مع الحالة المدارية المتوقعة حيث قامت بنقل المرضى من مستشفى السلطان قابوس.

وقال الدكتور خالد بن محمد المشيخي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة ظفار إن قرار نقل المرضى من مستشفى السلطان قابوس جاء احترازيا لتفادي التأثيرات المتوقعة من الحالة المدارية على المستشفى، موضحا انه تم نقل 120 مريضا منهم 62 إلى مركز القلب و58 إلى مستشفى القوات المسلحة. كما أن حالات غسيل الكلى سيتم استقبالها بمركز طب وجراحة القلب بالمستشفى بعد نقلهم من مستشفى السلطان قابوس بصلالة.

ومنذ صباح أمس تجولت عدسة «$» في مدينة صلالة وولايتي طاقة ومرباط للوقوف على الحركة العامة ورصد التأثيرات الأولية للحالة المدارية، وقد بقيت الحياة على طبيعتها مع ترقب ما يصدر من نشرات حول الحالة المدارية ومعرفة المستجدات. كما تم رصد تقديم العديد من المؤن والمواد الغذائية للولايات التي من المحتمل ان تتأثر بشكل كبير من الحالة المدارية، وذلك من اجل التقليل من الاثار المحتملة فيما لو حدثت الحالة المتوقعة.

تأمين مرافق ميناء صلالة

ووضع ميناء صلالة خطط اخلاء لتأمين الافراد والمرافق والممتلكات وإخطار خطوط الشحن الملاحية من اجل اخلاء سفنها والإبحار بعيدا قبل وصول الحالة المدارية المتوقعة «لبان» لتفادي ما قد تسببه في حالة حدوثها.

وكان الميناء قد قرر تعليق عملياته منذ أمس الاول وحتى تلاشي الحالة المدارية.

وقال أحمد بن علي عكعاك نائب الرئيس التنفيذي بالميناء لـ $ : ان استعدادات مكثفة وحازمة قامت بها ادارة الميناء للحد من التأثيرات حيث شارك العاملون بعد ايقاف انشطة العمليات لتأمين الأصول والمعدات والبضائع ومختلف المرافق في زمن قياسي قرابة عشر ساعات ، مشيرا الى الخطط المبدئية التي اعتمدتها الإدارة بوقت كاف من خلال متابعة الحالة المدارية، ولاقت امتثالا من جميع الخطوط الملاحية في تغيير مساراتها حتى انتهاء الحالة، اضافة الى خطة داخلية للنشات والقوارب لاخلائها خارج الأرصفة وحوض الميناء خوفا من تأثرها وتأثيرها على انشطة الارصفة بعد انتهاء الحالة وقد تم وضعها في منطقة امنة خارج حوض الميناء. وتم تأمين الارصفة وتثبيت الرافعات الجسرية بالأرض وفقا للخطط الاجرائية المتبعة في مثل الحالات المدارية، كما تم رص الرافعات ذات العجلات المطاطية باتباع الإجراءات القياسية من خلال لف العجلات ووضع كوابح خلفها في حين تم نقل جميع القاطرات ومقطوراتها الى مناطق مرتفعة بحيث لا تتأثر بمنسوب جريان المياه وتأمين محطات توليد الكهرباء والمباني .

وقال عكعاك:«لدينا فريق عمل يعمل على مدار الساعة وفريق طوارئ مهمته مراقبة تطور الحالة المدارية من انحسارها وتغيير مسارها ويتم اعطاؤنا الاحداثيات اولا بأول وهناك اجتماعات متواصلة كل ست ساعات».

وأكد نائب الرئيس التنفيذي ان الرافعات الجسرية بالميناء تتحمل ظروف الحالات المدارية حتى الاعاصير من الدرجة الخامسة، فقد صممت مرافق الميناء على افضل المعايير العالمية، لافتا الى ان تأثيرات الميناء في مثل هذه الحالات تكون بسبب الأودية نظرا للموقع، وخلال الفترة الأخيرة تم وضع حواجز وسواتر للحد من تأثير تدفق المياه، ولتوفير حماية دائمة للميناء ومرافقه بشكل دائم تمت مخاطبة الجهات المعنية لعمل حماية كافية من الأودية بإنشاء سدود تضمن الحماية للمرافق الحالية والتوسعات المستقبلية.